أتحدّث، هنا، عن مبادرة “حزب الاستقلال” إلى إصدار بيان تثمين العفو الملكي على 4831 شخصا من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي.
*مراد بورجى
تأبى “أنانية” نزار بركة إلاّ أن يعاند التوجيهات الملكية، ويقدّم نموذجا لأقبح ما يمكن أن يدكّ منسوبُ مواطنةِ حزب تاريخي حوّله الحاكم بأمر نفسه، اليوم، إلى حزب “عتيق” عوض الحزب “العتيد”! .
يحصل ذلك في الوقت الذي ينتظر الرأي العام، ومعه الجالس على العرش كما تفصح عن ذلك 104 من خطبه، أن تُراجع الأحزاب المغربية نفسها، وتعيد النظر في أساساتها، من أجل تحقيق التأهيل الحزبي المنشود والمأمول للمساهمة الفاعلة في مواجهة تحديات اليوم ورفع رهانات مغرب الغد، مغرب ولي العهد.
أتحدّث، هنا، عن مبادرة “حزب الاستقلال” إلى إصدار بيان تثمين العفو الملكي على 4831 شخصا من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي.
بيان يصدره “حزب الاستقلال” نظريا، لكن في الواقع العملي هناك نزار بركة وحده، دون سواه، الذي كان بإمكانه، تلافيا لأي حرج، أن يوقّع البيان بصفته أميناً عامّا “منتخباً”.
لكنّ الحديث باسم حزب الاستقلال، في غياب اللجنة التنفيذية، سيحوّل الحزب إلى أضحوكةٍ أمام المغاربة.
فنزار بركة وحده الحاكم بأمره والقائد الأحد الأوحد، هو اليوم الأمين العام وهو اللجنة التنفيذية، هو أمين المال وهو مسؤول السكرتارية، هو مسؤول لجنة العلاقات الخارجية والقضية الوطنية، وهو مسؤول التبطيق والتنظيم والقوانين وشؤون المرأة والشباب والتلاميذ والكشفية، وهو المفتش العام الأعلى وحده لا سواه! .
البيان أصدره السي نزار “منتحلا” كل هذه الصفات، في يوم 19 غشت 2024، ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر لعل أحد قادة الاستقلال “الغيورين” يخرج باستنكارٍ لهذا الحال المائل، الذي يتردّى إليه حزب الاستقلال.
وبعد مرور 10 أيام بلياليها، تبيّن لي أن من يُفترض أن نسمع أصواتهم ربّما فضّلوا أن يلوذوا بالصمت حتى لا يجد بعضهم أنفسهم في وضع فقدان مكانٍ موعودين به في اللجنة التنفيذية، التي مازال نزار بركة يُغيبها إلى اليوم! بنفس الأكذوبة “كنتشاور عليكم لفرق”.
و”الفوق” فالحقيقة لم ولن يستقبله، في “إشارة صريحة” أنه “مابغيهش هو براسو” بعد السبع سنوات العجاف، التي قضاها في جمود شبه تام، فبالأحرى أنه سيظل كذلك لمدة 12 سنة!!؟.
والمثير للسخرية أكثر أن السي نزار بركة يؤكد، في بيانه، بلا حشمة ولا حياء، أنه “يوجّه كل الشكر والامتنان لجلالة الملك على تجاوبه مع هذا الملتمس (العفو) الذي ما فتئ أن عبّر عنه حزب الاستقلال”…
وهذا ما يجعل كل مراقب موضوعي يضحك ملء النواجد سخرية من هذا الوضع، الذي يعني، بمنطوق بيان نزار بركة، أن: ملك البلاد رئيس الدولة المغربية يتجاوب مع ملتمس “حزب الاستقلال”، ونزار بركة، الحاكم الوحيد للاستقلال الآن، يرفض أن يتجاوب مع نداء الملك ومع توجيهاته الداعية إلى التأهيل الحزبي والتجديد التنظيمي وإشراك الشباب والمساهمة في الدفع بالأجيال الجديدة في مسارات بلورة نخبة حزبية شابة وجديدة، عوض الانحباس داخل أسوار نخبة قديمة خالدة في كراسي المسؤولية إلى درجة أن المنتظر هو نسخةٌ معدلة بِاسمٍ أو اثنين للجنة التنفيذية القديمة!.
وبذلك سيكون حفيد مؤسس حزب الاستقلال هو نفسه الذي سيردم التراب على قبر حزب الاستقلال!!.
*كاتب صحفي ومحلل سياسي