قرأت تقريراً عن أغرب تصنيف عالمي لجوازات السفر في العالم، المعروف بتصنيف هينلي، حيث احتلت 33 دولة في العالم المرتبة الأولى ضمن عشرة جوازات الأولى عالميا. 

لقد احتلت سنغافورة الرتبة الأولى بين العشرة الأوائل بينما جاءت الإمارات العربية المتحدة في الرتبة الأخيرة، لكنها الدولة العربية الوحيدة بين دول الصف الأول. 

وجاءت جوازات السفر العربية في المراتب الأخيرة ضمن قائمة الجوازات الأضعف في العالم.

أما من حيث التصنيف بين الدول العربية فقد جاء المغرب في المرتبة 69 عالميا، بينما احتلت الإمارات العربية المتحدة الرتبة الأولى بين الدول العربية، تليها دول الخليج تباعا واحدة بعد الأخرى.

تصنيف هينلي يعتمد معايير محددة في تصنيف جوازات السفر، منها حركة التنقل وسرعة الحصول على التأشيرة ودرجة استخدام التأشيرة الإلكترونية وعدد الدول التي يدخلها المواطن ومؤشر التنمية البشرية.

ولكن التصنيف أهمل المعايير الأخرى التي تظل هي الأهم، لأن التصنيف الكمي لا يعطي نتائج حقيقية ولا يعكس نظرة الدول في العالم إلى جوازات سفر الدول الأخرى.

ومن جملة هذه المعايير الديمقراطية والحرية والعدالة والوطنية، وأعني بها مستوى تحرك الدولة للدفاع عن مواطنيها في الخارج، وهو مؤشر مهم جدا لأنه يعكس علاقة الدولة بمواطنيها في الداخل. 

على سبيل المثال، عندما يتعرص أي مواطن أمريكي أو فرنسي أو ألماني لحادث في دولة أجنبية تسارع الدولة إلى إرسال طائرة خاصة لإنقاذه، وتتدخل السفارة على وجه السرعة. لكن أقل ما تفعله الدول العربية هو أنها تنسى الموضوع نهائيا وتترحم على المواطن، وفي أقصى الحالات تعود إلى ملفه في جهاز المخابرات وقد تبلغ به لدى نفس الدولة. 

جواز السفر هو الوجه الخارجي للدولة، بقدر ما تكون الدولة لها مكانة لدى الآخرين يكون التعامل مع الجواز.

لكن الدولة التي يهرب مواطنوها إلى الخارج إما بجوازات السفر أو بطريقة غير قانونية لا يمكن أن يكون جوازها بنفس مكانة الدول الأخرى في العالم، لأن الجواز في هذه الحالة لا يظل وثيقة سفر بل يصبح وثيقة هروب.

*الدكتور إدريس الكنبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *