تعتبر الوحدة أو العزلة الاجتماعية عاملا خطرا قابلا للتعديل قد يؤدي إلى تدهور صحة الدماغ والقلب. لهذا، يبحث العلم في سبب حدوث ذلك.

وقالت الكاتبة إيزابيل غاياردو بونثي، في تقرير نشرته مجلة “كويداتي بلوس” الإسبانية، إن السكتة الدماغية هي السبب الثاني للوفاة في إسبانيا، والسبب الأول للإعاقة المكتسبة لدى البالغين والسبب الثاني للخرف، وفقا لبيانات الجمعية الإسبانية لطب الأعصاب. ويُصاب سنويا ما بين 110 آلاف إلى 120 ألف شخص بالسكتة الدماغية في إسبانيا.

ومن بين عوامل الخطر الشائعة للسكتة الدماغية، وفقًا للبوابة السريرية لمستشفى كلينيك دي برشلونة، توجد بعض العوامل التي لا يمكن تعديلها وأخرى يمكننا اتخاذ إجراءات حيالها:

– العمر: بدءًا من سن الـ55 عاما، يتضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مع مرور كل عقد.

– ارتفاع ضغط الدم.

– السكري.

– نقص النشاط الجسدي.

– السمنة.

– استهلاك التبغ.

– ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.

– تعاطي الكحول والمخدرات وغيرها.

– الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من النساء.

– الإصابة بمرض قلبي.

وأضافت الكاتبة أن أفضل طريقة للوقاية من السكتة الدماغية تتمثل في اتباع عادات صحية وذلك من خلال قياس ضغط الدم بشكل دوري ومراقبة الوزن وتقليل محيط البطن وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن فضلا عن تجنب التدخين والكحول.

ومن شأن هذه التوصيات أن تساعد على تجنب 90% من السكتات الدماغية من خلال التصدي لعوامل الخطر هذه.

عوامل أخرى قابلة للتعديل للسكتة الدماغية

بالإضافة إلى عوامل الخطر هذه، هناك عوامل أخرى ليست كلاسيكية إلى حد كبير ولكن يظهر تدريجيا تأثيرها على حدوث السكتة الدماغية.

وأضافت الكاتبة أن أفضل طريقة للوقاية من السكتة الدماغية تتمثل في اتباع عادات صحية وذلك من خلال قياس ضغط الدم بشكل دوري ومراقبة الوزن وتقليل محيط البطن وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن فضلا عن تجنب التدخين والكحول.

في الواقع، تبين أن الوحدة والعزلة الاجتماعية “يمكن أن تزيد من مخاطر أمراض الأوعية الدموية، ليس فقط على مستوى الدماغ وإنما أيضا على مستوى القلب. كما يحدث مع الاكتئاب، الذي غالبا ما يكون سببا أو نتيجة للوحدة”، وهو ما أكدته الدكتورة كونسويلو ماتوتي لوزانو، أخصائية الأعصاب في وحدة السكتات الدماغية في مستشفى رامون إي كاخال في مدريد.

على وجه التحديد، تشير دراسة أجرتها جامعة هارفارد في الطب السريري إلى أن الشعور بالوحدة المزمنة يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويشير المؤلفون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب هذا الارتباط واحتمال أن محاولة التخفيف من الشعور بالوحدة يمكن أن تساعد في منع ظهور السكتة الدماغية.

تدهور صحة الدماغ والقلب

في الأدبيات الأكاديمية، أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين العزلة وتدهور صحة الدماغ والقلب. وهو ما أشار إليه بحث تم نشره عام 2022 في مجلة جمعية القلب الأميركية من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، الذي حلل تأثير العزلة الملموسة والموضوعية على صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ.

ووجد الباحثون أن الوحدة والعزلة الاجتماعية ارتبطتا بزيادة بنسبة 30% في خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية عامِلا خطر مستقلان فيما يتعلق بتدهور صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ.

ما العلاقة بين الوحدة والسكتة الدماغية؟

حسب ماتوتي، فإن العلاقة بين الوحدة والسكتة الدماغية قد تعود إلى عوامل بيولوجية وسلوكية “على سبيل المثال، على المستوى البيولوجي، قد يتعرض الشخص الذي يعيش بمفرده أو المكتئب لمزيد من التوتر ويكون لديه مستويات أعلى من الكورتيزول في الدم. وهذا يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات ضغط الدم، وضعف جهاز المناعة (مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى) والتغيرات الأيضية، مثل مقاومة الأنسولين، وزيادة الوزن وتراكم الدهون”.

على مستوى السلوك، فإن الشعور بالوحدة يمكن أن يجعل الشخص يميل إلى إهمال نفسه وتناول طعام غير صحي ويكون أكثر عرضة للإدمان واتباع حياة خاملة أو يجد صعوبة في الامتثال للعلاجات “وكل هذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية”.

المصدر: الجزيره 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *