في أمستردام، ثمن الحشيش المغربي ما بين 9 و12 أورو للغرام الواحد، حسب الأنواع. أما “جوان المختلط” فيباع بثمن يتراوح بين 5 و7 أورو. بينما “جوان سبيسيال” فثمنه يتراوح بيم 20 و80 أورو.

أمستردام-عبد الرحيم أريري

حسب تصنيف البوليس الهولندي، فأنا أتواجد اليوم ( الخميس -5 دجنبر ) بمدينة أمستردام في المنطقة المسماة أمنيا:”الكيلومتر المربع للبؤس” (Kilomètre carré de misère).

مساحة هذه المنطقة صغيرة جدا لا تتجاوز 12 هكتارا ( أي ما يعادل 0،05% من مساحة أمستردام)، وتضم الحي الأحمر Quartier rouge الخاص بالعاهرات اللواتي يعرضن مفاتنهن شبه عاريات في “فيترينات” لبيع  أجسادهن لكل راغب في الجنس.

كما تضم هذه المنطقة، الأزقة المتفرعة عن “البورديل” والمشهورة باحتضان عشرات مقاهي الحشيش (Coffeshop)، وتبدأ من الكنيسة القديمة إلى محطة القطارات، ومع ذلك يبقى هذا الشريط هو الأكثر استقطابا للسائحين بهاته المدينة.

 إذ من أصل 18 مليون سائح يأتي إلى أمسترادم سنويا، يزور “الكيلوميتر المربع من البؤس” 1255 سائح في الساعة، أي 30.120 سائحا في اليوم، (903.600 سائح في الشهر، و 200 843 10 سائحا في السنة)، وهو ما يشكل 60% من مجموع السائحين الذين يزورون أمستردام كل عام، علما أن سكان المدينة لا يتجاوز 900 ألف نسمة !

هاته الأرقام لا ينبغي أن تقرأ من زاوية الابتهاج أو الاعتزاز، بل هي أرقام ملعونة تطارد السلطات الهولندية وتؤرق المسؤولين، وخاصة مسؤولي بلدية أمستردام.

اليوم يتم التفكير جديا في مسح العار الذي يلطخ سمعة عاصمة هولندا، عبر تبني مخطط يتوخى إسقاط أمستردام من “عرش الجنس والحشيش“.

فالهولنديون اكتشفوا أن تسامحهم في تقنين الدعارة والاعتراف بمهنة “بائعة الجنس” ومنحهن رقم الضمان الاجتماعي والتسجيل في غرفة التجارة والخدمات بأمستردام، وكذا ترخيص السلطات بتناول الحشيش بمقاهي مخصصة لهذا الغرض، لم يساهم في تطويق الجريمة بالبلد، بقدر ماحول هولندا إلى حاضن للمافيات ولشبكات الاتجار في البشر ولعصابات المخدرات من جهة، وجلبت لهم سياحا من مستوى وضيع Touristes bas de gamme، حسب تعبير عمدة المدينة الإيكولوجية ” Femke Halsema”.

من جهة ثانية. إذ أظهرت الإحصائيات أن 60% من الأجانب الذين يزورون أمستردام هم شباب قادم من الدول الأوربية المجاورة التي تمنع الحشيش وتمنع “الطاسة والقرطاسة” بترابها، و”تصدر” شبابها نحو مدن هولندا لملئها ضجيجا وشجارا وعربدة وتبولا بالشوارع وقيئا بأرصفة القنوات المائية، مما ولد تذمرا لدى الساكنة بسبب الإزعاج من جهة وضاعف من متاعب البوليس الهولندي من جهة ثانية.

معظم الباحثين عن النشوة والحشيش بأمستردام  Narco Touristes، يأتون من سبع دول ، عبر القطار السريع أو عبر رحلات جوية منخفضة الكلفة. الدول المعنية ب “تصدير شبابها” بالدرجة الأولى هي: ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وأمريكا، فيما النسبة القليلة المتبقية تأتي من باقي دول المعمور.

