انطلقت، يوم الثلاثاء بالنواصر، أشغال بناء الوحدة الصناعية الجديدة لإنتاج أنظمة العزل المائي الخاصة بقطاع الطيران التابعة لشركة تريلبورغ، وذلك بحضور رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة.
وباستثمار يناهز 106 مليون درهم (10،2 مليون أورو) سيساهم هذا المشروع على المدى البعيد في إحداث ما بين 150 و 200 منصب شغل، وسيسمح بتطوير قدرات جديدة في سلسلة القيمة المحلية لقطاع الطيران، بشكل يستجيب لاستراتيجية المملكة الرامية إلى تحسين معدل الاندماج المحلي للقطاع.
ويتعلق الأمر باستثمار استراتيجي يندرج في إطار تطوير منظومة بوينغ بالمغرب، وذلك بناء على بروتوكول الاتفاق الموقع بين المملكة المغربية وشركة تريلبورغ على هامش المعرض الدولي للطيران والفضاء “مراكش إير شو 2024″، الذي نظم في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نونبر 2024.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد مزور أن هذا المصنع يمثل إضافة نوعية ستسهم في تسريع اندماج المملكة في سلسلة التوريد العالمية لقطاع الطيران، مشيرا إلى أنه سيعزز تنافسية الموردين المحليين ويوفر مناصب شغل عالية التأهيل.
وقال “يمثل هذا الاستثمار لحظة تاريخية لانفتاح السوق المغربية على الشركات السويدية بقطاع الطيران، كما يشكل مرحلة حاسمة في تعاوننا مع شركة بوينغ، من خلال تعزيز التزود المحلي للشركة المصنعة للطائرات من لدن الموردين المحليين في مجال الطيران“.
وأشار الوزير إلى أن هذه الدينامية تمثل خطوة هامة نحو تحول الصناعة المغربية، وتؤكد مكانة المملكة كمنصة تنافسية تخدم المنطقة، موضحا أن المغرب يظل منفتحا ومستعدا لاستقبال المزيد من الاستثمارات في قطاعه الصناعي.
وأضاف مزور “كل مستثمر جديد ي عد شريكا أساسيا، ونجاحه هنا لن يكون سوى البداية. الموارد، والكفاءات، والمساحات اللازمة متوفرة لدعم جميع المشاريع، مع ضمان الدعم المالي عند الحاجة“.
من جهته، أبرز رئيس وحدة الأعمال الفضائية بشركة تريلبورغ، غوردون روبر، أهمية هذا المصنع بالنسبة لتطوير قطاع الطيران بالمغرب، مؤكدا أن الشركة تعول على الخبرات المحلية لتلبية المتطلبات المتزايدة للسوق الدولية.
وأشار إلى أن “الطلب العالمي على الطائرات الجديدة بلغ مستويات غير مسبوقة”، مبينا أن “تحقيق أهداف الحياد الكربوني، وتجديد الأساطيل القديمة بنماذج أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، إلى جانب النمو في التجارة العالمية والسياحة، سيؤدي إلى حاجة القطاع إلى حوالي 45.000 طائرة جديدة بحلول عام 2030“.
وأوضح أن هذه التطورات تمثل ضغطا كبيرا على جميع الموردين، مما يستلزم بالضرورة زيادة القدرات الإنتاجية، مردفا أن وضع حجر الأساس لهذا المصنع الجديد في الدار البيضاء يمثل مرحلة مهمة بالنسبة لشركة تريلبورغ في قطاع الطيران.
وأكد روبر أن هذا المشروع يجسد جهدا جماعيا لتعزيز منظومة الطيران المغربية وجعلها أنموذجا للنجاح، مشيرا إلى أن ما يثير الإعجاب بشكل خاص هو جودة الموارد المتوفرة في المغرب، إضافة إلى المبادرات التي تسهل عملية استقرار الشركات وتطوير قدراتها الإنتاجية.
من جانبه، أبرز رئيس ميدبارك، حميد بنبراهيم الأندلسي، أن المغرب يحظى بمزايا تنافسية متفردة بفضل موارده الطبيعية، لاسيما وفرة الشمس والرياح والأراضي المتاحة في الصحراء، وهي عناصر نادرة ما تجتمع في أماكن أخرى.
وأشار، علاوة على ذلك، إلى أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تشكل نموذجا ي حتذى به في مجال التدبير المسؤول للموارد المائية، من خلال اعتمادها حلولا مبتكرة على غرار تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة.
وفي المقابل، أشار بنبراهيم الأندلسي إلى استمرار وجود تحديات، خاصة في ما يتعلق بتدبير النفايات وإعادة التدوير، حيث لا يزال المعدل الوطني لم يبلغ بعد الأهداف المحددة، مضيفا أن إرساء اقتصاد دائري ي عد أمرا أساسيا بالنسبة للمغرب من أجل تعزيز سيادته الطاقية واستدامته.
وقد جرى حفل انطلاق أشغال المصنع الجديد لتريلبورغ بحضور عامل إقليم النواصر، جلال بنحيون، والكاتب العام لوزارة الصناعة والتجارة، توفيق مشرف، والمدير العام للمركز الجهوي للاستثمار لجهة الدار البيضاء-سطات، سلمان بالعياشي.
وتأسست شركة تريلبورغ في السويد عام 1905، وهي شركة رائدة عالميا في حلول البوليمر. وقد سجلت رقم معاملات بقيمة 2,99 مليار أورو في عام 2023.
وتوظف هذه الشركة الحاضرة في أكثر من 40 بلدا حول العالم، ما يفوق 15.600 شخص، كما تعمل في قطاعات رئيسية مثل الصناعة العامة (65 في المائة من رقم المعاملات)، السيارات (16 في المائة)، الطيران (10في المائة)، والقطاع الطبي (9 في المائة).
وفي المغرب، تتوفر شركة تريلبورغ على وحدة صناعية بمدينة القنيطرة مخصصة لقطاع السيارات.