خطف اللاعب الإسباني اليافع، لامين جمال، المنحدر من أصول مغربية، الأضواء بوصوله المبكر إلى صفوف الفريق الأول لبرشلونة العريق ومنتخب إسبانيا، وتقديمه أداء رائعا معهما.
لعبت عائلة لامين جمال (17 عاما)، دورا كبيرا في وصوله إلى عالم النجومية، رغم الظروف القاسية التي مرت بها، وكالعادة خلف كل نجم أو مشهور قصة مثيرة دفعته للنجاح.
بدأت قصة لامين جمال من هجرة الجدة فاطمة
البداية كانت عند الفتاة المغربية فاطمة، التي نشأت في إقليم العرائش التابع لمدينة طنجة، حيث غادرت بلادها نحو إسبانيا، إذ تعتبر كلمة السر في تألق لامين جمال.
وأكدت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، أن فاطمة هاجرت من مدينة طنجة إلى مدريد، بهدف العمل، حيث كانت ترعى رجلا مسنا ضمن مهنة الرعاية المنزلية، ثم استقرت لاحقا في مقاطعة كتالونيا بعد وفاته.
🤲❤️ Lamine Yamal’s grandmother reveals what she tells him to do before a match… This video highlights the importance of parents/grandparents.
May Allah bless her for guiding Lamine and reward her. Ameen 🙏 pic.twitter.com/xj5YFhv3TG
— Faithfull Ballers (@FaithfullBaller) July 22, 2024
وبعد سنوات، استقدمت فاطمة طفلها منير نصراوي الذي ولد ونشأ في طنجة المغربية إلى إسبانيا، وكان في عمر التاسعة وقتها، وقد جرب حظه في ممارسة كرة القدم.
ولكن، عدم قدرة منير على احتراف كرة القدم دفعه للتنقل بين عدة وظائف بهدف تدبير أموره المعيشية، حتى وصل الأمر به إلى العمل في طلاء المنازل.
أسرة مهاجرة تنجب موهبة كروية
التقى المهاجر المغربي منير نصراوي مطلع الألفية مع شيلا إيبانا، وهي فتاة مهاجرة أيضا من غينيا الاستوائية، وكانت تعمل نادلة، بحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن شيلا ومنير تزوجا بعد فترة قصيرة، وقد استقرا في بلدة ماتارو التابعة لإقليم كتالونيا، وهي التي ولد فيها لامين، يوم 13 يوليو 2007، قبل الانتقال إلى حي روكافوندا الذي نشأ فيه يامال.
وأظهرت تصريحات والد نجم برشلونة مدى إيمانه بموهبة ابنه، حيث قال لصحيفة “تليغراف” البريطانية: “كنت أعلم دائما أنه سيحقق الكثير، ولدي إيمان بأنه يمكن أن يذهب بعيدا، ويكون أعظم من ليونيل ميسي“.
لم يدم زواج منير وشيلا طويلا، ما منح الجدة فرصة أكبر لرعاية لامين (يامال) جمال ودعمه بقوة، حيث انتقلت إلى مقاطعة كتالونيا، وكان لها دور كبير في بقاء والديه محيطين به رغم انفصالهما.
Ko kun san tarihin Lamine Yamal, matashin ɗan ƙwallon da Messi ya sa wa 'albarka' tun yana jariri?
Ga tarihin ɗan ƙwallon Barcelonan da ƙasar Sifaniya da ke haskakawa a idon duniya. pic.twitter.com/Yw5h02lMhB
— BBC News Hausa (@bbchausa) July 19, 2024
تلك الرعاية المناسبة من الجدة، جعلتها كلمة السر في قصة نجاح شاب يعيش وسط مجتمع متواضع، يبحث عن تحسين وضعه في كل فرصة تتاح أمامه.
في تلك الأثناء، بحسب موقع “فيفا”، انضم لامين (يامال) جمال لأكاديمية برشلونة “لا ماسيا” في عمر السابعة، وكان وقتها في مدينة مجاورة لبرشلونة، التي انتقل للعيش فيها عندما بلغ 11 عاما.
وبعد انفصال والديه، عاش لامين بين مدينتي جرانويرس وماتارو القريبتين، لكن زياراته المستمرّة لجدته التي تعيش في روكافوندا، حافظت على روابط الصلة مع الحي الذي نشأ فيه.
عند بلوغه 15 عاما، ظهر لامين لأول مرة مع الفريق الأول لبرشلونة، بفضل المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز، الذي آمن بموهبته ومنحة فرصة لم يتوقع أحد أن تكون بتلك السرعة.
وقال لامين جمال، في حوار مع موقع الـ”يويفا”: “سأكون ممتنا لتشافي دائما، لأنه منحني فرصة الظهور لأول مرة مع الفريق الأول لبرشلونة في سن 15 عاما“.
وأضاف: “عندما ظهرت لأول مرة، لم أكن مهما في غرفة خلع الملابس، كنت مثل الطفل. الآن زملائي في الفريق يثقون بي، لكن مع المدرب أصبح الأمر مختلفا، إنها علاقة تقوم على الاحترام“.
وخطف النجم الإسباني لامين جمال الأنظار بشدة خلال مباريات بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم “يورو 2024” وساهم في تتويج منتخب إسبانيا باللقب الرابع في تاريخه، بعدما قدم أداء رائعا وحصد جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.