ارتفعت حصيلة ضحايا العاصفة “دانا” التي ضربت جنوب شرق إسبانيا والتي تسببت في هطول أمطار غزيرة، إلى 158 قتيلا، معظمهم في منطقة فالنسيا.
وأكدت مصادر حكومية -تحدثت لوكالة الأنباء الرسمية- أنه لا يزال هناك عدد من المفقودين، وقد أبدت مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا.
وكان قد أعلن معهد الأرصاد الجوية الحكومي الإسباني، يوم أمس الخميس أن مستوى هطول الأمطار بمنطقة فالنسيا غير مسبوق، واصفاً الوضع بأنه “أسوأ فترة خلال قرن”.
وأضاف المعهد الحكومي أن “كميات الأمطار الغزيرة التي هطلت في 8 ساعات فقط الثلاثاء الماضي تعادل إجمالي الأمطار المتساقطة خلال عام كامل”.
وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية أن الفيضانات الحالية في منطقة فالنسيا قد تشكل أسوأ كارثة مرتبطة بعاصفة في أوروبا منذ أكثر من 50 عاما.
هذا وتـتواصل عمليات البحث عن ضحايا ومفقودين في المنطقة، حيت أعلنت وزارة الدفاع أن أكثر من 1200 جندي توجهوا الى منطقة فالنسيا على وجه الخصوص للمساعدة في عمليات الإنقاذ ، إلى جانب عناصر الشرطة والإغاثة الذين يسعون إلى تحديد مكان ناجين محتملين وإزالة العوائق من المناطق المتضررة.
وكانت قد أعلنت القنصلية العامة للمملكة المغربية بفالنسيا، يوم أمس الخميس، عن تسجيل حالة وفاة مؤكدة واحدة بين أفراد الجالية المغربية وحالة تعاني من جروح خفيفة، جراء فاجـ.ـعة الفيضانات التي ضربت منطقة فالنسيا بالجنوب الشرقي لإسبانيا.
وأضافت القنصلية العامة للمملكة، أنه تم رصد 25 حالة من المفقودين.
وأكدت القنصلية، في تنسيق تام فيما بينها، أنه تظل كل من خلية الأزمة المركزية وخلية الأزمة بالقنصلية العامة للمملكة المغربية وكذا مختلف المتدخلين بالوزارة مجندين من أجل مواكبة ومساندة الجالية المغربية المقيمة بالمناطق المنكوبة.
وكانت قد أدت فيضانات ناجمة عن تساقط أمطار غزيرة في المنطقة إلى مقتل 51 شخصا، وفق ما أفاد جهاز الإنقاذ الاربعاء.
وكتب جهاز الطوارئ على منصة “إكس”: “بلغت الحصيلة الأولية للقتلى 51 شخصا”، مضيفا أنه يجري التعرف على جثث الضحايا.
وأظهرت مشاهد التقطها سكان بهواتفهم الذكية في أنحاء متفرقة من المناطق المنكوبة وبثتها محطات التلفزيون الإسبانية، مياه الفيضانات وهي تجرف السيارات وتغمر الطرقات والمباني.
وقال مسؤولون الثلاثاء إن سبعة أشخاص على الأقل هم في عداد المفقودين، وهم سائق شاحنة في منطقة فالنسيا وستة أشخاص في بلدة ليتور في مقاطعة ألباسيتي بشرق البلاد.
وأعلنت ميلاغروس تولون ممثلة الحكومة المركزية في منطقة كاستيا لا مانشا للتلفزيون الإسباني، أن رجال الإنقاذ يعملون للبحث عن المفقودين في ليتور، وقد استعانوا بطائرات مسيرة.
ولاحقا صرّح رئيس الحكومة الإقليمية يوم أمس الأربعاء أن رجال الإنقاذ انتشلوا جثثا عدة في فالنسيا. وقال كارلوس مازون للصحافيين “يمكننا تأكيد العثور على بعض الجثث”، مضيفا أن السلطات لا تستطيع تقديم مزيد من التفاصيل حتى يتم إبلاغ أقاربهم.
وكتب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز على موقع إكس “أتابع عن كثب وبقلق التقارير عن الأشخاص المفقودين والأضرار التي تسببت بها العاصفة في الساعات الأخيرة”، داعيا الناس إلى اتباع تعليمات السلطات. وأضاف “كونوا حذرين للغاية وتجنبوا الرحلات غير الضرورية”.
وأعلنت شركة تشغيل المطارات الإسبانية “إينا” تحويل 12 رحلة كان من المقرر أن تهبط في مطار فالنسيا إلى مدن أخرى بسبب الأمطار والرياح القوية، كما ألغت 10 رحلات أخرى.
وقررت بلدية فالنسيا تعليق الدراسة والمباريات الرياضية يوم أمس الأربعاء وإبقاء الحدائق مغلقة. وأوقفت الشركة المشغلة للسكك الحديدية “أديف” جميع خدمات القطارات في منطقة فالنسيا “حتى يعود الوضع إلى طبيعته”.
وقالت الحكومة الإقليمية في بيان إن قطارا فائق السرعة على متنه 276 راكبا خرج عن مساره في منطقة الأندلس الجنوبية، دون تسجيل إصابات.
وأنقذت خدمات الطوارئ عشرات الأشخاص في ألورا في الأندلس، بعضهم بطائرة هليكوبتر، بعد فيضان نهر.
وأعلنت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية حالة تأهب قصوى في منطقة فالنسيا وأعلى مستوى تأهب في أجزاء من الأندلس. وتم قطع العديد من الطرق في كلتا المنطقتين بسبب الفيضانات.
ويحذر العلماء من أن الطقس المتطرف مثل موجات الحر والعواصف أصبحت أكثر شدة نتيجة التغير المناخي.