نعم، إن أحسن رد تقوم به الدولة المغربية على الحملات الإعلامية القذرة التي يشنها النظام الجزائري ضد المغرب والمغاربة هو التجاهل وعدم الاهتمام.

لكن ينبغي الانتباه إلى أنه من حق المغرب أن يدعو إلى انعقاد دورة استثنائية لمجلس جامعة الدول العربية للنظر في الاعتداءات التي يتعرض لها من النظام الجزائري، وهي اعتداءات ثابتة ومًعلن عنها بشكل رسمي، وموثقة بالصوت والصورة.

إن المادة رقم 6 من ميثاق جامعة الدول العربية تقول:

إذا وقع اعتداء من دولة على دولة من أعضاء الجامعة، أو خشي وقوعه فللدولة المعتدي عليها، أو المهددة بالاعتداء، أن تطلب دعوة المجلس للانعقاد فوراً“.

فإذا كانت مؤسسات الإعلام الرسمي المغربي التابعة للحكومة، من تلفزيون وإذاعة ووكالة الأنباء تحترم قوانين وأخلاقيات العمل الإعلامي، وتنأى بنفسها عن ممارسة السب والتحريض ضد الجزائر والجزائريين، فإن المغرب والمغاربة عكس ذلك، يتعرضون يوميا لاعتداءات من الإعلام الرسمي للنظام الجزائري، عن طريق السب والشتم والطعن في الشرف والادعاءات الكاذبة، بل يصل الاعتداء إلى حد المس بشخص ملك المغرب الذي هو رئيس الدولة المغربية، عِلماً أن رؤساء الدول يجب أن يحظوا بالاحترام من المؤسسات الرسمية للدول الأخرى وفق القانون الدولي.

وإذا كان تجاهل الاعتداءات اللفظية من النظام الجزائري أمرا مستحسنا، فإنه ينبغي التعامل بجدية مع الاعتداء الأخير، الأكثر خطورة، الذي تعرض له المغرب، بعد إقدام النظام الجزائري على تنظيم تظاهرة أراد من خلالها الانتقام لإخفاقاته الدبلوماسية والثأر لفشله في إيقاف حركية الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، وهي تظاهرة مثيرة للضحك، سماها “يوم الريف”، وقام خلالها باستقدام أشخاص من بلدان أوروبية، على أساس أنهم ينتسبون إلى منطقة الريف شمال المغرب، وحرضهم على تأسيس حركة انفصالية، في إطار عملية مس خطير بسيادة المغرب على أراضيه.

إن المادة 2 من ميثاق جامعة الدول العربية تقول:

الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقاً للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها“.

والمادة 8 من الميثاق ذاته تقول:

تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقا من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها“.

لكن ما أقدم عليه النظام الجزائري باستضافته لأشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم، وتحريضهم على قيادة حركة انفصالية لفصل المغرب عن أراضيه، هو مس بالسيادة المغربية، وعمل يرمي إلى تقسيم المغرب، وهذا اعتداء شنيع على النظام المغربي، ومحاولة خطيرة لتغييره من خلال هذا التقسيم.

وإن مثل هذا الفعل المنافي لميثاق الجامعة العربية، ينبغي البت فيه داخل هذه الهيئة العربية، واتخاذ القرارات الكفيلة بزجره عن طريق القانون.

وهذا ما كان.

* أحمد الدافري /كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *