غادر أسامة الخليفي الحياة الدنيا وفيه حلقه غصة، بعد تعرضه لمرض عضال، وذبول علاقات إنسانية مع من ناضل في كبريات شوارع المغرب معهم، لرفع صوت احتجاجات جيل مغربي.

عادل الزبيري

في ساحة باب الحد الشهيرة، في العاصمة المغربية الرباط، أثار شاب مغربي الانتباه بظهور بارز، وبصوت جهوري، وبقدرة على الحفاظ على نفس رفع شعارات حركة احتجاجية جديدة، أعلنت عن ولادتها، واختار لها الواقفون وراء تأسيسها اسمه حركة 20 فبراير.

هذا الشاب بلحية، ويرتدي قبعة، ويحيط عنقه بكوفية فلسطينية، ولا يتوقف عن التحرك، وحتى لما تحركت المسيرة الأولى لهذه الحركة الاحتجاجية الاجتماعية بأفف سياسي، من شارع الحسن الثاني في اتجاه شارع محمد الخامس في قلب عاصمة المغرب.

لم يتوقف هذا الشاب عن الرواح وعن المجيء؛ كأنه كان يطمئن على سير المسيرة، وسط سياق عربي ومغاربي هادي بحركات المطالبات السياسية.

في سياق التغطية الصحافية لمسيرات حركة العشرين من فيراير؛ تعرفت عن قرب في الميدان على أسامة الخليفي، شاب مغربي ينتمي إلى جيل جديد من المحتجين المغاربة؛ المطالبين في ربيع 2011، بإسقاط حكومة عباس الفاسي، وبتغير الدستور.

يفرض الموت وقفة تجمع بين التأمل وبين الاحترام وبين القراءة للرسائل التي يفرضها هذا الحدث الجلل؛ فالشاب أسامة الخليفي غادر الحيلة الدنيا، بعد صراع طويل ومرير مع المرض، ارتاح أسامة من رحلة علاج طويل؛ شعرت بمرارتها وبصعوتها، من خلال تغريدات على حسابه على إحدى المنصات الاجتماعية.

أفل نجم الشاب الراحل المغربي أسامة الخليفي، توارى عن الأنظار، انتقل للعيش برفقة شريكة حياته في مدينة مكناس في وسط المغرب.

فبحكم العمل الصحافي الميداني؛ تعرفت عن قرب على الراحل أسامة الخليفي، في العاصمة الرباط، في مسيرات طويلة، على امتداد قرابة عام كامل في 2011، وللتاريخ جمعتني به لقاءات عابرة، أساسها الاحترام المتبادل، وتواصل الصحافي المهني مع مصدر للخبر، وأحد صناع الخبر الميدانييين.

بالتأكيد أن الشاب المغربي أسامة الخليفي، وفق مصادري، غادر الحياة الدنيا وفيه حلقه غصة، بعد تعرضه لمرض عضال، وذبول علاقات إنسانية مع من ناضل في كبريات شوارع المغرب معهم، لرفع صوت احتجاجات جيل مغربي.

وبالتأكيد أن أسامة الخليفي دخل التاريخ المغربي باعتباره شابا مغربيا أسهم في الدفع بتغيير سياسي واجتماعي مغربي، فب سباق ربيع مغربي كان ناعما، وفي سياق تداول بين الأجيال على رفع مطالب المغاربة.

ارقد في سلام يا أسامة الخليفي، وإن تخلى عنك بعض من رفاق حركة 20 فبراير، لأن الحياة اختلافات وافتراقات؛ إلا أن التاريخ لا ينسى الذي تركوا ولو سطرا واضح المعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *