في سبتة، أمس، قبل موعد انطلاق مباراة المنتخب المغربي بعشر دقائق، كنت ما أزال وسط المدينة أبحث عن مقهى أو مطعم كي أشاهد المباراة، دون جدوى.

قصدت شبابا جالسين في الخارج في مقهى يتكلمون بينهم بالدارجة المغربية، وسألتهم إن كان ممكنا أن أجد مقهى أو مطعما ينقل مباريات المنتخب المغربي.

تبادلوا نظرات مستغربة فيما بينهم.

قال لي واحد منهم :

امشي من هاذ الزنقة للي حدانا ودور على الشمال فالشارع الأول، مع الدورة غاتلقى مطعم. شوف عالله.

ذهبت عبر الزقاق، وانعطفت على يسار أول شارع، فوجدت المطعم. لكن لا يوجد فيه إطلاقا ما يدل أن المنتخب المغربي سيجري مباراة في كرة القدم الآن.

انتظرت العامل المغربي الشاب في المطعم إلى أن انتهى هو وزميلته الإسبانية من إعداد سندويتشات لزبائن  كانوا ينتظرون في الكونطوار، وسألته:

عافاك ما كاينش هنا شي قهوة أو شي مطعم كينقل الماتشات ديال المغرب فالكرة. راه المنتخب المغربي لاعب دابا.

نظر إلي باستغراب. وقال لي :

اخرج وامشي من الزنقة اللولى على ليمن، واهبط للشارع غاتلقى ثما القهاوي.

آه. إنه ينصحني بأن أعود إلى الشارع الذي جئت منه.

شكرته وعدت إلى شارع أفريكا.

أفلاطون

 

جلست في مقهى/مطعم هولندا، في طاولة في الخارج.

طلبت سندويتش وكأس شاي بالنعناع.

فتحت تطبيقا لدي في الهاتف.

لو استعملت الأنترنت المتوفر لدي في خدمة الرومينغ التي عبأتها يعني أن الرومينغ سينفد ولن يصبح بإمكاني الاستعانة بالـ GPS في تنقلاتي.

عندما أتاني النادل المغربي بما طلبت، سألته إن كان لديهم WI FI

أرسطو طاليس.

أجابني: عندنا. ها نا نعيط للسيد خدام معنا يجي عندك واعطيه التلفون يعدلو.

كانت المباراة قد مرت منها حوالي ربع ساعة عندما بدأت أشاهدها في هاتفي وأنا آكل السندويتش.

بعد نهاية الشوط الأول ذهبت إلى مقر إقامتي.

لا تبعد عن الشارع وسط المدينة سوى بعشر دقائق بخطوات مشي رجل عجوز مثلي.

وصلت قبل بداية الشوط الثاني من المباراة.

الله يقطعها بلية.

*أحمد الدافري -كاتب صحفي

الصور: شارع الأدارسة IDRISIS  في سبتة، الذي يحتضن تماثيل فلاسفة ومفكرين منهم أفلاطون و

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *