نسج الزرابي هو مهنة نسائية أساسا، لا يقترب الرجل منها، في تازناخت، عاصمة الزربية في المغرب، وفق الخبراء في المجال، بينما الرجل يركز أكثر على ريع أغنام فصيلة سيروى، التي تنتج صوفا يصلح للإبداع بالزرابي التراثية.

تازناتخت- عادل الزبيري

عن نساء يحاربن الفقر في قرى جبلية؛ بنسج بدوي للزرابي.

تشتغل مئات النساء المغربيات على محاربة الفقر، من خلال ضمان مورد مالي، ولو محدود، ولكنه مستمر، عبر حياكة الزرابي، أي السجاد التقليدي المغربي، بطريقة الجدات، في قرى جبلية معزولة، بين قمم سلسلة جبال الأطلس.

في بيوت تقليدية أو عصرية، تضع كل امرأة ورشة العمل، سواء ن خشب عتيق أو من حديد عصري، المنسج العمودي، أي النوال، أو مهما اختلفت التسمياء؛ الأمر يتعلق بقطعتين كبيرتين متوازيتين، تعمل النسوة على إبداع الزربية عبر تثبيت الخيوط وتشبيكها بمهارة فريدة من نوعها، وبصقل على التعلم منذ الصغر المبكر.

نسج الزرابي هو مهنة نسائية أساسا، لا يقترب الرجل منها، في تازناخت، عاصمة الزربية في المغرب، وفق الخبراء في المجال، بينما الرجل يركز أكثر على ريع أغنام فصيلة سيروى، التي تنتج صوفا يصلح للإبداع بالزرابي التراثية.

ففي قرى منطقة تازناخت في إقليم ورزازات في جنوب شرق المغرب، قصص لنساء مغربيات مكافحات، صامدات وشجاعات، رفضت نسوة هذه المنطقة الهجرة إلى المدن الكبرى، وصمدن في قراهن، محافظات على مهنة يدوية عمرت لقرون طويلة جدا، لجدات قديمات؛ الحياكة اليدوية للسجاد، بألوان زاهية.

وتحرص النساء المكافحات على أن تكون كل زربية/ سجادة مختلفة تماما، بحيث ان كل زربية فريدة لا شقيقة لها، ولكل امرأة وصفات سرية خاصة بها في صياغة خيوط نسج الزرابي.

تبوح نساء مغربيات على الزرابي بهموهن، يغرقن في العمل طيلة فصل الشتاء، في عزلة عن العالم الخارجي، لتقديم أجمل الزرابي، لتتحول إلى سجاد يسافر عبر العالم، فزرابي منطقة تازناخت وصلت إلى العالمية، بسبب جمالها وتفردها وحملها لقصص البوح بالجمال.

تخفي النسوة بكل شجاعة فقرهن، لأنهن صامدات في الإبداع، صامتات على صعوبة الحاب، وضيق اليد، ومرارة المعاملة الجافة من سمسارة شراء الزربية.

*مدير مكتب قناة العربية في المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *