فاس أعطت الكثير لألعاب القوى، ويكفي هنا ذكر سعيد عويطة، وخالد السكاح، ورشيد لبصير، وإبراهيم الحلافي، فضلا عن سفيان البقالي.
يونس الخراشي
لم يكن ما وصل إليه العداء المغربي، سفيان البقالي، مفاجئا لـ”أهل فاس”. فهو ابن العاصمة العلمية للمغرب، وأهلها يعرفون جيدا مساره، وكانوا يتوقعون تألقه في يوم من الأيام. ثم إن فاس هي المدينة التي خرجت أول عداء يهدي ميدالية للمغرب في تاريخه الأولمبي، وهو الراحل عبد السلام الراضي (فضية ماراثون أولمبياد روما 1960).
كما أنها أعطت الكثير لألعاب القوى المغربية والعالمية، ويكفي هنا ذكر سعيد عويطة، وخالد السكاح، ورشيد لبصير، وإبراهيم الحلافي، فضلا عن سفيان البقالي، صاحب الذهبية الأولمبية لسباق 3 آلاف متر موانع بأولمبياد طوكيو 2020 (نظم سنة 2021، إذ أجل سنة بسبب الجائحة).
يقول عبد القادر قادة، مدرب البطل العالمي والأولمبي هشام الكروج، في السياق (تصريح خاص):”شخصيا ترعرعت كعداء في فاس، قبل انتقالي إلى نادي الأولمبيك بمدينة الرباط.
وما لا يعرفه كثيرون هو أن نادي الاتحاد الرياضي الفاسي تأسس سنة 1914، وهو واحد من أعرق الأندية المعروفة في المدينة مثل المغرب الفاسي والدفاع، وغيرها.
وهي الأندية التي أنجبت عددا مهما من الأبطال، مثل عويطة والسكاح ولبصير وأسماء الغزاوي، إلى جانب سفيان البقالي”، ويزيد موضحا:”أظن شخصيا أن فاس تتوفر على ثقافة الجري.
والدليل على ذلك أنك تجد عددا من عدائي الماراثون، مثل بنبركة الذي مثل المغرب في أولمبياد 72، على ما أظن، وهو بالمناسبة من الاتحاد الرياضي الفاسي.
كما أن صاحب الرقم القياسي الوطني لسباق 3 آلاف متر موانع سابقا هو العداء حمادة، فضلا عن الصوصي العلوي، الذي اشتهر بالتخصص في سباقات الموانع، إلى جانب عدائين آخرين مثلوا المغرب دوليا في سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي”.
ثم يمضي شارحا أكثر:”إلى جانب هذا الإرث، الذي يمتد إلى ما يزيد عن 100 سنة من التعاطي مع الجري، فإن المنطقة في حد ذاتها تمثل عاملا مساعدا.
فمدينة فاس محاطة بجبال الأطلس والريف، وأبناؤها، فضلا عن أبناء الضواحي، يتمتعون بالقوة الجسمانية الهائلة التي تؤهلهم كي يصبحوا أبطالا”.
من مواليد هذه المدينة الفريدة، يوم 7 يناير 1996، سينطلق سفيان البقالي، شأنه شأن العدائين الذين سبقوه إلى المضامير العالمية، من المدرسة، ثم من ناد صغير؛ اسمه “أهل فاس”، إثر عملية تنقيب تعليمية، ليكون بذلك “صناعة محلية خالصة”، يعود الفضل فيها إلى حيه “حي المرجة”، ومدرسته، وناديه، وأساتذته؛ سواء في المدرسة أو في النادي، قبل أن يلتحق، سنوات في ما بعد، بمعهد ألعاب القوى بالرباط، العاصمة، ليصنع على عيني مدربه، كريم التلمساني، في جو احترافي. ويصبح واحدا من كبار العدائين المغاربة، والعالميين، المشهود لهم بالقوة والكفاءة.
“سفيان البقالي من أبناء نادي أهل فاس”، يقول عبد الرحيم بورمضان، الماراثوني العالمي السابق، وأحد من ساهموا في تأسيس النادي، ثم يوضح (تصريح خاص):”أعتقد أن فكرة تأسيس نادي أهل فاس تعود لعبد ربه، بمعية أصدقاء وزملاء، مثل يوسف الفيلالي، ورشيد لبصير، والصوصي العلوي، وإبراهيم الحلافي.
أما كريم التلمساني، فهو من سيشرف على تدريب العدائين”. ويواصل، متحدثا عن بدايات البقالي:”بالنسبة إلى سفيان، فقد بدأ مع النادي سنة 2009، من فئة الصغار. كان متميزا في العدو، واكتشفه مدربه كريم التلمساني في سباقات مدرسية. ومنذ سنة 2011 سيبرز في العدو الريفي (سباق الضاحية)، الذي جرى بمنطقة تسمى العرجات”.
ولأنه ينتمي، شأنه شأن بقية العدائين المغاربة العالميين الكبار، إلى أسرة بسيطة، فقد رأى في الجري، ومن البداية، وسيلته الأفضل كي يحسن مستواه الاجتماعي. وكرس لديه رهانه ذلك الشعور المثير الذي خلفه لديه فوز البطل العالمي والأولمبي، هشام الكروج، صيف سنة 2004، بميداليتين ذهبيتين أولمبيتين (في سباقي 1500 و5 آلاف متر). فقد كان البقالي، حينها، يتابع الألعاب الأولمبية، وانبهر كثيرا بالإنجازين.
واستقر في عقله الباطن أن يكون عداء، وبطلا، وبالتالي يصبح من المشاهير، ويترقى اجتماعيا، ويرقي أسرته المتواضعة للغاية.
ومن حسن حظ البطل الفاسي، حينها، أن مكتشف موهبته، كريم التلمساني، هو بالذات من سيؤطره، ويشرف على تداريبه، ويتحمل مسؤولية إيصاله إلى شط الحلم الذي بنى عليه “البطل الصغير” كل آماله المستقبلية.
يقول بورمضان:”كريم التلمساني، الذي انطلق نادي أهل فاس تحت إشرافه، مدرب كبير، وصاحب خبرة غنية جدا. فقد جاور عددا من العدائين الممتازين، فضلا عن أنه درب عددا من الرياضيين الذين كان لهم شأنهم؛ ضمنهم على الخصوص مريم العلوي السلسولي، وابتسام لخواض، وحنان أوحدو، وغيرهن. والحق أن كريم التلمساني، وهو يشرف على تداريب سفيان البقالي، لم يعامله باعتباره مدربا، بل يمكنني المجازفة بالقول، إن كريم كان بالنسبة إلى البقالي أبا”.
وهو ما يؤكده البطل الأولمبي، حين يقول، في حديث سابق له مع عبد الإله أوبا، الإطارال تقني في الاتحاد المغربي (على موقع فيسبوك):”كريم التلمساني جعلني أعيش الأحلام قبل أن تصبح واقعا على الأرض. لقد كان يؤكد لي باستمرار أنني سأكون بطلا”.
تلك الأبوة، التي أسبغها كريم التلمساني، منذ البدايات، على العداء الصغير، هي التي ستجعله يشعر بالأمان، وستحميه من المزالق، كما أنها ستهيء له النفقات الضرورية للباس الرياضي، وللسفريات، بحيث كان مطلوبا منه المشاركة في السباقات الجهوية، وليس المحلية فقط.
وكان الأمر يتطلب السفر عبر أنحاء المغرب الشاسع، ليختبر قدراته إزاء بقية العدائين في سنه، وفئته، فيعرف ما إن كان يتقدم نحو تحقيق حلمه، أم يلزمه تصحيح شيء ما في التداريب، لغرض المضي قدما. وهو ما سيؤكد بأن البقالي يملك “جينات البطولة”، فقط يلزمه سنوات من العمل والصبر.
في سنة 2012 سيتخصص البقالي في سباق 3 آلاف متر موانع، إذ ستكون البداية بسباق 2000 متر موانع، الذي سيحقق فيه توقيتا قدره 5 دقائق و53 ثانية، ضمن سباق فدرالي بمدينة فاس. أما في سنة 2013، فسيكون على موعد مع أول سقطة في مساره الرياضي، أشبه ما تكون بتلك التي فاجأت الكروج في أولمبياد أتلانتا، سنة 1996، وهو في أوج بدايته.
يقول بورمضان:”كان البقالي مرشحا للمشاركة في بطولة العالم للفتيان، ولكن كان يتعين عليه أن يتفوق على منافسه هشام شملال. ومع أن سباقه كان جيدا، غير أنه اصطدم بالحاجز في آخر لفة، وسقط أرضا، مما ضيع عليه فرصة أن يكون حاضرا في بطولة العالم. غير أنه لم يستسلم، بل بالعكس، أدرك سنة استثنائية في 2014، وهو يدخل رابعا في بطولة العالم للشباب، التي جرت بأوريغن الأمريكية، بتوقيت 8 دقائق و33 ثانية”.
ورغم أن البقالي سيُطلب، بعد ذلك الإنجاز، في المعهد الوطني بالرباط، ثم سيلتحق به في ما بعد، غير أنه سيبقى وفيا لشيئين لا فصال فيهما بالنسبة إليه؛ مسقط رأسه، مدينة فاس، ومدربه ووالده الثاني، كريم التلمساني، مؤكدا بذلك ارتباطه بالمحلية التي ستوصله إلى العالمية. وهكذا، وكي يحافظ على “شعرة معاوية” مع الاتحاد المغربي لألعاب القوى، الذي سيقدم له منحة مالية مهمة، سينتقل إلى أكاديمية محمد السادس بمدينة إيفران، ضاحية مدينة فاس، ودائما تحت إشراف المدرب كريم التلمساني.
وهذه المرة نحو أفق آخر، وهو المشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية.
هكذا إذن، فقد راح ذلك العداء الحالم، الذي كان يطلق عليه بعض أهل الحي حيث ولد “عود الريح” (حصان الريح)، ويسميه الآخرون باختصار “عويطة”، تيمنا بالبطل العالمي والأولمبي الشهير، الذي انطلق أيضا من مدينة فاس، يقترب أكثر فأكثر من حلمه الكبير، بأن يصير، في يوم من الأيام، كمثله الأعلى هشام الكروج. يقول بورمضان:”أكمل البقالي تداريبه بمدينة إيفران، ليبقى قريبا من فاس. وفي سنة 2015 بدأ التألق دوليا، ليحقق، في سنة 2016، إنجازا سيكون له ما بعده، وهو الوصول إلى نهائي سباق 3 آلاف متر موانع في دورة ريو ديجانيرو الأولمبية بالبرازيل، وينهيه رابعا”.
كان مفترضا أن يدرك البقالي، مباشرة بعد ذلك، قفزة كبرى في مسيرته الرياضية. غير أنه لم يفعل. ويحكي، في لقائه مع عبد الإله أوبا، بأن مدربه كريم التلمساني كان يأتي عليه وقت يلقي، أثناء الحصص التدريبية، بالعداد، مستشيطا بالغضب، ويقول له، عساه يحفزه أكثر وينبه إلى حقيقة موهبته الفريدة، “أنت تملك رقميا قياسيا عالميا بين قدميك”؛ وبالتالي فأنت مطالب بالمزيد من المثابرة، وألا تصاب بالإحباط، مهما كانت المشاق، وستصل إلى مبتغاك بعد حين.
وكم كانت تلك النصيحة مفيدة للبقالي، الذي خسر رهانه على بطولة العالم بلندن سنة 2017، حيث سيحرز الفضية عوض الذهبية، ثم في بطولة العالم بالدوحة سنة 2019، وهو يحرز النحاسية فقط، ثم وهو يخسر لقب الدوري الماسي.
فقد كان يلزمه المثابرة والصبر بالفعل، وهذه المرة من أجل شيء أكبر بكثير، وهو الميدالية الذهبية الأولمبية، لا سيما وأن الرهان لم يكن، في تلك الأثناء، رهانه بمفرده، أو هو ومدربه كريم التلمساني، وحسب. بل كان رهان كل “أهل فاس”، بل كل المغاربة، ومعهم كل العرب والأفارقة، ممن توسموا فيه القدرة على الصعود إلى منصة التتويج الأولمبية، وبالتالي التجسيد الفعلي لمقولة “من المحلية إلى العالمية”.
ولم يخب الظن في البقالي. فقد اشتغل البطل، وهو يقيم بمدينة إيفران، أكثر، متمثلا ذلك النوع من السباقات الذي اختاره له مدربه كريم التلمساني من البداية؛ القفز على الحواجز، أو القفز على العراقيل والمعاناة، أو القفز على كل شيء صعب نحو حياة أفضل. يقول سعيد عويطة، البطل العالمي والأولمبي الشهير، عن ذلك (تصريح خاص):”كنت في مدينة إيفران، فشهدت على عمله الدؤوب، ذلك أنه يشتغل كثيرا دون أن يمل. كما أنني شهدت على صبره الكبير في التداريب، وقدرته على التحمل.
وبطبيعة الحال يعود الفضل في ذلك إلى مدربه، كريم التلمساني، وإلى الاتحاد المغربي لألعاب القوى”.
فبتاريخ 10 يونيو 2021، سيحقق العداء المغربي أفضل إنجاز عالمي في سباق 3 آلاف متر موانع، ضمن ملتقى روما، بالدوري الماسي، بتوقيت 8 دقائق و8 ثوان 54 جزءا من المئة.
وهو الإنجاز الذي سيؤكده يوم ثاني غشت 2021 بطوكيو، حين سينهي سباق 3 آلاف متر موانع، بالملعب الأولمبي بالعاصمة اليابانية، بتوقيت 8 دقائق و8 ثوان و90 جزءا من المئة، محرزا بذلك الميدالية الذهبية الأولى في مساره الرياضي، ومدركا الحلم الذي راوده منذ الصغر، بأن يصيرا في يوم من الأيام مثل الكروج.
وما أن عاد البطل الأولمبي إلى المغرب، إذ حطت به الطائرة في مطار الرباط، حتى سارع نحو مدينته الأولى فاس، حيث استقبله “أهل فاس” بطريقتهم الخاصة، في حفل بهيج، تخطى كل البروتوكولات المعمول بها تفاديا لتفشي جائحة كورونا.
يقول عبد القادر قادة، مدرب البطل العالمي والأولمبي هشام الكروج، في السياق:”في تقديري أن البقالي كان يملك القدرة على تحطيم الرقم القياسي العالمي في هذه السنة. ولو أنه اشتغل في هذا المنهاج ما أن عاد من الألعاب الأولمبية، لأمكنه ذلك.
غير أن نشوة الفوز بالميدالية الأولمبية، وهي إنجاز كبير، فضلا عن الاستجابة لكثرة الاستضافات، لم تجعله يركز على الرقم القياسي العالمي.
كان يفترض أن يركز عليه، وبعد شهر فقط يحطمه. مع ذلك، أظن أنه يملك امتياز السن والخبرة الآن، وبالتالي فما زال أمامه متسع ليعطي أكثر، ويشارك في دورة أولمبية أخرى، ويفوز بالذهب”.
بعد الإنجاز، ورغم أنه كان على حساب الكينيين، الذين احتكروا الذهبية الأولمبية لسباق 3 آلاف متر موانع لدورات كثيرة، فضلا عن أن العداء الكيني، بنيامين كيجن، حل ثالثا وراء البقالي، فقد كتبت بعض الصحف في كينيا تقول “إن البقالي يستحق الميدالية الذهبية”.
وهو ما أكده سعيد عويطة، إذ قال:”ما حققه هذا البطل إنجاز كبير جدا”، ثم مضى يعدد مميزاته بالقول:”سفيان البقالي، الذي ينتمي إلى فاس، حيث برز عداؤون عالميون وأولمبيون وأصحاب أرقام قياسية عالمية، لا حصر لهم، بفعل طبيعتها وتضاريسها المميزة، يتميز عني، وعن بقية العدائين، مثل الراضي والسكاح ولبصير، بكونه أطول منا جميعا.
فبينما كنا نحن بين متر و70 إلى متر و76 سنتمتر، يبلغ طوله متر و88 سنتمترا”، ثم راح يفصل في الجانب التقني، فيقول:”هو يحتاج إلى العمل أكثر من العدائين أصحاب القامات المتوسطة على الإيقاع، إذ لا يمكنه، مثلا، أن ينجز السرعة النهائية في آخر 100 أو 150 مترا، بل يتعين عليه دائما، بحكم عدم توفره على الفينيش، أن يبادر إلى الانطلاق نحو خط النهاية من 300 متر أو 250 مترا تقريبا.
ذلك أن خطواته تحتاج، بحكم طوله، إلى أن يعطيها بعض الوقت كي توفر له السرعة والإيقاع. شيء آخر يميز البقالي عنا نحن، الذين تخصصنا في السباقات ما بين 800 متر إلى الماراثون، هو أنه تخصص في سباق 3 آلاف متر موانع، وهذا يحتاج إلى شيئين: القفز السليم على الحواجز، والإيقاع”.
كان عزيز داودة، أشهر مدير تقني وطني في تاريخ ألعاب القوى المغربية، يفتخر، باستمرار، بأن أم الرياضات المغربية نجحت بتوابل محلية خالصة، واستطاعت أن تصل إلى العالمية؛ سواء عبر بطولة العالم أو عبر الألعاب الأولمبية، أو في الملتقيات الدولية، أو في العصبة الذهبية أو الماسية، أو غيرها، مؤكدة بذلك أنها مدرسة جديرة باسمها، وبأن المحلية هي التي تصنع العالمية. وإذ برز اسم سفيان البقالي، وبالطريقة التي برز بها، ليحرز للمغرب ميدالية ذهبية أولمبية بعد غياب عن الدرجة الأولى لمنصة التتويج الأولمبي؛ من 2004 حين فاز هشام الكروج بذهبيتي سباقي 1500 و5 آلاف متر إلى 2021 موعد الذهبية في سباق 3 آلاف متر موانع، تأكد بالفعل أن المدرسة المغربية لألعاب القوى جدرية باسمها.
ولم تخطئ اللجنة الأولمبية الدولية حين أفردت لسفيان البقالي، ابن حي المرجة بمدينة فاس، تقريرا خاصا، بنته على تداريب اختبارية أجريت له، لتخلص إلى أنه يتميز بقدرات بدنية فريدة، وتناسقا في بنيته الجسمية، فضلا عن قوة الشكيمة، ممتدحة مثابرته في العمل. فالنتيجة كانت كبيرة للغاية، إذ جمع البطل بين الحسنيين، من جهة فاز بالذهب الأولمبي، ليضيفه إلى الرصيد المهم لألعاب القوى المغربية، ومن جهة ثانية، أزاح بساط سباق 3 آلاف متر موانع من تحت أقدام العدائين الكينيين. أكثر من ذلك، فمثلما يؤمن البطل بأنه يملك القدرة على المضي أبعد من ذلك، يؤمن كل التقنيين المغاربة، من ذوي الاختصاص في أم الرياضات، بأنه يستطيع بالفعل أن يتألق في دورة باريس الأولمبية لسنة 2024.
ولم لا في الدورة التي بعدها؟ ألم يحاول البقالي أن يظفر بذهبية سباق 1500 متر، هي الأخرى، في دورة طوكيو؟
هكذا هم الأبطال. لا يتوقفون أبدا عن الحلم. فكيف بمن كان القفز على الحواجز رياضته المفضلة؟.
*بورتريه الزميل هشام الخراشي كتبت سنة 2021 وتعيد جريدة le12 نشره دعم لنشر الثقافة الرياضية.