في تطور جديد للاهتمام المتزايد برسالة “الخادم المطيع”، التي سبق ان وجهها عبد الاله ابن كيران، الى إدريس البصري، أفادت معطيات دقيقة لجريدة LE12.MA أن طالبا باحثا، تقدم بمشروع بحث أكاديمي في العلوم السياسية، يتضمن تناولا بحثيا للظاهر والخفي في الخطاب السياسي من خلال رسالة إبن كيران الى البصري.
*جواد مكرم
رغم مرور نحو 38 عاما على توقيعها، لاتزال رسالة “الخادم المطيع” التي سبق أن وجهها بتاريخ 17 مارس من عام 1986، عبد الاله إبن كيران، قبل سنوات من توليه منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الى الراحل، إدريس البصري وزير الداخلية والاعلام وقتها.
ولايكاد يطوي النسيان هذه الرسالة الفاضحة، والتي تؤلم ابن كيران، حتى تعود معالجة جديدة لمحتواها وما وراء سطورها، لتضعها من جديد في واجهة الاهتمام السياسي والاستهلاك الإعلامي في المغرب.
وفي تطور جديد للاهتمام برسالة “الخادم المطيع”،التي سبق ان وجهها ابن كيران، الى إدريس البصري، أفادت معطيات دقيقة لجريدة LE12.MA، أن طالبا باحثا، تقدم بمشروع بحث أكاديمي في العلوم السياسية، يتضمن تناولا أكاديميا للظاهر والخفي في الخطاب السياسي من خلال رسالة إبن كيران الى البصري.
ووضحت معطيات الجريدة، أن مشروع البحث الأكاديمي، لم يتأسس على ” رسالة الخام المطيع”، بل تناولها على سبيل الاستشهاد بها، على نفاق خطاب السياسي في علاقته بالسلطة والمجتمع.
وفيما يلي نص رسالة” الخادم المطيع” ابن كيران الى البصري:
“السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته وبعد،
يسرني أن أرفع إلى جنابكم هذه الرسالة التوضيحية حول جمعية الجماعة الإسلامية وظروف نشأتها وواقعها الحالي، ونرجو اللّه أن ينعم به علينا من خير على يدكم واللّه المستعان.
وزيادة في التوضيح، معالي الوزير، فإني سأقسم هذه الرسالة إلى قسمين أولهما عن الشبيبة باعتبارها الجمعية الأولى التي عملنا في إطارها وثانيهما عن جمعية الجماعة الإسلامية.
نشاط هذه الجمعية يقوم على دعوة الناس عامة والشباب خاصة إلى الالتزام بالإسلام باعتباره شاملا لحياة الإنسان والمجتمع من حيث العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات، ووجدت هذه الدعوة في تلك الأيام إقبالا كبيرا من الشباب وخصوصا بعد أن تصدى الشباب المسلم الملتزم للشباب اليساري في الثانويات والجامعات ورجعت الثقة بالنفس إلى الشباب المتدين عامة وأقبلوا على جمعية الشبيبة الإسلامية في كل أطراف البلاد، فعمد رئيس الجمعية إلى تنظيم هؤلاء الشباب في مجموعات يلتقي أفرادها بانتظام يتدارسون القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم وبعض كتب الثقافة الإسلامية المتوفرة في المكتبات.
واستمر نمو هذه الجمعية مطردا إلى أن وقع اغتيال عمر بن جلون مدير جريدة المحرر، وذكر أثناء النظر في هذه الحادثة اسم الشبيبة الإسلامية واسم عبد الكريم مطيع الذي كان قد غادر البلاد بينما ثم اعتقال إبراهيم كمال وكان ذلك في أواخر دجنبر 1975.
انتسبت إلى الشبيبة الإسلامية سنة 1976 ووجدت أعضاءها ـ والحق يقال ـ على حسن التزام بالإسلام واقتناع بأنه ليس دين المسجد فقط، بل يشمل كل مواقف الحياة، وكذا وجوب توقيف مد الإلحاد المؤدي إلى الفساد وخصوصا في صفوف الطلبة.
معالي الوزير، إن كثيرا من الشباب تهفو قلوبهم إلى الانتساب إلى جمعيتنا والعمل في إطارها المعتدل السليم إن شاء اللّه، ولكن ما وقع علينا من حظر من طرف السلطات المحلية في صيف 1984 وتوقيف أنشطتنا العامة في مركز الجمعية يحول دون التحاقهم بنا مما يؤدي ببعضهم إلى الانحراف والتطرف، وإننا نأمل أن تتداركنا عناية اللّه على يدكم فيسمح لنا من جديد بممارسة نشاطنا والاستمرار في القيام بواجبنا في الدعوة. ومن الواجب في رأينا أن يقوم بين المسؤولين والدعاة تعاون قوي لما فيه خير بلادنا. أما النزاع والشقاق فلا يستفيد منه إلا أعداء الدين وأعداء الوطن. وإن الشباب المتدين لما أكرمه اللّه به من ورع وصلاح حسب ما نعلمه عنه مؤهل لخدمة دينه وبلده أفضل الخدمات، وأن أفضل وسيلة ـ في نظرنا ـ لقطع طريق على من يريد سوءا ببلدنا ومقدساته هي فتح المجال أمام الدعاة المخلصين الذين يعتبرون أن من واجبهم إرشاد الشباب وتقويم أي انحراف يغذيه أصحاب الأغراض والأهواء.
إننا معالي الوزير، سنكون مسرورين وشاكرين لكم صنيعكم إذا خصصتم جزءا من وقتكم لاستقبالنا والتعرف علينا، وذلك سيساعدنا بإذن اللّه على مزيد من التفهم والوضوح، واللّه نسأل أن يوفقكم لما فيه الخير ويهدينا وإياكم إلى ما يحبه.”
“الخادم المطيع والداعي لكم بالصلاح والتوفيق في كل حين عبد الإله بنكيران”.
17 مارس 1986 الرباط