في هذا السياق، لا يجب أن نسقط من الإعتبار، أن روسيا التي يعتبرها النظام العسكري في الجزائر حليفا له، هي الأقرب اليوم إلى التفاهم مع إدارة ترامب، بشأن بناء عالم جديد، يُدار على أساس رابح- رابح، وأن الحقيقي هو المفيد، وحيث توجد المصلحة توجد الحقيقة..
محمد سليكي- رئيس التحرير
يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى البيت الأبيض، والعالم في حاجة الى رجل قوي، قادر على إخماد النزاعات وضبط التوازنات، وإعادة بناء العلاقات الدولية، على أساس رابح – رابح الذي يؤمن به الرئيس الأشقر، القادم من عالم البزنيس.
وما يهمنها، في المغرب، هو قضيتي الصحراء المغربية وحق فلسطين في قيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وكذا ربح المزيد من النقط في مؤشرات التنمية والديمقراطية وحقوق الانسان.
لذلك فإعلان فوز ترامب في إنتخابات السباق نحو البيت الأبيض، بتزامن مع إحتفال الشعب المغربي بالذكرى49 للمسيرة الخضراء، مسيرة تحرير الصحراء المغربية، هو فأل خير، على مستقبل إنهاء الصراع المفتعل حول هذه الأقاليم من التراب الوطني.
ولعل، الكل يتذكر، ذلك القرار الإستراتيجي التاريخي، الذي وقع عليه ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض عام 2020، والقاضي بإعتراف الولايات المتحدة الامريكية بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على كامل التراب الوطني بما في ذلك الأقاليم الجنوبية، حيث الصحراء المغربية.
قرار، قلب موازين المعادلات وأعاد النظر في كل السيناريوهات، بما يخدم تكريس مغربية الصحراء، حتى أن فرنسا وهي دولة عضو دائم في مجلس الأمن قال رئيسها، إيمانويل ماكرون، إن حاضر ومستقبل الصحراء لا يوجد الا تحت السيادة المغربية.
لابل لقد كذب إعنماد إدارة بايدن، قرار ترامب، دعاية صحافة “بودورو” في الجزائر، بكون أن ما جاء به ترامب بخصوص مغربية الصحراء، هو مجرد تغريدة إنتهت مع مغادرته كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية.
لذلك، فرجوع ترامب الى البيت الأبيض، لا يمكن معه سوى تسريع إنها هذا الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ونرى في جريد le12.ma أن الولايات المتحدة الامريكية، وفرنسا، إلى جانب باقي الحلفاء، قادرون في سقف عام، على إنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية.
أي، أن كل من واشنطن، وباريس، وباقي الحلفاء، قادرون بدون شك، في ظل المتغيرات المتسارعة التي تعرفها العلاقات الدولية، على الدفع بمجلس الامن خلال أكتوبر من عام 2025، الذي سيصادف مرور نصف قرن على المسيرة الخضراء، الى المصادقة على مغربية الصحراء في ظل الحكم الذاتي كأعلى سقف لتسوية هذا النزاع، وبالتالي إخراج هذا الملف من أروقة اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة.
تأتي هذه القراءة، في ظل حديث حول سير قريب لمملكة بريطانيا وهي دولة دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، على خطى، حليفيها التقليديين، الولايات المتحدة وفرنسا، بشأن الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، وسيادة المغرب على صحرائه.
في هذا السياق، لا يجب ان نسقط من الاعتبار، أن روسيا التي يعتبرها النظام العسكري في الجزائر حليفا له، هي الأقرب اليوم الى التفاهم مع إدارة ترامب، بشأن بناء عالم جديد، يُدار على أساس، رابح- رابح، وأن الحقيقي هو المفيد، وحيث توجد المصلحة توجد الحقيقة..
وظني، أن بناء عالم جدد، يؤسس على تفاهم الشرق والغرب، سيكون في حاجة أولا الى الاستقرار، والاستقرار يتأتى بتسوية النزاعات والصراعات، وفي مقدمة ذلك الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بوقف جرائم الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أن بناء عالم جديد، يفرض إنهاء النزاعات في بؤر التوتر أو تأجيل تأجيجها، وإعادة النظر في مؤسسات السلام وحل النزاعات بما يقوي من هيئة الأمم المتحدة، ويفرض قراراتها على الجميع..
ما يعني أن نظام العسكر في الجزائر، المعزول، مُقبل والحالة هاته على عزلة قاتلة، ستنتهي به بعد نصف قرن من تورطه في تمويل حرب بالوكالة، بالمال والسلاح ضد المغرب، الى واقع سيجعله يسقط في حفرة اقتسام الجزائر الجنوبية مع ساكنتها من مرتزقة البوليساريو، بعدما كان يحلم بتقسيم الصحراء المغربية.
هذا ما يعني بالتبعية، نهاية نظام شيد حكمه المُستبد بشعب الثورة، على خلق عدو وهمي إسمه “المروك”.
فمرحبا بترامب لقيادة العالم، إلى عالم جديد، تسوده الحرية والعدالة والاستقرار..
عالم تكرس فيه عدالة القضية الوطنية،بإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية،
عالم، يعلن فيه عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرفية عند حدود عام 1967.
عالم، تحرير فيه شعوب في إفريقيا وأسيا وباقي العالم، من أنظمة العسكر ومنهم الشعب الجزائري الشقيق…
الاعتراف بمغربية الصحراء، الولايات المتحدة تحدد الطريق الصحيح