عبدو المراكشي -وكالات
حظي رجل باكستاني (65 سنة) بإشادات من كل حدب وصوب بعد أن نجح في تجنيب النرويج مجزرة محققة، بعدما تصدّى للمسلح الذي هاجم مسجدا بنِية قتل المصلّين، في جريمة كراهية حاول تنفيذها تأثرا بأفكار اليمين المتطرّف.
وقال محمد رفيق عن تجربته المؤثرة مع فيليب مانسوس (21 عاما) خارج “مركز النور” الإسلامي قرب أوسلو، إنه تمكن من إيقاف المهاجم وإلقائه أرضا وانتزاع أسلحته، قبل أن يساعده رجلان آخران في السيطرة على المسلح.
وأسهم رد الفعل السريع لرفيق، الضابط السابق في سلاح الجو في الجيش الباكستاني، بقوة في منع وقوع “كارثة” جديدة، خلال الواقعة، التي أعادت إلى الأذهان مأساة “كرايست تشرش” في نيوزيلندا في وقت سابق من السنة الجارية، بعدما أطلق مسلح النار، في مسجدين متقاربين، خلال صلاة الجمعة وقتل 51 شخصا.
وكان مانسوس قد عبّر، قبل وقت قصير من الهجوم، عن “إعجابه بمذبحة نيوزيلندا”، التي وقعت في مارس الماضي وهزت العالم أجمع.
في المقابل، تلقى رفيق والمصليان الآخران إشادة من الشرطة، في بلاغ صدر عن رون سكولد، مدير قسم الشرطة في “بايروم”، حيث وقع الحادث، جاء به: “لا شك في أن الاستجابة السريعة والحاسمة من الأشخاص داخل المسجد أوقفت المهاجم. لقد أظهروا شجاعة عظيمة”.
وقد وقع هجوم النرويج يوم وقفة عيد الأضحى، بينما كان رفيق ومن معه يجهّزون المسجد ويزينونه لاستقبال المصلّين في أول أيام العيد. وقال رفيق لـ”رويترز: “سمعت صوت إطلاق نار آتيا من الخارج. أطلق النار في اتجاه الرجلين”، قبل أن يركض في اتجاهه ويوقعه أرضا ويشلّ حركته، ثم أتى الرجلان لمساعدته. وتابع: “وضع المهاجم إصبعه في عيني، إصبعه كاملا”، مشيرا إلى أنه كان يحمل أسلحة نارية متنوعة، وكان يرتدي درعا واقيا وخوذة على رأسه.
ومن جانبه، قال عبد الستار علي، محامي رفيق، لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن موكله تعرّض لإصابات في الرأس واليد والعين بينما كان يوقف المهاجم.
وتتعامل السلطات النرويجية مع الحادث على أنه عمل إرهابي محتمَل، وفي هذا السياق أدانت إيرنا سولبرغ، رئيسة الوزراء، الواقعة، التي قالت إنها “هجوم مباشر على مسلمي النرويج وحرية الأديان”.
وقد مثُل المتهم، الاثنين، أمام المحكمة وقد بدت على وجهه وعنقه آثار إصابات، إذ أمر القاضي للشرطة باحتجازه لمدة أربعة أسابيع على ذمة التحقيق. وجاء في الحكم، الذي صدر في وقت لاحق، أنه مشتبه في ارتكابه جريمة قتل وانتهاك قانون مكافحة الإرهاب.
وقالت محامية مانسوس، الذي “ابتسم” لفترة وجيزة أمام المصورين، في وقت سابق، إنه لا يعترف بارتكاب أي جريمة.
بينما قال شهود إن مانسوس دخل مركز النور الإسلامي ومعه عدة مسدّسات، لكنّ مصليا تغلب عليه وانتزع أسلحته، في نزال أعقب إطلاق نار، في إشارة إلى رفيق.
وعثرت الشرطة على قتيلة شابة داخل منزل المشتبه فيه بعد الهجوم بساعات وقالت، في وقت لاحق، إنها قريبته.
ولم يتحدث مانسوس في وجود الصحافيين ورفض من قبل الحديث إلى الشرطة، التي قالت إنه “عبّر، قبل الهجوم، عن أفكار اليمين المتطرف المناهضة للمهاجرين”.