غابت اليوم السبت الى الابد شمس المسرح والتلفزيون في المغرب، الفنانة القديرة نعيمة المشرقي عن سن يناهز 81 عاما.

وخلف الرحيل الابدي، لمبدعة دور “للا فقيهتي”، في سلسلة “ألف لام” التثقيفية، حزن وأسى في قلوب جمهورها العريض في المغرب وخارجه.

وتبادل رواد التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، صور الراحلة، مشفوعة بعبارات الدعاء لها بالرحمة والمغفرة.

*نيروز

عن مسار الراحلة نعيمة المشرقي يدور البورتريه التالي عن الزميلة snrtnews

خطت الفنانة نعيمة المشرقي سطوره بحبر من ذهب، هي من مواليد مدينة الدار البيضاء سنة 1943، وقفت على الركح مشاركة في عدة مسرحيات منذ أواخر الخمسينيات، وقبلها ضمن مسرح الهواة مع المخرج الراحل مصطفى التومي، لتبقى تجربتها المسرحية الأبرز مع الراحل الطيب الصديقي.

وفي هذا السياق، شاركت نعيمة المشرقي في عدد من الأعمال المسرحية، من بينها: “السيدة كوديفا” و”مدينة النحاس” وسلطان الطلبة” و”الفضوليات” و”درهم حلال” و”الفروع المكسرة” و”الخادمتان” وغيرها من الأعمال التي تنتمي لريبرتوار المسرح المغربي. أعمال قدمتها مع أشهر الفرق المسرحية المغربية حينها، على غرار فرقة المعمورة ومسرح بساتين و مسرح الأنس و فرقة الإذاعة و التلفزة المغربية.

ومنذ الستينيات، انتقلت نعيمة المشرقي إلى السينما حين وقفت أمام كاميرا أشهر المخرجين المغاربة على غرار: سهيل بن بركة ومصطفى الدرقاوي ومحمد عبد الرحمن التازي وعبد الرحمن ملين وفريدة بورقية ومحمد إسماعيل ومحمد مفتكر. مسجلة حضورا متميزا ضمن أفلام سينمائية من بينها: “ليالي شهرزاد الجميلة ” لمصطفى الدرقاوي و “عرس الدم ” و”طبول النار” و”معركة الملوك الثلاثة” و”باديس ” و”البحث عن زوج مراتي” و”بعد ” و”للا حبي” و”جارات أبي موسى” و”خريف التفاح”.

طموح نعيمة المشرقي وموهبتها الكبيرة، مكناها من خوض تجارب سينمائية أجنبية في العديد من الأفلام التي صورت في المغرب أو في الخارج. وهنا نذكر: شريط ” البند الثاني” للمخرج الايطالي الشهير موريزيو زاكارو، ومشاركتها في عدد من أجزاء السلسلة الدينية الايطالية التي صورت بمدينة ورزازات.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن التاريخ سجل للفنانة نعيمة المشرقي موقفها المشرف حين رفضت المشاركة في الفيلم الفرنسي “شمس” للمخرج روجي حنين، الذي اقترح عليها دور خادمة لدى عائلة يهودية، أمام النجمة صوفيا لورين والممثل الشهير فيليب نواري. كما سيذكر التاريخ أيضا للفنانة نعيمة المشرقي، رفضها المساهمة في الفيلم الإسباني “سعيد” للمخرج لورينزو صولير، لاحتوائه على بعض المشاهد الخادشة للحياء.

عرجت الفنانة نعيمة المشرقي نحو الإذاعة، بمشاركتها في عشرات التمثيليات الإذاعية قبل اشتغالها التلفزيوني الذي كان حينها في مرحلة البدايات، وهنا قدمت العديد من التمثيليات التي منحتها شهرة واسعة وتتويجات مهمة على غرار ظفرها بجائزة أحسن أداء صوتي عن مشاركتها في المسلسل الإذاعي ” أمينة ” بمهرجان الإذاعات العربية بالقاهرة سنة 1998.

التحقت نعيمة المشرقي بعد محطات المسرح والسينما والإذاعة، بالتلفزيون حيث أطلت عبره لأول مرة سنة 1964 من خلال برامج تثقيفية، كان أنجحها “ألف لام” الذي اشتهرت فيه بدور “لالة فقيهتي”، والذي حقق حينها متابعة مهمة لأنه جمع بين مكوني المتعة والإفادة معا.

وبالموزاة مع ذلك، شاركت نعيمة المشرقي في أعمال درامية متنوعة بين مسلسلات وسلسلات وأفلام تلفزيونية التي حملت توقيع العديد من المخرجين المغاربة، على غرار محمد حسن الجندي وفريدة بورقية ومحمد عاطفي ومصطفى فاكر وناصر لهوير وشكيب بنعمر وحسن غنجة وعلي مجبود وجميلة بورجي.. وفي هذا الإطار شاركت في مجموعة من المسلسلات والأفلام التلفزيونية، من بينها ” أولاد الحلال ” و”الدار الكبيرة” و”دار الضمانة ” و”البركة فراسك” و”ولادي” و”الحياني” و”رضاة الوالدين” و”التكريم”، إضافة إلى “وتسقط الخيل تباعا ” و “ثمن الرحيل” و”علال القلدة”. دون إغفال تجربتها الناجحة في السلسلة الفرنسية ” عائلة رام دام “، الذي وقفت فيه إلى جانب النجم الجزائري الراحل سيد علي كويرات، وحققت من خلاله شهرة واسعة على مستوى فرنسا والبلدان المغاربية. كما لا يمكن إغفال تميز الفنانة نعيمة المشرقي في السلسلة الناجحة “مي الحبيبة”، مبدعة بصوتها في رواية عشرات حكايات أمهات وهن يعشن مختلف المواقف في الحياة..

وفي مسار حياتها بعيدا نسبيا عن الفن، ارتبطت نعيمة المشرقي بالمخرج المغربي عبد الرحمن الخياط، وقدمت برفقته العديد من الأعمال مثل فيلم “حديث الأجيال” ومسلسلات “التضحية” و”المنحرف” و”الاعتراف”، فضلا عن عدد من البرامج التلفزيونية.  

وخلال مسارها الفني الحافل، لم تحرص نعيمة المشرقي على المشاركة في إنتاجات فنية متنوعة، حصدت من خلالها محبة وإعجاب وتقدير الجماهير، بل إنها ظلت حريصة طيلة مشوارها على جعل إسمها مقترنا بأعمال تحمل في طياتها رسائل اجتماعية بأبعاد إنسانية.. لأجل ذلك، عينت المشرقي سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسيف، وقبلها مستشارة للمرصد الوطني لحقوق الطفل.. وقبلهما، اعتلت قلوب المغاربة الذين بادلوها الحب بالحب، والتقدير بنظيره لأنها سفيرة فوق كل القلوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *