ترامب اليوم يريد تنفيذ هذا المخطط بالتدريج والحيلة، فإذا وافق الأردن ومصر على ذلك فإن إصرائيل سترفض عودتهم، كما رفضت عودة المهجرين منذ 1948 و 1967. 

الدكتور إدريس الكنبوري

بدأ دونالد ترامب، الإمبراطور الروماني الجديد، في تنفيذ المخططات الإصرائيلية السرية.

ترامب هو من اتخذ قرار اعتبار القدس عاصمة لإصرائيل، وهو من قال قبل أشهر من فوزه في الانتخابات بأن مساحة إصرائيل صغيرة ويجب توسيعها.

اليوم أعلن أن على الأردن ومصر استقبال عدد معين من سكان غز-ة، لأنها مدمرة وليس فيها مكان يليق بهم. لكن ترامب قال ما هو أهم وأخطر، قال سأتصل بالعاهل الأردني والرئيس المصري.

هذا بالتحديد هو المشروع الصه-يوني وليس الإصرائيلي، لأن الإعلام شغل الناس هذا العام بإصرائيل حتى نسوا من أين جاءت. المشروع الصهي-وني هو إفراغ فلسطين من سكانها وترحيلهم إلى دول عربية.

والحقيقة، هي مسألة منطقية تماما، لأن الصهيو-نية تؤمن بأن فلسطين أرض الياهود والرب منحهم إياها، ولا أظن أنهم سيصبحون كفارا ويتخلون عنها لأنهم يحكمون بما أنزل عليهم الرب في الكتاب. هذا هو المنطق وغيره كلام فارغ.

ترحيل الفلسطينيين مشروع قديم، وقد ظهر بعد حرب 1967، وكان أول مخطط لتنفيذه هو ترحيل جزء منهم إلى الأردن ضمن ما سمي “الوطن البديل” الذي رفضه الملك حسين.

وأنا أظن والله أعلم أن احتلال إصرائيل لسيناء كان الهدف منه جعلها وطنا بديلا للفلسطينيين، لأن نتنياهو طالب قبل أشهر بنقلهم إلى هنالك.

ترامب اليوم يريد تنفيذ هذا المخطط بالتدريج والحيلة، فإذا وافق الأردن ومصر على ذلك فإن إصرائيل سترفض عودتهم، كما رفضت عودة المهجرين منذ 1948 و 1967. 

وهناك ما يعزز هذا، وهو أن إصرائيل لم تعد تريد أن ترى غز-ة من جديد، خصوصا بعد هذه الحرب التي لم ترها إصرائيل حتى في الحلم، وكان اسحق رابين قد قال في التسعينات إنه يتمنى أن يستيقظ من نومه ذات صباح فيجد غز-ة قد ابتلعها البحر، لكن رابين قال ذلك قبل ثلاثين سنة من سابع أكتوبر 2023.

ما لا يتوقعه ترامب بالطبع هو رفض الفلسطينيين الرحيل، فالشعب الذي لم يرحل تحت النيران كيف يرحل بعدها؟

*-مفكرة مغربي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *