هي إذن ردة حقوقية، أثارت انتقادات تونسية ودولية، استثني منها، النظام في الجزائر، الذي هنأ الرئيس غيس تعييس، بحصوله على لقب التلميذ النجيب في تنفيذ إملاءات خنق تونس الثورة .
*محمد سليكي
في تونس، كما في الجزائر، فقد النظام عقل الحكم الرشيد، وحولت السلطة، البلاد إلى ما يشبه السجن الكبير، والعباد، إلى سجناء وما هم بسجناء..
في الجزائر، يواصل عبد المجيد تبون، التأكيد من مناسبة إلى أخرى، أن ولائه للسلطة التعيين الممثل في الجيش، أكثر من ولائه للشعب الذي يدعي أنه إنتخبه.
مناسبة هذا الكلام، هو سقوط تبون في منزلق خصه الجيش والأمن ومن وصفهم بحملة السلاح دون غيرهم بتهيئة حلول السنة الميلادية الجديدة.
فمن خلال تغريدتين له على موقع (X)، لم يأتي تبون على ذكر الشعب الجزائري في تهنئة رأس السنة، بقدر ما غرق في لعق حذاء العسكر.
والحقيقة أن تبون، له ما يبرر تنكره للشعب في الجزائر، وهو الذي بات رأسه المطلوب الأول على قائمة حراك الشعب الجزائري التواق الى الحرية والديمقراطية ونهاية نظام العسكر.
كما أنه كيف للبهلواني تبون، أن يهنيء الشعب الجزائري، وهو الذي أطلق عليه حملة السلاح لقمع كل حراكي حر يصرخ في وجه كل حرامي جبان بعبارة «مانيراضيش»، المرعبة للنظام.
وأذا، قيل زمن «بومدين»، زمن رشاوى عائدات النفط والغاز، إذا عطست الجزائر أصيبت تونس بالزكام.
فإن هذا القول تجسد اليوم على عهد الرئيس «بن بوبغلة»، في الجزائر، و الباي «غيس تعييس» في تونس.
ذلك أن باي تونس الجديد، بدل أن يعلن عن مصالحة وطنية ويدعو الى انتخابات سابقة لأوانها ويتنحى عن السلطة لفشله في إنقاذ البلاد، قدم هدية ديكتاتورية إلى الشعب التونسي، عندما حكم عليه غيابياً «بمصادرة جميع حقوقه»، لمدة شهر إضافي جديد.
على مدى شهر يناير الجاري، سيكون الشعب التونسي محكوماً بموجب قرار ديكتاتوري للرئيس قيس، بنظام حالة الطوارئ.
إنها جمهورية الرعب، التي يعيش شعب تونس تحت سمائها في عهد الباي تعييس.
حالة الطوارئ تلك، تطلق يد وزارة الداخلية لمنع الاجتماعات وحظر التجوال وتفتيش الأشخاص والمحلات والمتاجر ومراقبة الصحافة والبث الإذاعي والعروض السينمائية والمسرحية…
هي إذن ردة حقوقية ، أثارت انتقادات تونسية ودولية، استثني منها، النظام في الجزائر، الذي هنأ الرئيس غيس تعييس، بحصوله على لقب التلميذ النجيب في تنفيذ إملاءات خنق تونس الثورة .
في الجزائر وتونس، هناك تحالف غير مقدس بين نظام العسكر ومكفوله في قصر قرطاج، ضحيته هو الشعب في البلدين.
إنها سلوكيات أنظمة سوداء تخاف بزوغ شمس الثورة، وإنجلاء الليل، وإنكسار القيد عندما إستجابة القدر.
ألم يقل شاعر تونس الراحل أبو القاسم الشابي، في خالدته:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