افتتحت أمس الخميس بفاس، فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان “الزيتون في القلب“، وهو حدث ثقافي مهم مخصص للاحتفاء بالزيتون بكل ثرائه وتنوعه.
وانطلقت هذه الدورة بتنظيم ندوة أطرها البروفيسور محمد درفوفي، الذي سلط الضوء على الأهمية الرمزية والروحية لهذه الشجرة النموذجية.
واستعرض السيد درفوفي البعد الرمزي والروحي لشجرة الزيتون المترسخة في الثقافة المغربية، مؤكدا أن هذه الشجرة التي ورد ذكرها عدة مرات في القرآن الكريم ، تمثل رمزا للسلام والرخاء. كما قام بمقارنة بين مقاومة شجرة الزيتون ومقاومة الإنسان، مستحضرا قدرة الشجرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة، مؤكدا أنه كما تتحمل شجرة الزيتون الصعوبات، يجب على الإنسان كذلك أن يظهر القوة والمثابرة.
كما تطرق إلى الجوانب الثقافية لجني الزيتون وطحنه، مسلطا الضوء على كيفية تعزيز هذه الممارسات للروابط الاجتماعية والأسرية، مع تذكيره بالفوائد الصحية لزيت الزيتون. ودعا السيد درفوفي إلى انخراط جماعي من أجل الحفاظ على هذه الشجرة الرمزية الضرورية للتنوع البيولوجي والبيئة، مشددا على أن صحة شجرة الزيتون لا تنفصل عن صحة البشر وأن تنمية هذه الشجرة هو مرادف لاستدامة الحياة.
من جهتها، أكدت كارين فولر فيالون، القنصل العام لفرنسا بفاس ومديرة المعهد الفرنسي بفاس، على أهمية هذا المهرجان كعامل للتبادل الثقافي وتعزيز الروابط الاجتماعية. وشددت بشكل خاص على رمزية الزيتون كرمز للسلام، مذكرة بأن المهرجان يحتفي ليس فقط بهذه الشجرة الفريدية والنموذجية ولكن أيضا بالعمل الشغوف الذي يقوم به رجال ونساء المغرب. من جانبها، أكدت ثورية الجعيدي بوعبيد، رئيسة الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذا المهرجان الذي يحظى بدعم شباب فاس، مؤكدة أنه “مهرجان منهم وإليهم”.
وقالت إن “هذه المبادرة تكتسي أهمية خاصة لأنها تتيح للشباب المشاركة الكاملة في أنشطة المهرجان، سواء كانت في مجال الطهي أو فنية و حتى رياضية. كما شددت على البعد المتعدد التخصصات للمهرجان، الذي يجمع بين مختلف التكوينات التي يقترحها مشروع ” Kan Ya Makan…RDDA “.
والواقع، تضيف رئيسة الجمعية، أن الشباب يتدربون على فنون الطهي، ولكن أيضا على الفن بكافة أشكاله، بما في ذلك السيرك، والرقص، والمسرح، والتكنولوجيا، مؤكدة أن أحد الأهداف الرئيسية هو ربط الحضري بالقروي من خلال تعريف الأطفال بأصل زيت الزيتون وتحسيسهم بعمليات الإنتاج. ويتضمن المهرجان أيضا مبادرات مثل “أسبوع التذوق” بفاس، حيث يقوم المتدربون في فنون الطهي بتعريف الشباب بفوائد زيت الزيتون من خلال تجارب حسية فريدة. ويسعى المهرجان الذي تنظمه الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، بتعاون مع مركز ” Kan Ya Makan…RDDA ” إلى أن يشكل منصة ديناميكية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي وتعزيز الروابط الاجتماعية داخل المجتمع.
وبحسب المنظمين، فإن هذه التظاهرة التي ستقام بمختلف فضاءات المدينة العتيقة، تجمع بين فن الطهي والتعبيرات الفنية. وسيشارك في هذا التظاهرة طهاة مرموقين مثل مريم الشرقاوي والمهدي العمري وباسكال بينو في عرض بعنوان show cooking ، بينما سيتم الاحتفاء بالفنون الحية عبر عدة عروض مبتكرة. ومن أقوى اللحظات، هناك عرض “جحا.. هل هو حكيم، هل هو أحمق؟” من إخراج كاميليا منتصر، بالإضافة إلى عرص حضري للتوعية بالحفاظ على الماء، وكذا عرض “عيد الغطاس” لبوريس فيكيو، الذي سيقترح لحظة رقص عمودي على باب رمزي للمدينة.