لإيقاف سياحة الحشيش بأمستردام Le Tourisme cannabique سطرت العمدة Femke Halsema ثلاثة محاور:

الشق الأول يتمحور حول تنفيذ حملة “Stay Away”، الموجهة للشباب الأوربي والأمريكي “ليبقوا في منازلهم”، على اعتبار أن مدينة أمستردام -حسب المسؤولين- هي مدينة المتاحف والقلاع والقصور التاريخية والمعالم العمرانية الفريدة والورود والتراث الإنساني وطواحين الهواء، وليست مدينة الخطايا “Ville du Péché”.

ولهذا الغرض شددت البلدية مراقبتها للشقق المعروضة للكراء عبر Airbnb، وترفض الترخيص لبناء فنادق جديدة رخيصة، وترفض تجديد الترخيص لمحلات بيع الجنس( حاليا هناك 330 “فيترينا للجنس” بأمستردام بعد أن كانت 482)، ومنعت تدخين الحشيش خارج المقاهي بشوارع “الحي الأحمر”، بل وقد يتم حصر الولوج لمقاهي الحشيش على سكان أمستردام فقط بإشهار بطاقة السكن.

المحور الثاني يهم فتح شهية الطبقة المتوسطة الميسورة، من أجل توطينها بوسط المدينة.ولهذا الغرض تترافع العمدة من أجل تسريع ترحيل “حي الجنس” quartier rouge” إلى الضاحية الجنوبية، كما تترافع من أجل تخفيض عدد مقاهي الحشيش من 200 حاليا إلى أقل من 70 مقهى بعد عام (أمستردام تضم 8.000 بائعة جنس من أصل 20.000 امرأة، دون احتساب الآلاف القادمات من أوربا الشرقية ومن آسيا الوسطى اللواتي يعرضن خدماتهن بشكل غير مهيكل، عبر مافيا مختصة في الاتجار بالبشر، كما تضم المدينة 60% من مقاهي الحشيش المرخصة بمدن هولندا ككل).

المحور الثالث يقوم على بناء 70 ألف وحدة سكنية بثمن مناسب بضواحي المدينة لتفريغ وسط أمستردام من بروفيل معين من السكان الذين يوجدون في أسفل السلم الاجتماعي.

لكن هل سيفلح مسؤولو أمستردام في غسل “العار” الذي يلاحق مدينتهم؟ أم سينهزمون بعد أن تكتلت بائعات الجنس في تنظيم نقابي تحت اسم Syndicat Red Light United برئاسة Fénicia Anna، لمناهضة مشروع ترحيل الحي الأحمر، وبعد أن استشاطت مافيا المخدرات للحيلولة دون إعدام مقاهي الحشيش التي تروج رقم معاملات يفوق 2 ملايير أورو كل عام؟!

أيا كان الجواب، فالمؤكد أن هولندا التي منحت اسمها لأوربا بدون حدود والتنقل بدون قيود، عبر “اتفاق ماستريخت”( مدينة بجنوب شرق هولندا وقع فيه اتفاق ميلاد الاتحاد الأوربي عام 1992)، هي البلد الذي يقود اليوم حربا لمنع ولوج شباب دول الجوار الأوربي من التنقل واجتياز الحدود.

ملحوظة:

الصورة التقطت بإذن من المسؤول عن مقهى الحشيش قرب شارع البورصة، حيث يباع الحشيش والماريخوانا بشكل قانوني داخل coffeeshop، ويختلف الثمن حسب الجودة:

فالحشيش من صنف Dry Sift يتراوح ثمن الغرام الواحد منه، بين 18 و24 أورو، حسب الأنواع:” Cherry pie-Lemon Cherry- Rotten fruit”.

والحشيش المغربي يباع بين 9 و12 أورو للغرام الواحد، حسب الأنواع:” Royal maroc- Caramello- Cookies- Super polm”.

أما “جوان المختلط” فيباع بثمن يتراوح بين 5 و7 أورو. بينما “جوان سبيسيال” فثمنه يتراوح بيم 20 و80 أورو.

في حين تباع الماريخوانا بثمن يتراوح بين 10 و16 أورو للغرام الواحد.

*مدير مجموعة انفاس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *