ما نشاهده حتى الآن في قناة الرياضية على بعد شهور منالكانيؤكد بعدها الكبير عن إنجاز المهام المفترضة.

*حسن العطافي

علينا ألا نركز كل إهتمامنا بدورة كأس إفريقيا للأمم لكرة القدمالكان، المقررة في المغرب،على المنتخب الوطني ونثقله بالضغوط، ونحن لانستغل على الواجهات الأخرى.

إن تنظيم التظاهرات، لا يعني فقط تشييد ملاعب وتكوين منتخب قوي، بل هو أيضا التحضير لكل ما يحيط بها من مهن وأنشطة.

ويحتل الاعلام، وبالأخص التغطية التلفزيونية مكانة مهمة.

قد تكون للنقل التلفزيوني للمباريات شروط مقيدة، في مقدمتها العقود المبرمة بين الاتحادالإفريقي وكبريات المحطات التلفزيونية الدولية، لكن ما لا يدرك كله لا يدرك جله.

ينبغي الإقرار أننا لا نتوفر على محطة تلفزيونية من الصنف الذي يمتلك القدرة على دخول حمام المنافسة الساخن.

وما نشاهده حتى الآن في قناة الرياضية على بعد شهور منالكانيؤكد بعدها الكبير عن إنجازالمهام المفترضة.

فضلا عن النقل السيء لكثير من المباريات، يجري التعامل معها بانتقائية وفوضوية. فالاستوديو التحليلي يحضر ويغيب، ويجري الربط بالملاعب لنقل المباريات بطريقة متسللة من زمن الأبيض والأسود.

شخصيا لا ألوم الزملاء في الرياضية بكل تخصصاتهم، سواء الذين لي بهم معرفة سابقة أو من لم أتشرف بمعرفتهم عن قرب، لأنهم ليسوا مسؤولين عن سياسة القناة، وربما لا يعرفون مخططاتها وأهدافها، إن وجدت.

إن الغاية ليست هي تفريخ الأسماء، بل الإبداع والارتقاء. إذا استمر التعامل بالطريقة إياها، سيسافر الكثير من المغاربة دون جواز وتأشيرة لمتابعة تغطية تظاهرة تقام في بلدهم، وسيلجأون إلى قنوات تقدم لهم باللغة التي يفهمونها مادة إعلامية محترمة، وتساعدهم على فهم ما شاهدوه استنادا بمحللين حقيقيين.

قمة العجز ما أن يتكرر السقوط والاخطاء وكل شيء سيء.

مرد ذلك غياب الرؤية، وبعد النظر، والرغبة في تقديم منتوج جيد للمشاهد الزبون الذي ليس مكرها على قبول منتوج ردي.

ولعل آخر الدواء كتم الصوت إذا كان الوصف سيئا في انتظار أن يجود الزمان بالبديل.

في القنوات التي يجري تدبيرها بشكل مهني توجد حلقات جودة تناقش كل ما يجري تقديمه، وتنبه المخطئين بهدف تحقيق الأفضل وتقليص الاخطاء.

أن يعذب المتلقي يومياً وأسبوعيا بأقوال ما أتى الله بها من سلطان ليس قدراً، لكن هذا فيالقنوات التي ليس بينها وبين التاريخ قطيعة.

أن ينطق إسم لاعب بشكل خاطئ مرة يغتفر، أن يتشبث الواصف بالخطأ فهذا يعني التكاسل.

ألا يحضر الواصف لتغطية المباراة هذا اعتراف بالكسل وعدم التأكد مما طالعه في ويكبيديا أو منشورات باللغات الأجنبية فيصبح اسم اللاعب الدولي السابق عبد الغني لكحللغويني، عبدالغني لخال هو قمة الاستهزاء.

أنا أتحدث عن القطيعة مع التاريخ، فأنا أعي ما أقوله.

لأن القناة تخلت عن كثير من العادات الجميلة وإستغلال الفرص لتسليط الضوء على النجومالسابقين، ليتعرف عليهم الجيل الحالي من المشاهدين والصحفيين.

لست ضد تكرار المباريات على علاتها، لكن الاقتصار على التكرار عيب، أفضل ألف مرة تقديم برامج للنقاش والتعليق والتحليل الواقعي على أن تطعمني قناة من بلدي الأكل (البايت).

أو أن أشعر أن الواصف لديه تعليمات وخطوط حمراء، ويلتزم الصمت في انتظار قرار الحكم.

يمكن لتنظيم التظاهرات أن يعود على المجال السمعي البصري بمداخيل كثيرة، لكن لا أحد يشتري سلعة لا تقدم صورتها بشكل جيد.

لا خلاف أن لدينا كفاءات، والدليل أنها حين تغير القناة ترتقي إلى عنان السماء، هذا يعني أن الخلل في موقع اخر..

نحن شاهد الاختلاف حين يبدع الصحفي في الخارج، لكن كفاءاتنا في العمل التلفزيوني كثيرة وأغلبها فضل الهجرة لعدم التقدير.

ما زال أمامنا بعض الوقت للتدارك، وكل الخوف أن نقول غداالصيف ضيعت اللبن، ونتحول إلى متعهدي حفلات تاركين الساحة للأجنبي، ليصول ويجول ونعض على أصابعنا بسبب ضياع الفرصة وما أكثر الفرص التي نضيعها، وربما لن تتاح لنا بعد الكان بعد مونديال الغد.. نعم غداً2030.

*صحفي رياضي مرجعي  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *