الإسلام في معالجته لمشكلة المرأة لم يقلد وصفة الفرس أو الروم المنحصرتين آنذاك وهو كدين ناضج للإنسانية الناضجة لم يسلك سبيل المسيحية في إصلاح الروح فقط وفي إيجاد فاصل بين الشارع والمعبد وبين ما لقيصر وما لله.
تقديم -عبد الرزاق المراكشي le12
عُرف المغرب، منذ عهود، بإسلامه المعتدل، الذي يمتح من ينابيع قيَم التسامح والتكافل والتعاون التي طبعت الإنسان المغربي الأصيل، قائما على ركائزَ متينة تقوم على السجيّة المغربية، التي يسير وفقها كلّ أمر في الحياة بـ”النية”…
اخترنا لكم في “Le12.ma”وقفات مع ثلّة من الأقلام المغربية التي أغنت ريبرتوار الكتابات المغربية التي تناولت موضوع الإسلام المعتدل الذي انتهجته المملكة المغربية منذ القدم، والذي أثبت توالي الأيام وما تشهده الساحة السياسية الدولية أنّ هذا الإسلام “على الطريقة المغربية” لم يكن بالضّرورة قائما على “الصّدفة (النيّة) بل تحكمه أعراف وقوانين وتشريعات واضحة المرجعيات والخلفيات وواعية تمامَ الوعي بأنّ الإسلام… (آية قرآنية) و”الإسلام دينُ يُسر وليس دين عُسر” وأنْ “ما شادّ أحدَكم الدين إلا وغلبه“.
يتحدث هذا الموضوع المنشور في المصدر الآتي ذكرخه (العدد الـ25) عن
ونشير إلى أن هذه المقالات منشورة في الموقع الإلكتروني لمجلة “دعوة الحق“.
قلنا إن الإسلام غيّر النظرة إلى المرأة فرفعها من الحضيض الذي تشقى فيه إلى المستوى الرفيع الذي تستحقه لتسعد في جنباته.
والإسلام في معالجته لمشكلة المرأة لم يقلد وصفة الفرس أو الروم المنحصرتين آنذاك وهو كدين ناضج للإنسانية الناضجة لم يسلك سبيل المسيحية في إصلاح الروح فقط وفي إيجاد فاصل بين الشارع والمعبد وبين ما لقيصر وما لله، كما لم يكن كاليهودية دينا أنانيا ذا إشعاع داخلي مغلق لا ينفذ شعاعه خارج نطاق أتباعه اليهود، بل سلك سبيلا عاما وشاملا، وعلى هذا يمكن أن نعرف الإسلام بأنه نظام رباني عامل لتنظيم العلاقات الإنسانية العامة والخاصة المادية والروحية أو هو كما يقول ليود ولد فايس (محمد أسد) منهاج للسلوك الشخصي والاجتماعي قائما على ذكر الله، وفي طبيعة النظام أنه لا يجزئ المشاكل بل يعالجها في إطار من العلاقات المتبادلة التي تكون المركب الاجتماعي.
وليست رسالة الإسلام علاج مشكلة جزئية كمشكلة المرأة فحسب بل رسالته علاج مشكلة الإنسان في جميع نواحيها هذه المشكلة تندرج تحتها جميع المشاكل الأخرى، ولسنا في حاجة إلى تدليل أو ضرب الأمثلة على أن الإسلام دين كامل ينظم الحياة الكاملة إذ أن هذا من البديهيات التي لا يجادل فيها سوى الغارق في بحر من الجهل، بالإسلام ومبادئه؛ فالإسلام تناول مشكلة الإنسان من الناحية الميتافيزيقية والأخلاقية والقانونية وربط بين هذه النواحي الثلاث بروح العبادة.
فالأساس الأول الذي عولجت عليه مشكلة المرأة في الإسلام هو:
1– أن مشكلة المرأة حلقة في سلسلة من المشاكل الأخرى مرتبطة بها ارتباطا حيا وعضويا فلذلك يجب النظر إلى الجزء في مركبه عند المعالجة حتى لا تؤدي معالجة الجزء فحسب بقطع النظر عن علاقاته بالأجزاء الأخرى وملاحظته ما قد تتأثر تلك الأجزاء إلى شلل هذه الأجزاء وحينئذ يسري الشلل حتى إلى ذلك الجزء المراد علاجه.
فالناحية الاجتماعية تشبه الناحية الجسمية في تأثر الأجزاء بعضها ببعض. ومن المسلم به أن الطبيب عندما يريد مقاومة علة أو إجراء عملية فإنه لا يسرع لعلاج الجزء المريض دون أي اعتبار لبقية أجزاء الجسم بل إنه ليفحص الجسم فحصا شاملا ودقيقا ليكون على بصيرة بطبيعة العلاقات الموجودة بين الجزء وإخوانه، وإن لم يفعل ذلك –وهذا لا يحدث من طبيب عالم- فإن عمليته قد تفشل، وقد يكون معنى الفشل أحيانا الموت للمريض، وعل الجانب الاجتماعي أشد تعقيدا من الجانب الجسمي ولذلك كان الاحتياط ومراعاة المركب الاجتماعي من أهم ما يجب وعيه لدى المستهدف للإصلاح.
والملاحظ في دعوة الإسلام أنها لم تخص مشكلة بالعلاج دون أخرى، ولذلك كان النهوض شاملا وكان التعبير عن تلك المعالجة الكاملة حضارة إسلامية؛
2– أما الأساس الثاني هو أن الإسلام عندما تناول مشكلة المرأة لم يعتبرها منفصلة عن مشكلة الرجل بل نظر إليهما على أنهما مشكلة فرد في المجتمع وما يتراءى لبعضهم من أن للمرأة مشكلة منفصلة عن مشكلة الرجل إنما هو وهم ناتج عن النظر الجزئي القاصر في الإصلاح. بل هما في منطق العلم مشكلة واحدة لأن الرجل فرد من هذا المجتمع والمرأة فرد منه ويعبر عن ذلك قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام.
فالرجل والمرأة من نفس واحدة، إذن، فهما قطبان للإنسانية ومشكلتها مشكلة واحدة لا تنفصل هي مشكلة الفرد في المجتمع.
ولقد فسر أستاذنا الشيخ «محمد المدني» قوله تعالى: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض بقوله: عبر القرآن العظيم بان الرجل والمرأة يكونان شيئا واحد هو «كل» الرجل بعضه والمرأة بعضه الآخر.
فالمشكلة إذن تناولت على هذا الأساس، فإنها ستتخذ طابعا علميا سليما لا يضيع الجهود وسيفضي الحال بالباحث إلى معالجة مشكلة الفرد من جميع النواحي كإنسان يعيش في عالم يتطلــب حضـــــارة؛
3– والأساس الثالث هو أن هذا الفرد أو أن هذا الكل فيه الذكر والأنثى ولكل منهما خصائص بيولوجية محددة. فهل نوزع المسؤوليات بقطع النظر عن نفسية كل من النوعين وعواطفه وغرائزه وتركيبه الجسمي؟ وهل وظيفة هذا الفرد واحدة أم مختلفة؟
إن هذه المشكلة يجيب عنها العلم. والعلم يقول: «إن لكل من الذكر والأنثى هرمونات خاصة وتركيبات مختلفة». وهذا يعني أن وظيفتهما تختلف. ولقد بين الله أن هذا الاختلاف ثابت ولا يمكن تغييره لقوله جلت قدرته: ُ”ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا،وللنساء نصيب مما اكتسبن”، فالمرأة والرجل كالجسم الواحد المرأة بعضه والرجل بعضه الآخر ولكل خصائص لا تتوفر في الآخر لا يعني الأفضلية ولكن يعني الاختصاص فحسب، فاليد لا تفضل العين والرجل لا تفضل الأذن إذ لكل عضو قيمته الخاصة واختصاصه الحيوي الذي يتعاون مع باقي الأعضاء في حفظ كيان الكائن الحي يقول أستاذنا الشيخ «محمد المدني» في كتابه «المجتمع الإسلامي كما تنظمه سورة آل عمران صفحة 184»: “والمزايا هنا لا تتعارض ولا تتبادل وإنما تتعاون وتتضافر من أجل هدف مشترك هو المحافظة على حياة الإنسان ووجوده“.
فهذا هو الأساس الثالث وهو أن للمرأة نفسيتها الخاصة وبناءها الجسمي الخاص وللرجل كذلك، وهذا الاختلاف يستلزم طبعا الاختلاف في الوظيفة الاجتماعية. فاستر جال النساء واست نساء الرجال قلب خطير للأوضاع الاجتماعية، ومحاولة خاسرة لتبديل الطباع، وعلى ضوء هذا يفهم قوله تعالى: «ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن». ومعناها أن الله خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما طبيعة ثابتة لا تتغير على مدى حياة الإنسان في هذا الوجود. ولا يحاولن أن يغير الطباع والخصائص ليجعل المرأة كالرجل أو العكس فالمحاولة مستحيلة لمخالفتها الطبيعية الثابتة لأن كلا منهما اكتسب طبيعته النهائية من أجل وظيفته الاجتماعية ولذلك عبر الله بقوله: «لا تتمنوا» والتمني طلب المستحيل.
ولقد أسعفتنا الدراسات النفسية ببعض الفروق بين الرجل والمرأة الشيء الذي يحتم اختلاف في الوظيفة. فهناك اختلافات ترجع في أصلها إلى الخصائص الجسمية وتبتدئ عند تكوين الجنسين في بطن أمه، فالتركيب الدقيق للخلايا لكل من الذكر والأنثى مختلف، فالبنت لكي تولد يلزمها اثنان من كروموزمات إكس (x) وهي الجزيئات الضئيلة الحاملة للصفات الموروثة، مما يؤثر تأثيرا فعليا في مصير تكوينها ونصيب أعضاء جسمها من القوة والاحتمال. كما يختلفان في وزن الجسم من القوة والاحتمال. كما يختلفان في وزن الجسم عند الزيادة وكذلك في سرعة النمو الذي يتنازعان التفوق فيه إلى أن تصل نسبة التفوق عند الرجل إلى حوالي 20% في سن العشرين وكذلك نرى الذكر يفوق الأنثى في طول القامة بمقدار 10% في ذلك السن أيضا وذلك طبعا عاما لا يخص فردا بعينه كما نجد الذكر يفوق الأنثى بالقوة العضلية كما أن هناك فرقا بينهما في التنفس، فالذكر أوسع تنفسا من الأنثى، فالكمية من الهواء التي يحتفظ بها الذكر في رئتيه أكثر من رئتيها وهذا ما يسمى بالمقدرة الحيوية وقد يبدو هذا الفرق بسيطا غير أن تأثيره قوي يحدد كثيرا من الاتجاهات بالنسبة للذكر والأنثى.
كما يختلفان في القدرة على مقاومة الموت وقد دلت الإحصائيات أن عدد الذكور في المرحلة الجنينية أكبر من عدد الإناث بمقدار 30% ولكن هذا التفوق ينهار بسبب ضعف المقاومة للأمراض الموجودة في الذكر في حين تحوز البنت قصبة السبق في هذا الميدان، ويكفي أن نقول: أن حظ المسير للبنت في حياتها البيولوجية يختلف عموما عن حظ سير الذكر، فهي تمر بنوع من البلوغ، ومراحل الحيض والحمل والولادة هذه المراحل التي تهيئها نفسيا لوظيفة خاصة تخلف عن وظيفة الذكر الذي لم يحض ولم يحمل ولم يلد.
كما أن هناك خصائص حسية وحركية يختلف فيها الذكر والأنثى. فالمرأة تفوق الرجل في القدرة على تمييز الطعم ولكنه يفوقها فيما يخص بالتمييز العضلي بالأثقال، وهناك فرق كبير وواضح بين الرجل والمرأة في القدرة على تمييز الألوان، هذه العاهة التي توجد في الرجال بنسبة 4% في حين توجد في النساء بنسبة 1 ونصف % على الأكثر كما توجد فروق بينهما في الحركات اليدوية الدقيقة وفي القدرات الميكانيكية وفي الألعاب الرياضية، كما أن هناك اختلافات بينهما في القدرات اللغوية والتذكر والعددية والفنية كالموسيقى ويطول بنا المقام لو أننا فصلنا تلك الفروق تفصيلا ولهذا نكتفي بما أوردناه محيلين القارئ العزيز على المراجع المتخصصة في هذه الدراسات لكي لا يفوتني أن أذكر هنا فرقا طريفا بين النوعين وذلك في موضوع أحاديثهما، فلقد سجلت أحاديث النوعين –دون علمهما طبعا- فكانت النتيجة أن الموضوعات الأكثر تداولا على ألسنة الرجال هي المسائل المالية والأعمال التجارية والألعاب الرياضية في حين أن أحاديث النساء تدور بوجه عام حول الأشخاص دون الأشياء ولهن اهتمام زائد بما يتعلق بالأزياء والملابس ومسائل الزينة، ولقد قمت بتجربة شخصية لأتثبت من هذا النوع فوجدته صحيحا بوجه عام سواء في أوساطنا الإسلامية أو في الوسط الأوربي، ولقد سألت فتاة عن سر انعزالها عن جمعية من جنسها فعللت ذلك بأن الاجتماعات تكاد تكون حول الانتقادات الشخصية السخيفة، ولعلها كانت ضحية لأحد تلك الاجتماعات، وهكذا يتبين لنا حكمة الإسلام في معالجة مشكلة المرأة على أساس قوله تعالى: للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن.
