يشتم حكام الجارة الشرقية أبناء الجزائر وهم يستغبونهم عبر الافتراء على السعادة في بلدهم، وهم الذين يعلمون تمام العلم أنها لن تجد إليهم سبيلا، طالما من سلطوا على رقابهم يعانون محدودية لا مثيل لها ولم يستوعبوا بعد ان العالم صار فعلا قرية صغيرة.
إن ما ينبس به تبون وحواريوه يجوب ارجاء العالم قبل أن يصل إلى اذان القائل ومن يتحلقون حوله، وهذه الحقيقة تغيب عن من هم خارج العصر وعاجزون وعن استيعاب تحولاته.
في ظل الحوادث التي يشهدها العالم وبشكل خاص ما يرتكب من فضاعات في حق الأشقاء العرب واستباحة الدم عبر آلة القتل والتدمير الاسرائيلية يفجر حكام الجارة الشرقية موجة من الضحك بيننا وفي مختلف أرجاء العالم، ل لأن ما يقولونه لا يصدر عن عاقل ولا يمكن توقعه أو تصوره فبالأحرى استعابه العقل.
انهم يتقيؤون “نكات الغباء البشري” في زمن الذكاء الاصطناعي، الذي لم يجد إليهم به سبيلا.
ان حاشية قصر المرادية تعيش خارج العصر، وهذا لا خلاف حوله، طالما ان عقول فلول الحرب الباردة توقفت منذ زمن صار بعيدا جدا، لهذا نراهم وهم يخاطبون العالم ظنا منهم ان خطبهم هي للاستهلاك الداخلي وان ما يقال لن يتجاوز حدود بلدهم لذلك يطلقون الكلام على هواعنه.
انهم يحترفون الفبركة، فمن فبركة كيان وهمي والتحرش بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، الى فبركة انتصارات لا وجود لها إلا في خيالهم المريض، مرورا عبر فبركة السعادة وتقديم الوعود حول “جني” ثمار ما أنفقوه من أجل الفراغ، وفبركة تحليل وتاويل القرارات الأممية والدولية الصادمة لدر الرماد في العيون.
ان فبركة السعادة هاته تفضحها الكاميرات والاعلام بمختلف أنواعه ووسائل التواصل الاجتماعي وبيانات الحقيقة التي تكذب ما ينسب لكل من زار الجزائر او التقى مسؤولا جزائريا وبادله التحية في أحد المؤتمرات.
لكن ما يؤلم المفبركين أكثر زيارات وفود السياحة لبلادنا الذين تتنامى اعدادهم، وما يوثقونه من شهادات واشادات بما رأوه، وارتقاء حديثهم عن المغرب وما تشهده أقاليمه الجنوبية حتى كاد يصبح شعرا، تعبيرا عن افتتانهم بالعمران والاستقرار، الذي جذب أهم الشركات وأشهر الماركات التي توجد حيث توجد السعادة الحقيقية.
ويفضح سعادة “الفوتو شوب” في الجارة الشرقية، أيضا تذمر أبناء الجزائر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا عقب زياراتهم للمغرب ووقوفهم على الحقائق.
جراء ما يحدث لا نستغرب أن تصبح زيارة المغرب جرما في نظر مجانين المرادية، الذين يواصلون قطع الارحام.
بعد أن فرقوا بين المرء وزوجه واعتدائهم على من اختاروا الزواج المختلط، بين مغربي او مغربية وجزائرية او جزائرية وترك بناتهم وابنائهم فريسة المشاكل المفتعلة، امتدت أيديهم الاثمة إلى الاتصال بين الوحدويين المحتجزين في تندوف واخوانهم في أرض تحصينا للسعادة المفبركة ولسان حالهم يقول “سرنا بيناتنا”.
حسن العطافي-كاتب صحفي