تتواصل في ألمانيا السبت حملة ملاحقة منفذ هجوم بسكين أوقع ثلاثة قتلى وتسبب باصابة خمسة أشخاص بجروح مساء الجمعة خلال مهرجان في مدينة زولينغن بغرب البلاد.

لا تزال دوافع هذه الجريمة غير معروفة وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر السبت ان “أجهزة الأمن تقوم بكل ما بوسعها لتوقيف منفذ الاعتداء وتحديد” الأسباب.

وعبرت عن “صدمتها الشديدة” لهذا “الاعتداء الوحشي” الذي وقع عند الساعة 21,40 (19,40 ت غ) الجمعة فيما كان آلاف الاشخاص متجمعين أمام مسرح أقيم في وسط المدينة لإطلاق عدة أيام من الاحتفالات.

وأعلنت شرطة مدينة دوسلدورف المجاورة في بيان نشر فجر السبت أن “الشرطة تبحث حاليا عن المنفذ”. وأضافت أنه يجري “استجواب الضحايا والشهود حاليا“.

من جهته قال وزير الداخلية المحلي هربرت رويل خلال تفقده لموقع الحادث ليلا إنه “فجأة، قام رجل يحمل سكينا بطعن أشخاص عشوائيا وقتلهم“.

وأضاف “لا أحد يعرف الأسباب، لا يمكننا أن نقول أي شيء في الوقت الحالي حول الدوافع او الشخص” داعيا الى توخي الحذر بشأن طبيعة الهجوم.

وعلى منصة اكس، دعا المحققون السكان الى تزويدهم باي معلومات تتيح المساعدة في اعتقال المشتبه به الفار، بما يشمل صور وأشرطة فيديو.

وقال ألكسندر كريستا المتحدث باسم شرطة فوبرتال لصحيفة بيلد “طعن المهاجم أشخاصا بشكل عشوائي بسكين“.

وتجري حاليا “عملية كبيرة” لمحاولة العثور على المشتبه به، وفق ما قالت متحدثة باسم شرطة دوسلدورف لوكالة فرانس برس. وتم “تطويق جزء كبير من المكان” بحسب المتحدثة، بعد الهجوم الذي وقع خلال الاحتفال بالذكرى الـ650 لتأسيس هذه المدينة في مقاطعة شمال الراين وستفاليا.

وانتشرت الشرطة في المكان مدعومة بسيارات طوارئ، وطلبت من الناس تجنب المنطقة، وفقا لمحطة “زي دي إف“.

وقالت مصورة في فرانس برس إن الشرطيين الذين انتشروا في المكان ليل الجمعة السبت كانوا يعملون بمساعدة عناصر من القوات الخاصة. وذكرت أن مروحية كانت تشارك أيضا في العمليات.

وقالت متحدثة باسم الشرطة في مدينة دوسلدورف، لوكالة فرانس برس في وقت باكر السبت، إن عملية المطاردة المستمرة للمشتبه به قد امتدت إلى خارج زولينغن، مشيرة إلى وضع عدد من الحواجز على الطرق.

وذكرت المتحدثة أنه لا يوجد حتى الآن أي وصف تفصيلي للمشتبه به، لافتة إلى أن الشرطة تسعى للحصول على معلومات حول الهجوم بما في ذلك أي صور ومقاطع فيديو.

وكتب رئيس البلدية تيم-أوليفر كورزباخ على الموقع الإلكتروني للمدينة “الليلة نحن جميعا في حالة صدمة ورعب وحزن شديد في زولينغن”، مضيفا “أردنا جميعا الاحتفال بالذكرى السنوية لمدينتنا معا والآن لدينا قتلى وجرحى نأسف لسقوطهم“.

وتابع “ينفطر قلبي لوقوع هجوم في مدينتنا. عيناي تدمعان لدى تفكيري في من فقدناهم.أصلي لجميع من يواصلون النضال من أجل حياتهم“.

وشكر كورزباخ أجهزة الطوارئ على عملها في مكان الواقعة، مبديا تعاطفه مع من كانوا شاهدين على الهجوم.

تقع زولينغن التي يزيد عدد سكانها عن 150 ألف نسمة، قرب دوسلدورف شمالي كولونيا.

وكان الناس قد تجمعوا في المدينة مساء الجمعة في اليوم الأول من “مهرجان التنوع” الذي كان مقررا أن يستمر ثلاثة أيام حتى الأحد، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني لهذا الحدث.

وكان مقررا أن يضم المهرجان عروضا موسيقية ومسرحية وفعاليات أخرى يشارك فيها كوميديون.

وكان متوقعا حضور ما يصل إلى 75 ألف زائر على مدار الأيام الثلاثة.

لكن المنظمين أعلنوا أن الاحتفالات في زولينغن ألغ يت بسبب الهجوم.

وذكرت صحيفة “سولينغر تاغبلات” المحلية أنه بعيد الساعة 22,00 (20,00 ت غ)، صعد أحد المنظمين على خشبة المسرح لمقاطعة الحفل الذي بدأ مساء الجمعة بعرض ضوئي مصحوب بحفلات موسيقية في ساحة بوسط المدينة.

وقال المنظم إن ثمة مسعفين يحاولون إنقاذ حياة عدد من الأشخاص. واستجاب آلاف الزوار لدعوته إلى مغادرة المكان بهدوء، حسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن فيليب مولر وهو أحد المنظمين قوله إن “الناس غادروا المكان في حالة صدمة لكن بهدوء“.

كما قال شاهد عيان للصحيفة إنه كان موجودا على بعد أمتار قليلة من الهجوم، ليس بعيدا من مسرح الحفل، وإنه “فهم من تعبير وجه المغنية أن ثمة خطبا ما“.

وأضاف الشاهد لارس بريتزك “من ثم، سقط شخص على بعد متر واحد مني”. وروى أنه اعتقد في بادئ الأمر أن الأمر يتعلق بشخص مخمور، لكن عندما استدار، رأى أشخاصا آخرين ممددين أرضا وشاهد بركا من الدماء.

وظلت السلطات الألمانية في حالة تأهب خلال السنوات الأخيرة في مواجهة تهديد إرهابي مزدوج ذي توجه جهادي ويميني متطرف.

ويعود الهجوم الجهادي الأعنف حتى الآن على الأراضي الألمانية إلى كانون الأول/ديسمبر 2016 حين قتل 12 شخصا صدما بشاحنة في سوق لعيد الميلاد في وسط برلين. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الاعتداء.

وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023، اعتقل ثلاثة رجال يشتبه بأنهم إسلاميون كانوا يعتزمون تنفيذ اعتداء بواسطة “سيارة” ليلة رأس السنة ضد كاتدرائية كولونيا (غرب).

وثمة تهديد آخر يحدق بالبلاد يتمثل باليمين المتطرف، بعد هجمات دامية عدة سجلت خلال السنوات الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *