اليوم الثلاثاء، يكون قد مر على الرحيل  الأخير للزميل رضا بوحميدة ثلاثة أيام،  كانت بحق هي الاطول في حياة أهله ومعارفه ومن حزن على فراقه.

رحيل الشجعان، ذلك الذي وقع عليه رضا، الحاضر في قلوب كل من تعرفوا عليه، بعدما واجه بصبر أيوب إبتلاء مرض السرطان، قبل أن يأتيه اليقين وهو على هدى من رب العالمين.

في هذه الورقة يرثي الزميل أديب سليكي توأم روحه الزميل رضا بوحميدة ، بكلمات فوق شفاه ترتجف.

والبداية من هنا.

بعد رحيلك الموجع أدركت متأخرًا أننا نموت ألف مرة ونحن على قيد الحياة

نموت حين تخوننا الصحة فنغرق في دوامة الأطباء وأسماء الصيدليات حين نبحث عن الشفاء في عيون لا ترانا وفيوجوه لا تعرف ملامح أوجاعنا..

نموت حين يتخلى عنا من كانوا يومًا أقرب إلينا من حبل الوريد حين تنطفئ تلك الأيادي التي كنا نحسبها سندًا وعونًا.

نموت حين نفقد الشغف بتلك الأشياء التي كانت تملأ قلوبنا حُبًا وشغفًا، حين تصبح كل المعادلات في حياتنامتساوية لا فرق فيها بين الربح والخسارة كأن الأمل والخيبة يتساويان في ميزان الأيام زوند زوند

نموت حين نكتم الصراخ في صدورنا ونرتدي أقنعة الصبر واللامبالاة ونخفي تمردنا خلف جدران الصمت.

نموت حين نمزق صور الذكريات القديمة معتقدين بغباء منقطع النظير أننا سنتحرر من ثقل حب فاشل وأحلامتاهت في دوامة النسيان

نموت كلما وقفنا على حافة القبور نلقي نظرة الوداع الأخيرة على من رحلوا ونعود بعدها إلى جحيم حياتنا نحملثقل الغياب فوق أكتافنا..

كل يوم يموت فينا شيء..

يتلاشى جزء من أرواحنا..حتى يأتي الموت الأعظم والأجمل حيث تتحرر الروح أخيرًا من سجن الجسد وترتقي إلىبارئها راضية مرضية..

أدركت أن الموت الحقيقي ليس النهاية بل بداية لحياة لا جراح فيها ولا وداع .

سنلتقي إن شاء الله عاجلا أو آجلا هي مسألة وقت فقط يا أخي الحبيب

رحمك الله وهو أرحم الراحميين

*أديب سليكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *