في الواقع، لا أعتقد أن أخنوش، كمواطن مغربي، قبل أن يكون مسؤولا سياسيا، سينزل إلى مستوى المسنّ المهزوم ابن كيران، ويسقط في فخّ التمرغ معه في الوحل..
*محمد سليكي
تحفل اللهجة العامية المغربية بكلمات ومفردات دالة، يكفي التلفظ بكلمة واحدة منها، لتعبر بشكل عميق عن المعنى، ولعل من بين تلك المفردات كلمة “اللَّقْوَة”.
في الصغر، كما في الكبر، كثيراً ما سمعنا ونسمع أمهاتنا وآباءنا في أحيائنا الشعبية، وهم يرددون بصوت عال في مواقف معينة، كلمة: “اللَّقْوَة”.
يأتي تلفظ أمهاتنا وآبائنا وكبارنا الاستنكاري بهذه اللفظة، كرد فعل على تصرف شخص ما، في مجمع “المعقول”، بتصرّف صبياني، أو صدحه، بين الناس، بكلام “زنقاوي”..
ولعل الاستعمالات الكثيرة لمفردة “اللَّقْوَة”، تحضر عند المغاربة، لردع تطاول الصغار على الكبار، أو للجم لسان عديم الاتزان عن الكلام، وكذلك لإخراس السفيه حتى لو كان يعتقد نفسه أنه فقيه..
في أحيائنا الشعبية كذلك، نسمع أمهاتنا تحديدا، يردّدن لفظ “اللَّقْوَة”، عندما يخترق سمعَ أفراد أسرنا المغربية، صوتٌ نشاز متسلل عبر النافذة من “الزنقة”، وقد صرخ صاحبه بكلام ناب.
عندها، عادة ما ترد الوالدة، حفظها الله، على وقاحة هذا الشخص العديم الأخلاق، وإن لم تره، بقولها: “اللَّقْوَة”.
و”اللَّقْوَة” في الاصطلاح العلمي، هي إصابة شخص ما بشلل نصفي على مستوى الوجه، يُفقده القدرة على الكلام، وتسخير لسانه السليط، في رمي الناس بالباطل.
لنغلق قوس الحديث عن مفهوم مفردة “اللَّقْوَة” في الدارجة المغربية، ودلالاتها في الاصطلاح العلمي، التي لا تتمناها لأحد، ونعرج على ترند (Trend) المشهد السياسي نهاية الأسبوع، الذي ودعناه.
لقد سرق، أمس الأحد، العجوز السياسي عبد الإله ابن كيران، زعيم ما تبقى من حزب العدالة والتنمية، لحظات انتشاء عابرة، وهو يكشف علنا عن حقده الدفين تجاه المواطن المغربي، عزيز أخنوش.
إبن كيران أطلق، خلال الجمع العام الافتتاحي للحملة الانتخابية لمرشح حزبه في دائرة الرباط المحيط، لسانه السليط، لمهاجمة عزيز أخنوش، الوزير السابق في حكومات عباس الفاسي (2007-2011)، وبن كيران (2011-2016)، والعثماني (2016-2021)، والرئيس الحالي للحكومة المغربية (2021-2026)، بإتهامات ما أتى الله بها من سلطان.
اتهامات رعناء وكلمات خرقاء، يستحيي كل من هو على خُلُق، أن يسمعها، وبالأحرى أن يرددها أو يتبناها أو يعيد نشرها، كما فعلنا في جريدة (Le12.ma)، ونحن بصدد تحرير هذه الافتتاحية.
في الواقع، لا أعتقد أن أخنوش، كمواطن مغربي “ولد الناس”، قبل أن يكون مسؤولا سياسيا، سينزل إلى مستوى المسنّ المهزوم ابن كيران، ويسقط في فخّ التمرغ معه في الوحل..
بل رد أخنوش سيكون، كالعادة، من خلال مواصلة العمل من أجل استدراك اعتلالات عشر سنوات من حكم البيجيدي، التي ضيّعت على البلاد فرص الإصلاح والبناء والتقدّم والنماء، الأمر الذي يدفع فاتورته اليوم المواطن المغربي البسيط…
في الحقيقة، لا تسعف هذه الافتتاحية لرصد كل الأعطاب، التي تركتها حكومة ابن كيران وبعده العثماني، في عجلة التنمية، والتي تعكف حكومة أخنوش على معالجتها، حتى يكون المغرب كما يطمح إليه المغاربة.
لذلك سأكتفي بالإشارة، هنا، إلى تعطيل حكومتي ابن كيران (2011-2016) والعثماني (2016-2021)، أقوى المشاريع الاستراتيجية الوطنية للماء، والتي كان من نتائجها، في ظل توالي سنوات الجفاف، حرمان المغاربة في عدد من المدن والقرى من مادة الماء.
تعطيلٌ مرفوض ومكلّف للدولة والمواطن، تُسارع حكومة أخنوش الخطى من أجل تجاوزه، والعمل على توفير الماء لكل المغاربة، تنفيذا للتوجيهات السامية لجلالة الملك، وتنزيلا للرؤية الملكية الطموحة لمعالجة أزمة الماء وتعزيز الأمن المائي.
لعل الإنجازات المحققة، عبر هذه الاستراتيجية الواعدة، والتى أنقذت فئات واسعة من المغاربة من شبح العطش، هي واحدة من الأجوبة العملية، التي سيردّ بها عزيز أخنوش على تطاول كل مُفلس مهزوم، سواء كان ابن كيران أو غيره.
كثير من الناس ممن سمعوا بما قاله ابن كيران، من اتهام وسبّ وطعن في شخص المواطن المغربي عزيز أخنوش، قد يعلّقون على هذا الهذيان بأي تعليق، لكنّ أبلغ تعليق هو ما قد يقول أحدهم عندما يردّ بسرعةِ بديهة: “اللَّقْوَة”!!
وبما أننا نمارس في هذه الجريدة النقد المسؤول، وبما أن ابن كيران شخص إسلاموي، لن نقول له “اللَّقْوَة”، بقدر ما نحيله على قراءة كتاب “العقاب والغلو في الفقه الإسلامي” لمؤلفه الدكتور رشيد الخيون.ونرشده (مادام كلّ همّه وهمّ جماعته هو الخضوع للمرشد)، إلى أن يقف كثيرا وعميقا عند فصل “عقاب السابّ والمستهزئ”.
لعلّ هذا الشخص القادم من مجاهل كهوف جماعة الإخوان يردع ويتّعظ بعد أن بلغ من العمر أرذله، دون أن يطلق السياسية ويسخر ما بقى في عمره في ذكر رب العباد لا سب العباد والإساءة للبلاد.
ويكفي هنا أن نذكر بأن هذا العجوز، لم يستحي من نفسه وهو يتملق للأعداء والمتآمرين على الوطن، من حزب الله إلى ملالي إيران..
على ابن كيران، ترك السياسة، والإكثار من طلب الاستغفار من الواحد القهار، لعل وعسى، يغفر له المغاربة ما فعله بهم وحزبه طوال 10 سنوات عجاف، لايزال المواطن في المدن كما في القرى يدفع ثمنها بشكل يومي.
وإذا أبى إبن كيران وإستكبر على نصحية إعتزال السياسة، فلينتظر من الآن نتائج إنتخابات 2026، التي قد تصيبه بـ”اللَّقْوَة”، الإنتخابية فيكون من الخاسرين النادمين.