وسط ذاك المشهد الذي يقطر قسوة، تتجلى فظاعة الجهل بقيمة الإنسانية.
ها هو رجل مسن، يُفترض أن يكون حاملاً لحنان السنين وحكمة الأيام، يسقط في بئر الغلظة، مدفوعاً بغضب أعمى، ويرتكب جريمة أخلاقية أمام سنه وتجاربه وأمام المغاربة والتمغربيت و الشهامة والرجولة …
مشهد طفلة، لا تزال براعم البراءة تُزهر في روحها، تُرمى من الدرج بلا رأفة، يهز كيان أي إنسان يحمل في قلبه نبضاً من الرحمة.
أي جرم ارتكبته هذه الصغيرة حتى تُعاقب بهذا الشكل؟
أهو ذنب أن تكون أضعف الأطراف؟
أم أن الغضب العابر صار ذريعة لتدمير أرواح بريئة؟
وكيف لهذا المشهد أن يمتد ليطال أمها، التي قاست أصعب لحظات الألم والعجز؟
إنه مشهد كسر القيم والأواصر الإنسانية، حيث يصبح العنف سيد الموقف، وينحني الضمير متوارياً خلف ظلال الغضب.
هذا السلوك البشع لا يعكس فقط وحشية الجسد، بل انعدام الروح التي تُميّز الإنسان.
لعل هذه الطفلة البريئة، التي سقطت جسداً على الدرج، كانت تسقط في الوقت ذاته في هاوية من الألم النفسي الذي سيبقى ندبة في قلبها.
ولعل الأم، التي شهدت هذا الاعتداء، تحمل الآن في صدرها وجعاً يفوق قدرة الكلمات على وصفه.
ندين هذا الفعل الذي يُمزق نسيج الإنسانية، ونطالب بالعدالة التي تليق بهذه الطفلة وأمها.
فالقلب القاسي الذي ارتكبت هذا الجرم يجب أن يخضع للحساب، ليبقى صوت البراءة والرحمة أعلى من أي صوت آخر، ولتظل الإنسانية، بكل معانيها النبيلة، الحصن الذي يحمينا من السقوط في مستنقع الوحشية.
*عادل تشيكيطو -حقوقي