والدعوات التي ترتكز على الجهل بهذه الحقيقة كثيرة في بلادنا الإسلامية فقد رأينا في الشرق ثورة كبيرة من أجل المرأة، ولكن الثورة كانت عمياء تفقد الوعي وكانت اعتباطية تفتقر إلى الفكرة وكان أكثرها واقعا تحت تأثير عقدة أديب أو العقدة الجنسية، ولقد اعترف الأستاذ الجيل الدكتور منصور فهمي أطال الله بقاءه فقال لي بأنني استغفر الله من تلك الدعوة التي شاركت قاسم أمين فيها: لقد كنا ننادي بتحرير المرأة تحت عوامل شتى وقد صرح لأحد الصحف يقول: لو عاد أحمد أمين إلى مصر ووجد حالة المرأة قد وصلت إلى هذا التطرف الكبير الذي لا مبرر له لتنادى بالحجاب، وقد سأله مراسل أخبار اليوم: هل ما زلت تطلب للمرأة مزيدا من الحرية؟ فاحتقن وجهه وهو يقول: أبدا نحن نريد أن نحتفظ بشيء من مميزات إسلامنا وشرقيتنا وعروبتنا. ولقد خرجت بعض الأسر الشرقية عن اسمها تحت اسم التجديد، إن تجارب العمر تؤكد أنه لا يجوز أن نقلد الغربيين في كل شيء في حين كنا نستطيع أن نستفيد من أخطائهم… إنها أمانة جيل ولنا في اعتراف أحد زعماء تحرير المرأة من أن الدعوة تلك كانت تنقصها الفكرة بل إن معظمها كما يقول الدكتور يوسف مراد المتخصص في الدراسات النفسية –صادر عن عقد نفسية لم نجد حلها الطبيعي فصارت تبحث عن وسائل تعسفية للتعويض مما فرض على المرأة أعباء لا تتلاءم مع طبيعتها مما يضيف إليها صنوفا من الشقاء. فالمرأة إذن واقعة في العصر الحاضر تحت رحمة انحرافات نفسية إذ ليس هناك فترة محددة لنقطة انطلاقة المرأة ولمعالم سيرها وللإطار العام الذي يجب أن تعيش داخل حدوده ولا تتعداه.
فالمطالبة بتحرير المرأة من العبودية والقيود والرجعية والأخلاق المفروضة لا تكلف اللسان كبير عناء، ولكنها إن كانت منطلقة من شعار الشهوة ومرض الغريزة وسطحية الفكرة فإنها تكلف المجتمع ضريبة ثقيلة وخطيرة.
ونحن اليوم نرى المغرب يتخبط في مشكلة تحرير المرأة معتمدا على السهولة في الدعوة والارتجال في الفكرة، فنحن نريد أن نسعد المرأة بإخراجها من «البيت المظلم» والحجاب المقيت إلى آخر هذه اللافتات العشوائية ولكن إلى أين؟ إلى الشارع المظلم أيضا إلى حيث الفضاء الرحب الذي تنتحر فيه الفضيلة… وإلى حيث تتمثل مأساة خطيرة على كياننا.
وكان الأجدر بأولئك الذين يريدون تحرير المرأة أن يحرروا الرجل قبل كل شيء حتى لا تظل فكرة «الافتراس» متشبثة بنفسيته وإن كان يعبر عنها بتعبيرات مختلفة تكتسي صبغة الرثاء.
أما المرأة فهي سهلة الانقياد ونستطيع إن أردنا إرادة حسنة –أن نوفر لها شروط السعادة.
وقضية المرأة -كمشكلة فرد في المجتمع- أخطر من أن تحل بكلمة تنثر أو خطبة تلقى أو اجتماع يعقد أو مظاهرة تقام.. إنها شائكة وخطيرة وبما أننا مسلمون يجب أن يكون تفكير إصلاح وضع المرأة في إطار الإسلام الذي عالج المشكلة على تلك الأسس المتقدمة التي تكون في الحقيقة مشكلة واحدة هي مشكلة الفرد من أجل سعادته وسعادة المجتمع.
وسندرس فيما بعد بعض التطبيقات لهذه الأسس لنرى كيف استطاع الإسلام أن يخطط للفرد ذكرا وأنثى خط السير الذي يقضي به إلى السعادة ويحفظ عليه كرامته وتوازنه في حياة متحضرة فإلى المقال التالي.
عبد أنشد شاعر الحمراء المرحوم محمد بن ابراهيم هذه الأبيات عند اجتماعه بالموسيقار الأستاذ محمد الوهاب:
دمت للفن ودام الفن لك شاكرافي كل حسن عملك
فتنة المشرق سبحان الذي فتنة المغرب أيضا جعلك
أنت هل تفهم ما تفعله بقلوب الناس أم لا علم لك
وإذا كنت على علم به فعلى قتل الورى من حملك