«حتى يقنعني، ذكر أنه خصص لي منصة زجاجية مكيفة بها ميكرفون تطل على الأبقار، أكتفي بساعة كل أسبوع، مادام كل مرة يعرض شيئاً مختلفاً على أبقاره».
ماجدة بنعيسى -le12.ma
يبدو أن ظاهرة عزف الموسيقى وقص القصص للأبقار دخلت المغرب، بعدما غرت عدد من دول أوروبا وأمريكا، وحتى أستراليا وغيرها.
ذلك ما تكشف عنه قصة القاص المغربي مصطفى المودن مع عرض حول الموضوع تلاقاه من طرف مالك ضيعة تربية الأبقار في المغرب.
كتب القاص المغربي، مصطفى المودن، أنه تلقى عرضاً سخياً من مربي أبقار مغربي، مقابل قص قصص على أبقاره بمعدل ساعة في الأسبوع.
وجاء في تدوينة للمودن ، «شرعت أجمع الوثائق المطلوبة لطلب تأشيرة سياحية إلى منطقة شينكن، وإذا بصديق قديم اتصل بي، طلب مني جلسة عمل خاصة بإحدى المقاهي!»
وأضاف، القاص المغربي، «لقد عرض علي قراءة القصص على أبقاره، قال بجدية ظاهرة، إن العلم توصل إلى نتائج مذهلة في ما يخص التأثير الإيجابي بواسطة الفن على المواشي عموماً والمردودية المرتفعة الناتجة عن ذلك».
وتابع، متحدثا عن صاحب العرض، « هو رجل أعمال حداثي يستفيد من الأبحاث العلمية في مشاريعه».
وأكد، «حتى يقنعني، ذكر أنه خصص لي منصة زجاجية مكيفة بها ميكرفون تطل على الأبقار، أكتفي بساعة كل أسبوع، مادام كل مرة يعرض شيئاً مختلفاً على أبقاره».
وأوضح، «هناك يومان للموسيقى، وآخر للمسرح، ومثله للسينما.. ووعد بمكافأة سخية..».
وخلص القاص المغربي مصطفى المودن، إلى القول، «أنا حائر بين قبول هذه المهمة أو السفر إلى أوروبا».
لماذا العزف للأبقار؟
لجأ صاحب مزرعة لتربية الأبقار في ولاية يوزغات وسط تركيا إلى استخدام الموسيقى لزيادة إنتاج الحليب.
وفي قصاصة سابقة للأناضول، قال صاحب المنشأة عبد الله غونغور (51 عاما) إنه أسس المزرعة عام 2016 وكانت تضم 120 رأسا من الأبقار.
وأوضح أنهم يقومون بتشغيل الموسيقى في المزرعة منذ عام 2018، وأن عدد الأبقار في المنشأة يبلغ 300 حاليا.
وأفاد أنه بعدما لاحظ أن الموسيقى تسهم في زيادة إنتاج الحليب، زاد عمليات الحلب من مرتين إلى ثلاثة كل يوم، بمعدل مرة كل 8 ساعات.
وقال إن الحيوانات في المزرعة لا تسمع أصوات الخارج المزعجة مثل أصوات الجرارات والمركبات، بل تسمع الموسيقى.
وأضاف: “كلما كان الحيوان مرتاحا أكثر، كلما كان إدرار الحليب أفضل وتزداد الإنتاجية، نقوم بتشغيل الموسيقى على مدار 24 ساعة”.
من جهة قال مدير المنشأة بوراق غونغور، إن الموسيقى تؤدي إلى إطالة مدة الاجترار لدى الأبقار وبالتالي زيادة إنتاج الحليب.
وأوضح أنهم يختارون مقاطع الموسيقى الكلاسيكية سواء التركية أو العالمية لتشغيلها في المزرعة، وأبدى سعادته بزيادة إنتاج الحليب.
تجربة جامعة ليستر الانجليزية
جاء في خبر سبق أن أوردته جريدة البيان، الامارتية، «عتقد الكثيرون أن الموسيقى هي الغذاء الروحي للانسان، لكن صداها قد انتقل فيما يبدو للحيوان بعد أن ذكر عدد من الخبراء البريطانيين أن بوسع المزارعين الذين يرغبون بزيادة كميات الحليب، التي تنتجها أبقارهم تحقيق ذلك ليس عن طريق زيادة كمية الأعلاف المقدمة بل باقناع تلك الأبقار باللجوء إلى موسيقى هادئة.
فقد أجرى الدكتور ادريان نورث والباحث ماك كينزي من جامعة ليستر الانجليزية اختبارات استمرت على مدى تسعة اسابيع على الف بقرة من نوع هولستاين فريزبانس، وتبين لهما أن إستماع الأبقار إلى موسيقى رومانسية هادئة تجعلها تعيش في حالة مزاجية مختلفة تحثها على اعطاء مزيد من الحليب.
لجأ الباحثان الى تركيب نظام موسيقي منزلي في عدد من زرائب الابقار وحيث ظلت تلك الموسيقى تعزف لمدة 12 ساعة يوميا، وقد إستمعت الأبقار إلى موسيقى سريعة واخرى بطيئة. وقد تبين بعد رصد إجمالي النتائج ومعدلات الانتاج ان معدل إنتاج الحليب ارتفع بمقدار 037 لترا للبقرة الواحدة يوميا عند استماعها للموسيقى البطيئة الهادئة».