ألقى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، اليوم الاثنين في الرياض بالمملكة السعودية، كلمة المملكة المغربية أمام القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية.
وفيما يلي النص الكامل لهذه الكلمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛
صاحب السمو الملكي، سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء؛
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة أصحاب المعالي والسعادة؛
شرفني صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بتمثيل جلالته في أشغال هذه القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي يوليها جلالته اهتمامه البالغ ومتابعته الشخصية.
كما أنقل إليكم تحيات جلالته الأخوية وتمنياته الصادقة بالنجاح والسداد لهذه القمة الهامة، وكذا تقدير جلالته الكبير وتنويهه العالي بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة، لخدمة القضايا العربية والإسلامية العادلة.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة؛
إن جلالة الملك، الذي يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية للمملكة المغربية، قد خصص مساحة مهمة للقضية الفلسطينية، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد، حيث جددفيه، حفظه الله، التأكيد على مواصلة “دعم المبادرات البناءة، التي تهدف لإيجاد حلول عملية، لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني”، واعتبر جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، “أن تفاقم الأوضاع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع، وذلك وفق المنظور التالي:
أولا: إذا كان التوصل إلى وقف الحرب في غزة أولوية عاجلة فإنه يجب أن يتم بموازاة مع فتح أفق سياسي، كفيل بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة،
ثانيا: إن اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام، بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين من أي جهة كانوا،
ثالثا: إن إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين، تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.”
أصحاب المعالي والسعادة،
إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وانطلاقا من واجبه السياسي والإنساني، بصفته رئيسا للجنة القدس، أعطى تعليماته النيرة لوكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، لإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشريف، وهو ما تحقق بعون الله وتوفيقه من خلال إيصال تلك المساعدات عبر طريق بري غير مسبوق.
وبالموازاة مع الدعم الإنساني، تحرص المملكة المغربية، من منطلق تشبثها بالسلام كخيار استراتيجي، على التأكيد، في مختلف المحافل الدولية، على أن السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في ظل حل الدولتين. كما تدين المملكة المغربية قرار إنهاء عمل وكالة “الأونروا ويعتبر ذلك تهديدا مباشرا لوجود الشعب الفلسطيني.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،
فتوسيع إسرائيل لدائرة التصعيد العسكري إلى الأراضي اللبنانية لدليل واضح على أن المنطقة برمتها أضحت تتجه إلى مرحلة يصعب التكهن بملامحها وبمآلاتها. مما يدفعنا إلى التساؤل عن الأهداف الحقيقية من وراء هذا التصعيد وعن المستفيد من هذا الوضع المأساوي، لا سيما وأن المجهودات لا زالت مستمرة على أكثر من صعيد لنزع فتيل الحرب المتواصلة بقطاع غزة منذ أكثر من سنة.
وفي هذا الصدد، فإن المملكة المغربية تضم صوتها إلى بقية الدول العربية والإسلامية لتعبر عن تضامنها مع لبنان من أجل الحفاظ على سيادته على كامل أراضيه، ودعم مؤسساته الدستورية في ممارسة سلطتها بما يعزز الوحدة الوطنية ويحفظ أمن واستقرار البلاد.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.