من حي سيفيانا، بطنجة، خرج إلى الوجود البطل الكروي المغربي الاستثنائي، حسن أقصبي، الذي غادر اليوم السبت دنيا الناس عن سن يناهز 89، عاما.
حسن أقصبي، رحل وفي قلبه غصة التهميش، بعدما توارى عن الأنظار لسنوات لمرض مزمن ألم به دون أن تلتفت إليه إهتمامات مسوؤلي الكرة في بلادنا.
ظل أقصبي، طوال حياة اعتزاله ممارسة كرة القدم، سفيرا غير معين بشكل رسمي للكرة الوطنية في داخل وخارجها، مفتخرا بماضيها وغيورا على مستقبلها.
اليوم رحل أقصبي، وترك من ورائه إرثا كرويا كبيرا يحق لجميع الاجيال الافتخار به والسير على خطها.
عن حياة الراحل اقصبي، يدور بورتريه للزملية دوزيم نعيد نشره في “le12.ma”، تكريما لروح الراحل.
يعتبر حسن أقصبي من بين المحترفين المغاربة الأوائل الذين أظهروا للأوربيين توفر البطولة الوطنية المغربية على مجموعة من المواهب الكروية لا تقل إمكانيات عن نظيرتها الأوربية.
وكانت بدايات حسن أقصبي الكروية مع أحد الفرق الطنجاوية دون علم والده الذي كان يرفض فكرة ممارسة إبنه لكرة القدم وكان يطالبه بضرورة التركيز على الدراسة.
ووجد أقصبي نفسه في بداية خمسينات القرن الماضي حاملا لقميص الفتح الرباطي بعد انتقاله للعاصمة آنذاك، لتسلط عليه الأضواء بشكل أكبر ويصبح متابعا من طرف الأندية الوطنية والأوربية.
وقضى أقصبي رفقة الفتح الرباطي 4 مواسم كروية ليحول وجهته بعد ذلك صوب نادي نيم الفرنسي الذي ذاق رفقته أول طعم للاحتراف.
وتألق أقصبي بشكل لافت خلال فترة حمل قميصه لنادي نيم، حيث أحرز خلال ست سنوات قضاها مع النادي 119 هدفا، ليصير بذلك أفضل هداف في تاريخ النادي الفرنسي لحدود الساعة وضمن طوب 15 لأفضل مهاجمين مروا على الدوري الفرنسي.
وكان أقصبي خلال فترة تواجده مع نيم قريبا من قيادته لتحقيق مجموعة من الألقاب، حيث حل وصيفا في الدوري الفرنسي سنوات 1958، 1959 و1960 ووصيفا في كأس فرنسا سنتي 1958 و1961.
حسن أقصبي على غلاف مجلة “فرانس فوتبول“
وانتقل أقصبي بعد ذلك صوب نادي ريمس الفرنسي، الذي كان أحد أقوى الأندية آنذاك، حيث رأى مسؤولوه في المهاجم المغربي البديل المناسب لفونتين الذي غادر الفريق بسبب إصابة بليغة.
مقال عن حسن أقصبي على جريدة “لينيون الرياضي“
ونجح أقصبي في تحديه الجديد رفقة نادي ريمس حيث حل في المركز الثاني للهدافين في أول موسم برصيد 23 هدفا، وفي المركز الثالث خلال الموسم الموالي برصيد 24 هدفا.
وخاض أقصبي رفقة ريمس منافسات دوري أبطال أوربا، حيث بلغ معه دور ربع النهائي الذي أقصي خلاله على يد فاينورد روتردام الهولندي.
وكان موناكو الفرنسي آخر فريق يحمل أقصبي ألوانه على مستوى الدوري الفرنسي، وهي التجربة التي لم ينجح في اللمعان خلالها كسابقاتها، ليقرر بعدها بسنة العودة إلى المغرب وإنهاء المشوار رفقة الفتح الرباطي.