استقبل كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، منتصف الأسبوع الجاري، كريستوف لوكورتييه، سفير فرنسا بالمغرب، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتأتي هذه اللقاء في إطار الدينامية التي تشهدها الشراكة الاستثنائية المعززة بين المغرب وفرنسا، والتي تجسدت من خلال توقيع 22 اتفاقية استراتيجية خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى المغرب في أكتوبر 2024.
وتركزت المناقشات حول تتبع مشاريع الاستثمار قيد التنفيذ، والتي تهم بشكل خاص الانتقال الطاقي، والتنقل الكهربائي، والبنية التحتية، باعتبارها قطاعات رئيسية تشكل رافعات أساسية لتحقيق النمو، وخلق فرص الشغل، وتعزيز التنمية المشتركة.
وأكد السفير الفرنسي، في هذا السياق، أن التحول الطاقي في المغرب يشكل “العمود الفقري” للتعاون بين البلدين، مشددًا على التزام فرنسا بدعم جهود المغرب في هذا المجال، خاصة في ظل التحولات العالمية نحو الطاقات النظيفة والاستثمارات البيئية، التي تجعل من المغرب فاعلًا أساسيًا في هذا التحول على الصعيد الإقليمي.
ويجسد هذا اللقاء الإرادة القوية لدى المغرب وفرنسا لتعميق التعاون الاقتصادي على أسس المنفعة المتبادلة، حيث يسعى الجانبان إلى استثمار العلاقات الثنائية القوية والرؤية المشتركة لمستقبل اقتصادي أكثر تكاملًا.
ويُرتقب أن تساهم هذه الدينامية في جذب المزيد من الاستثمارات الفرنسية إلى المغرب، خاصة في القطاعات الاستراتيجية التي تعزز مكانة المملكة كمركز اقتصادي إقليمي، مستفيدة من موقعها الجغرافي وبيئتها الاستثمارية الجذابة.
ويأتي هذا اللقاء في وقت يشهد فيه الاقتصاد المغربي طفرة في المشاريع الكبرى، مما يجعل من الشراكة مع فرنسا رافعة أساسية لتحقيق أهداف التنمية في المغرب وتعزيز التنافسية الدولية للمملكة.
وقد تفاعلت السفارة الفرنسية في المغرب مع هذه الزيارة، حيث أكدت في منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذا اللقاء تمحور حول المشاريع المشتركة الكبرى بين البلدين، وخاصة في مجالات الهيدروجين والسكك الحديدية والطيران.
وأضافت أن فرنسا هي المستثمر الأجنبي الأول في المغرب، والمغرب هو المستثمر الأفريقي الأول في فرنسا.
ومن المرتقب أن تتواصل المشاورات بين الطرفين خلال الأشهر المقبلة لضمان التنفيذ الفعلي للمشاريع الاستثمارية بالمغرب، مما يعكس عمق الروابط الاقتصادية بين المغرب وفرنسا، واستعدادهما لرفع مستوى التعاون إلى آفاق جديدة.