بعيداً عن معزوفة توالي سنوات الجفاف، وما يواكب ذلك من ندرة في المياه وارتفاع في مخاطر الحرائق، فإن تصدير جزء كبير من الإنتاج الوطني من التمور، أخل بتوازن العرض والطلب في السوق الوطني وضبط الاسعار في حدود معقولة.

ماجدة بنعيسى -le12

تطل من جديد أزمة خصاص التمور برأسها على موائد الإفطار عند المغاربة خلال شهر رمضان الكريم المقبل، في ظل تراجع مهول للإنتاج المحلي وتزايد طلب تصدير هذه الفاكهة الغنية إلى الخارج و إرتفاع أسعار التمور في السوق الوطني.
ويرى مراقبون مستقلون، أن من أسباب ذلك تراجع المساحات المسقية من واحات إنتاج التمور في «جنانات»، الجنوب الشرقي للمملكة.
وبعيداً عن معزوفة توالي سنوات الجفاف، وما يواكب ذلك من ندرة في المياه وارتفاع في مخاطر الحرائق، فإن تصدير جزء كبير من الإنتاج الوطني من التمور، أخل بتوازن العرض والطلب في السوق الوطني وضبط الاسعار في حدود معقولة.
ولعل من بين أسباب تراجع، إنتاج التمور، عدم نجاعة سياسات تنمية الإنسان والمجال في أقاليم إنتاج التمور، ما ساهم في هجر الشاب، ل «جنانات» النخيل، نحو البحث عن لقمة العيش في المدن.
وعلى الرغم من ظهور مؤشرات تأثير التقلبات المناخية وضعف تكوين الموارد البشرية، وندرة المياه الجوفية..على سلاسل انتاج التمور، فإن المنظمون لملتقى أرفود الدولي لم يثيروا هذا الإشكال للنقاش إلا خلال هذه الدورة.

وتنظم الدورة الـ 13 للملتقى الدولي للتمور بأرفود وسط إقبال ضعيف من الزوار، تحت شعار “الواحات المغربية.. من أجل نظم قادرة على الصمود في ظل التغيرات المناخية”.

وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، الأربعاء بأرفود، أن الإنتاج المتوقع للتمور يقدر بـ 103 آلاف طن برسم الموسم الفلاحي 2024-2025.
وأوضح البواري، في تصريح للصحافة على هامش افتتاح الدورة الثالثة عشرة للملتقى الدولي للتمور بالمغرب 2024، المنظم من 30 أكتوبر إلى 3 نونبر بأرفود، أن “هذا الانخفاض الطفيف مقارنة بالسنوات السابقة يعزى إلى قلة التساقطات المسجلة في الجهة”.
وعلى الرغم من ذلك، أكد الوزير أن أمطار الخير التي شهدتها المنطقة، مؤخرا، تبشر بـ “موسم فلاحي جيد”، مضيفا أن هذه التساقطات كان لها وقع “إيجابي للغاية” على منسوب المياه الجوفية وعلى حقينة السدود.
وأشار إلى أن “هذه الأمطار ستعطي دينامية قوية للواحات كما ستساهم في تنفيذ برامج للوزارة في الآجال المحددة، بما يضمن إنتاجا وطنيا مهما”.
وتنظم الدورة الـ 13 للملتقى الدولي للتمور بالمغرب تحت شعار “الواحات المغربية.. من أجل نظم قادرة على الصمود في ظل التغيرات المناخية”.
وجرى حفل افتتاح هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أحمد البواري، ووالي جهة درعة-تافيلالت عامل اقليم الرشيدية السعيد زنيبر، ورئيس مجلس جهة درعة-تافيلالت هرو أبرو، إلى جانب منتخبين وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.
وتسلط هذه الدورة، التي تشهد مشاركة حوالي 230 عارضا من الفاعلين الرئيسيين في سلسلة نخيل التمور، في غياب التوافد المأمول للزوار، الضوء على النظم البيئية للواحات والتحديات التي تواجهها، وكذا التقدم المحرز في مجال استدامة هذه المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *