فما كان من المرشح الدستوري، المراكشي الشهير ولد لعروسية (الله يذكروا بخير )، إلا أن خاطب في تجمع انتخابي، البام و خدام أصحاب الهمم والمعالي ومن سقطت بهم السقوف والأعالي، قائلاً بلكنته المراكشية الأصيلة والجميلة: « آهيا وين، مراكش راه حدورة».

*جريدة  le12.ma

يبدو أن صندوق الوحي بفريقي الأصالة والمعاصرة، في مجلسي النواب والمستشارين، قد نزلت به مع بداية الولاية التشريعية الحالية، رسالة الدعوة إلى مواصلة الخرق العلني لميثاق الأغلبية.

على الرغم من تأكيد بيان أحزاب الأغلبية الحكومية (الاحرار، البام، الاستقلال)، خلال إجتماعهم الأخير، عن «تماسك الأغلبية»، إلا أن بعض الممارسات تبعث في مناسبات عدة على خلاف ذلك.

والظاهر أن الهواجس الانتخابية، بدأت تسيطر مبكراً على العقل الانتخابي لحزب البام، والتي ستزداد مع  الدخول البرلماني الحالي والمقبل حتى انتخابات عام 2026.

واقع قد يتضح أكثر، من خلال إصرار «التراكتور»، على النظر  إلى مشروع قانون المالية برسم سنة 2025 الذي عرض الجمعة على البرلمان، بنظارات غير تلك التي ترتديها باقي مكونات الأغلبية (الاحرار + الاستقلال).

«كل شيء مباح، في سبيل الوصول إلى رئاسة حكومة المونديال»، أو هكذا يبدو الأمر عند حزب «البام»، الذي أكدت التجارب أنه يعاني منذ الولادة القيصرية عام 2007 من «عقدة الاكتساح» .

لذلك فالبام اليوم، أو بام «ولاد الصالحين»، أو المنفوخين على البلاد والعباد، سيواصل الخروج عن سكة ميثاق الأغلبية، دونما تفكير في أن تصيبه  لعنة صناديق الاقتراع، بمرض «الكساح».

وذا كان الشيء بالشيء يذكر، أذكر هنا، قصة قد  يعيدها التاريخ من جديد.

تقول الحكاية، خاض حزب التراكتور ما بعد التأسيس، نزال المعترك الانتخابي في مدينة السبعة رجال منفوخ الريش.

فما كان من المرشح الدستوري، المراكشي الشهير ولد لعروسية (الله يذكروا بخير )، إلا أن خاطب في تجمع انتخابي خدام أصحاب الهمم والمعالي ومن سقطت بهم السقوف والأعالي، قائلاً بلكنته المراكشية الأصيلة والجميلة: « آهيا وين، مراكش راه حدورة».

يعني، من مشى في مراكش هاز راسو للسماء راه كيطيح. 

كلمة واحدة صغيرة المبنى لكنها كانت عميقة المعنى وقوية الأثر الانتخابي.

لقد هزم، درس ولد العروسية، مرشح لائحة «التراكتور» وهو رجل أنيق في كل شيء، ومناضل قح وشريف، هزيمة نكراء غادر على إثرها الحزب قبل أن يزيغ التراكتور ويخرج عن سكة مباديء التأسيس.

الغرض، من سرد هذه قصة هذا الدرس الذي يراه البعض مستبعد الوقوع من جديد وأراه عكس ذلك، هو الهمس في أذن من سقط حكم البام في أيديهم.

همس أقول فيه، إن العنجهية والتمرد على «العهد والكلمة والميثاق»، ومحاولة إستغباء المغاربة عبر لعبة « أكل الغلة وسب الملة»، لن تجدي نفعا.

لماذا؟.

لأن طريق المغرب الانتخابي «حدورة»، من عبره بالنية والصدق، وصل. ومن، توجه إلى المغاربة،  بالمكر والخديعة، «ا حصل».

راك فبلاد الصالحين آسي .. إيوا «سلم على لي مزيغك».. 

*رسم خالد كدار لفائدة le360

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *