صباح الأحد في السوق الأسبوعي.. أول لقاء عسكري سابق في الجيش السوري

جولة صباحية في السوق الأسبوعي .. أول لقاء .. عسكري سابق في الجيش السوري اختار الفرار والاستقرار بالمغرب ..

*منال ريضان

الأحد ، الخامسة صباحا ..

كلاب ضالة تحت نافذة غرفتي تصيح بأصوات غريبة كأنها جاءت توقظني لتقول لي ، سقط بشار..

أفتح هاتفي ، لأجد العالم يتحدث عن سقوط النظام السوري .. المعارضة تدخل دمشق وفرار بشار ..

المعتقلون يتنفسون الحرية والأهالي استبشرت بعودة أبناء انقطعت أخبارهم لسنوات واحتاروا بين الدعاء لهم بالخلاص أم بالرحمة …

منشورات اختلفت حول مصير سوريا بعد الأسد .. وائتلفت فرحا بسقوطه ..

الثامنة صباحا ، روتين الأحد ..

جولة صباحية في السوق الأسبوعي ..

أول لقاء .. عسكري سابق في الجيش السوري اختار الفرار والاستقرار بالمغرب ..

لهجته توحي بأنه عاش طويلا في المغرب ، لكن نطقه مازال شاميا وعلى تفاصيل وجهه حفرتملامح سوريا ..

– من أي مدينة من سوريا ؟

– أنا من دمشق .. كيف عرفت ؟

– الغبطة على محياك تؤكد ذلك .. هنيئا لكم بسقوط بشار ..

– الحمد لله كثيرا .. الكل يتحدث عن مصير سوريا بعده ، لكن من عاش في عهده و عهد والده فقط من يعرف قيمة هذا السقوط ..

الحرية والكرامة والأمن نعم كبيرة في المغرب ..

لقدت كنت جنديا في الجيش السوري و اخترت الهجرة بعد الربيع العربي ، عشت في أوروبا وجاورت عدة مغاربة هناك .. جئت للمغرب بدعوة من أحد الأصدقاء ولم أعد منذ ذلك الحين ..

أحب المغرب و لو خيروني بينه و بين أوروبا سأختار المغرب ..

أحيانا نحتاج فقط لمن يذكرنا بالنعم التي نعيش فيها .. إلى لحظة صادقة أو كلمة من شخص غريب لتعيدنا إلى واقعنا الجميل، لنذكر أنفسنا أن السعادة تكمن في الامتنان والرضا..

في زحمة الحياة وضغوطها، ننسى التوقف لنلتقط أنفاسنا ونقدر النعم الصغيرة والكبيرة التيتحيط بنا. ننسى أن مجرد قدرتنا على التنفس بحرية، وأن لدينا استقرارا سياسيا وملكا همامايحمينا هو بحد ذاته نعمة عظيمة.