le12.ma

 

وجّه الأمين العام للأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيس الحزب، رسالة إلى مناضلي حزبه. واستحضر بنشماش، في رسالته المفتوحة، بحسب بلاغ للحزب، “ما تتطلب خدمة القيم الأساسية للمشروع المجتمعي الذي يحمله الحزب، من وحدة وصبر وأناة ومثابرة وحكمة وتواضع ونكران ذات”.

عشرون سنة

أبرز بنشماش أن هذه الذكرى تحلّ “في سياق محطة فاصلة من العهد الجديد، وبعد مضي عشرين سنة منه، حافلة بالمنجزات وبقرارات شجاعة للتحديث والإصلاحات والمصالحات، أضحت -بصفة لا رجعة فيها- مكسبا لكل المغاربة، على درب بناء وتوطيد المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي”.

في المقابل، شهدت السنوات العشرون الأولى في “العهد الجديد”، بحسب المصدر نفسه، تحديات قال بنشماش إنه يتعين عليهم، جميعهم، الإسهام في رفعها، مسترشدين في ذلك بمرجعية الحزب التي تنتصر لخيار الديمقراطية الاجتماعية وبخارطة الطريق التي قدّمها الملك في خطابه الأخير.

لكسب التحدّيات

قال بنشماش إن كسب التحديات يضمن أثرا ملموسا للسياسات التنموية، خاصة الاجتماعية منها، وتجديد النموذج التنموي وإنتاج جيل جديد متكامل من المخططات القطاعية والانفتاح، لا سيما في بعض القطاعات الاقتصادية والمهنية، والتسريع الاقتصادي والنجاعة المؤسساتية وإرساء منظومة جديدة للعدالة الاجتماعية تكون قادرة على تقليص التفاوتات المجالية وإدماج نخبة جديدة من الكفاءات.

ولإنجاح هذه الأوراش دعا بنشماش مناضلات ومناضلي حزبه -في نطاق الأدوار التي أناطها الدستور بالأحزاب السياسية- إلى “تقديم إساهمات جادّة ومقترحات بنّاءة وتعبئة شاملة، وترافعا عن مشروعنا المجتمعي المرتكز على قيم الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكونية حقوق الإنسان والتنوع والتسامح.

كما شدّد المتحدث ذاته على “ضرورة العمل دون كلل، وبشجاعة، على دحر مشروع الإسلام السياسي والمركب الريعي المصالحي، المرتبط به موضوعيا، والذي أعاق، بتوجهه الذي يجمع بين الاستغلال السياسي للمشترك الديني والليبرالية المتوحشة، تحقيق عدد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية خلال الثماني سنوات الأخيرة، وأضاع على بلادنا زمنا ثمينا ويوشك، اليوم، بانعدام كفاءة مسيّريه وبالمصلحية الذاتية للفاعلين الاقتصاديين المرتبطين به، أن يُجهض الآمال التحديثية التي فتحها خطاب العرش الأخير عنواناً للمرحلة الثانية من العهد الجديد”.

المطبخ الداخلي

في ما يتعلق بما يعتمل في المطبخ الداخلي للـ”بام” قال بنشماش إنه من “واجبي كأمين عامّ لحزبكم، أن أصارحكم بالقول إن ممارسة حزبنا كاملَ أدواره في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادنا تتوقف، من جهة، على معالجتنا جميعا للأمراض الخمسة: الانتظارية، والعجز عن تنخيب الشباب والنساء، وبناء زعامات حزبية جديدة، والنزوع التحريفي لمرجعية الحزب، والعجز عن الوساطة الفعّالة، والعجز عن تعبئة وإنتاج الخبرة الحزبية؛ ومن جهة ثانية، على امتلاك الشجاعة السياسية والأخلاقية لإخضاع تجربتنا لمحك النقد الذاتي البنّاء”.

وتابع بنشماش أنه “إن كانت لعلاج هذه الأمراض كلفة آنية، نتحمّلها بكل شجاعة في الطريق إلى مؤتمرنا الرابع، مؤتمر الانبعاث، فإن لهذا العلاج آثارا إيجابية ستظهر لا محالة، صحةً ونجاعة، على جسمنا الحزبي، إذ لا يتعلق الأمر بنظر قصير، ظرْفي، ذاتي، مصلحي، انتهازي وضيق، إلى محطة استحقاق تنفيذي أو انتخابي، فالرهان الذي يتعين كسبه أكبر من ذلك، رهان ممارسة حزبنا لكل أدواره الدستورية وتقديم عرض سياسي بديل يواجه ويوازن عرض قوى الإسلام السياسي الحامل لمخاطر المسّ بقيم المجتمع الديمقراطي وبقيم تامغربيت، كيفما كان موقعنا خلال ولاية معينة، أغلبية أو معارضة”.

وأبرز الأمين العام للأصالة والمعاصرة، بحسب المصدر نفسه، أن الاحتكام إلى الآليات والضوابط القانونية وإلى سبل الانتصاف القضائي وإلى مؤسسات الحزب وأنظمته الأساسية والداخلية، عوض الممارسات التنظيمية ما قبل الحديثة، مثل “التسويات والترضيات والتفاهمات غير المؤسساتية” عنوان على صحة الجسم الحزبي ومناعته ومقاومته للأمراض الخمس ومؤشرات بداية تعافيه منها”. وتابع بهذا الشأن أن كل هذا يشكل “علامة على بداية تكريس المنطق التعاقدي القائم على إعادة تعريف معنى المسؤولية الحزبية وعلى المأسسة والحقوق والواجبات وعلى تخليق الممارسة الحزبية، فرديا ومؤسساتيا، وهي البيئة المؤسساتية الضرورية لكي يمارس أي حزب أدوراه الدستورية كاملةً في تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينھم السياسي وتعزيز انخراطھم في الحياة الوطنية وفي تدبير الشأن العام، والإسهام في التعبير عن إرادة الناخبين والمشاركة في ممارسة السلطة.

أولويتان مستعجلتان

حدّد الأمين العام للبام، في الرسالة ذاتها، أولويتين قال إنهما مستعجلتان، تتمثل أولاهما في دعم أشغال اللجنة التحضيرية الحائزة على الشرعية القانونية والمؤسساتية لاستكمال أشغال الاستعداد الجيد لمؤتمر حزبنا الرابع، الذي وصفه بمؤتمر “الانبعاث”.

أمّا الأولوية الثانية فتتجلى، وفق المصدر نفسه، في “تعبئة جميع الكفاءات التي يزخر بها الحنا لتجهيز قوتنا الاقتراحية، في إطار المساهمة الإيجابية والبنّاءة، إلى جانب كل القوى السياسية والمدنية والمجتمعية التي تقاسمنا قيمنا، لجعل الآمال الكبرى التي تفتحها المرحلة الثانية من العهد الجديد واقعاً ملموسا والاستفاقة من الكوابيس التي سببها الحزب الأغلبي لبلادنا خلال السنوات الثمانية الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *