محمد سليكي

[email protected]

يبدو أن حزب العدالة والتنمية، الذي يترأس عمودية الرباط وغالبية مقاطعات العاصمة، بات يسير نحو الاستحقاقات المقبلة لعام 2021 دونما معيقات تذكر، لتكرار تجربة انتخابات 2015 المحلية تحديدا..

ليس لأن الحزب الأغلبي، نجح في تحويل العاصمة الرباط إلى عاصمة العواصم، ولا لأنه أنهى معاناة السكان مع غلاء فواتير ريضال، ولا لأن العمدة الصديقي قدّم استقالته بعد التحقيق معه في فضائح ريضال، ولا لأن هذا الأخير زوّج ابنته لابن بطل فضيحة الكوبل الحكومي، الحبيب الشوباني… واستدعى إلى زفافهما الفاخر، “لقرع واللي ماشط شعرو” من أهل العاصمة. بل لأن متغيرات تطبع المشهد السياسي الرباطي باتت تنذر بـ”تغوّل” إخوان العثماني.

غير خاف على أحد غرق عدد من منتخبي حزب”لامبة” في برَك شبهات فساد آسنة، سواء كانوا في الحكومة أم في الجهة أم في البلدية أم في المقاطعة..زد على ذلك سخط وحنق أغلبية المغاربة على سلوكاتهم السياسيوية، دون التفصيل في تقارير الهيئات الرقابية الدستورية التي تعرّي خروقاتهم… دون أن يطال الكثير منهم الحساب.. ورغم ذلك فهم يمشون، اليوم قبل الغد، نحو تكرار نتائج انتخابات 2015 وأكثر، دون منازع..

 

بالوثائق فضيحة بيجيدي الرباط..العدوي ترصد غرق لقرع في 64 خرقا و الجماني يتهم العثماني بالضغط على الوالي مهيدية لإقبار الملف

معلوم أنه “عندما تغيب القطط ترقص الفئران”.. وهو مثل عربي سهل المبنى، لكنه عميق المعنى، يكاد يفي بالغرض في شرح حالة انتخابات محليات 2021 في العاصمة الرباط، حيث سيأتي حزب”لامبة” على الأخضر واليابس، ما لم تحدُث معجزة.

الأخبار القادمة من مجالس وصالونات منتخبي الرباط، والتي تأكدنا في موقع “le12.ma من صحتها”، تؤكد هذه التوقعات وتُربك جميع الحسابات وتخل بأدق المعادلات في ضبط التوازنات… لتكون المحصلة مكلفة ديمقراطيا.. عندما تدخل العاصمة نفق تغوّل الحزب الأغلبي وانفراده بالرقص فوق المسرح الانتخابي..

وإلا ماذا يعني، أمام وهن وضعف باقي الأحزاب، كل الأحزاب، وتدنّي مصداقية الكائنات الانتخابية، التي تتداول منذ سنوات على مغانم تدبير الشأن الجماعي الرباطي، إعلان عميد فريق حزب الأصالة والمعاصرة في مجلس بلدية العاصمة، وغريم حزب”البيجيدي”، القطب الصحراوي إبراهيم الجماني، عدم رغبته في الترشح مستقبلا في الرباط..

الأكيد أن ما أسرّ به الجماني، أمس الثلاثاء، لعدد من منتخبي “البام” في بلدية الرباط، يحمل أكثر من دلالة ويحيل على أكثر من قراءة، لعل عنوانها الأبرز “انتخابات 2021.. رحيل سد الجماني وغرق العاصمة في بحر إخوان العثماني”. أو هكذا سيكون المشهد؟!

الذي يعرف الجماني يعرف أنه ليس برجل هروب من المعارك، والذي يعرف المعارضة البامية في بلدية الرباط يعرف، جيدا، أنها لم تسعَ إلى ترك العاصمة في قبضة حزب “لامبة”، لكنْ يبدو أن ثمة مياها كثيرةً جرت تحت الجسر جعلت الجماني وصحبه يجهرون بالقول “في صمت” جرّاء ما لحقهم من “ظُلم”، وتلك قصة أخرى سنعود إليها لاحقا…

قلت كذلك، الذي يعرف المشهد الانتخابي الرباطي، خاصة السلطة المحلية، التي يوجد على رأسها الوالي اليعقوبي، يدرك، جيدا، دور”البام” في اللعبة الانتخابية في العاصمة، بل ويدرك دور عميد منتخبي حزب “التراكتور” في ضبط توازنات المشهد السياسي ونصب سدود المعارضة أمام انجرافات حزب زعيم الأغلبية…

لذلك، فبالقدْر الذي كان فريق “البام” تحت قيادة الجماني، مُقتسما للمعلب السياسي الرباطي مع حزب العدالة والتنمية، بما يُسهل على “الحكم” ( السلطة) إدارة مباراة هذا التمرين الديمقراطي بين الغريمين تحت تصفيقات الجماهير (الناخبين) ويحفّزهم على التوجه بكثافة إلى صناديق انتخابات 2021.

بالقدر نفسه الذي سيعني رحيل الجماني “استفراد” إخوان العمدة الصديقي ولقرع، دون منازع، بالمعلب الانتخابي، بما يُصعّب مأمورية الحكَم، ليس أمام جماهير فقدت جاذبية العرض وحماسة التنافس والتشجيع وسقطت في هوة العزوف.. ولكنْ هذه المرة، أمام المراقبين، وأي مراقبين!؟.. مراقبين يدبّجون تقارير حول مباراة بحَكَم بات وسط ملعب تحت هيمنة فريق بدون منافسين..

عند ذاك، ستكون المباراة بدون طعم والتكلفة الديمقراطية باهظة الثمن.

إياكِ أعني فاسمعيني يا.. سُلطة!

..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *