الطريق الجزائري يغطي جميع الرحلات غير الشرعية للقوارب من الجزائر، خاصة من أربع مدن رئيسية: الجزائر العاصمة ووهران ومستغانم والشلف.
*أحمد الدافري
ما لم يتم الانتباه إليه يوم الأحد 15 سبتمبر الماضي، حين كانت الأنظار موجهة نحو الحدود بين الفنيدق وسبتة، هو ما كان يحدث في الوقت نفسه في الطريق البحرية المسماة “الطريق الجزائري“..
هذه متابعة باللغة الإسبانية أنجزها موقع الإذاعة الدولية الفرنسية RFI يوم الاثنين 16 سبتمبر الجاري.
نقرأ تحت الصورة التوضيحية.
أعضاء من الصليب الأحمر الإسباني يقفون أثناء وصول قارب على متنه 54 مهاجرًا إلى ميناء لا ريستينغا، في جزيرة إل هييرو ضمن جزر الكناري، يوم 15 سبتمبر 2024.
في مقدمة المقال نقرأ
الطريق الجزائري يغطي جميع الرحلات غير الشرعية للقوارب من الجزائر، خاصة من أربع مدن رئيسية: الجزائر العاصمة ووهران ومستغانم والشلف.
تقع نقاط الوصول على الساحل الشرقي لإسبانيا، في ألميريا، أو جنوبًا مثل مورسيا أو أليكانتي أو حتى إيبيزا في جزر البليار
القوارب التي تنقل المهاجرين السريبن من سواحل الجزائر مصنوعة من الألياف ولها محركات تتراوح قوتها بين 40 و60 حصانا.
مع قدرتها على استيعاب عشرة أشخاص، غالبًا ما يتم تحميلها بما يصل إلى عشرين شخصًا.
يدفع المهاجرون ما بين 2000 إلى 4000 يورو لكل عبور، ويتضاعف هذا المبلغ عندما تكون القوارب أسرع وأكثر قوة وأكثر أمانًا.
الطريق الجزائري يُستعمل منذ 2006، وهو أقل شهرة من طريق جزر الكناري أو مضيق جبل طارق. لكن منذ إنشائه، ازدادت أهميته وكثافته، حين أصبح خروج المهاجرين من المغرب يخضع للمراقبة بشكل متزايد من قبل سلطات إنفاذ القانون على الجانبين المغربي والإسباني.
ويبدو الآن أن المراقبة من الساحل الجزائري أقل.
وهذا ما يفسر الزيادة في الأعداد، خاصة أنه من الصعب للغاية اعتراض القوارب على طول الساحل الإسباني.
وتقدر مصادر الشرطة الإسبانية أن نصف المهاجرين يصلون دون أن يراهم أحد. ويتم انتشال النصف الآخر من البحر أو يغرق، لأنها رحلة محفوفة بالمخاطر.
مئات الوفيات سنويا
بين العواصف وتعطل المحركات وتحطم القوارب، تشير التقديرات إلى أن 500 مهاجر يفقدون حياتهم كل عام.
ومع ذلك، فإن عدد المغادرين يتزايد كل عام.
غالبية المهاجرين هم من الشباب الجزائريين الذين يشعرون أنه ليس لديهم مستقبل أو أمل في بلدهم، لذلك يقدمون كل شيء من أجل مغادرة البلاد.
هناك المزيد والمزيد من الخريجين وأفراد الأسر الذين يغادرون الجزائر بطريقة غير شرعية من خلال رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر.
وبما أنه لا يوجد اتفاق للعودة بين إسبانيا والجزائر، فإن غالبيتهم يقيمون في إسبانيا ثم يذهبون إلى فرنسا.
وهناك المزيد والمزيد من الأشخاص من بلدان جنوب الصحراء الكبرى الذين يسلكون هذا الطريق أيضًا، وخاصة الماليين الذين يفرون من مناطق النزاع في بلادهم.
بتواطؤ مع الجنرالات
هذا الطريق الجزائري في البحر الذي يتم استعماله في الهجرة السرية بين الجزائر وإسبانيا تتحكم فيه عصابات التهجير السري بتواطؤ مع الجنرالات الذين يحصلون على الأموال من خلال هذا الطريق.