بخلاف أبطال باقي التخصصات، يكاد حضور أبطال ألعاب القوى في التظاهرات التي تتخذ طابعا فلكلوريا يكون ضعيفاً، وهذا يساعدهم على الإبقاء على تركيزهم مواصلة التداريب.

*حسن العطافي

بغض النظر عن سوء التسيير على المستوى الجامعي، ينبغي الإقرار بأن أبطال ألعاب القوى المغربية يشكلون استثناء، لكونهم يعمرون طويلا في عالم النجومية.

بينما لا يعمر أبطال عدد الرياضات المغربية طويلا في عالم النجومية، يبقى أسود الحلبة استثناء ينبغي أن تؤخذ منه العبرة.

لا خلاف بخصوص كون الوسط لا يساعد على ما سلف ذكره، فبينما تنتهي اللحظة السعيدة التي يولدها الظفر بلقب أو ميدالية نحكم على البطل بالعيش في عالم غير معتاد وغير مساعد أيضا.

لأننا نحول أبطالنا إلى عنصر يسهم في تأثيث المشهد في المهرجانات وحفلات الزفاف والختان و… وفي حال لم يلبوا الدعوة نعتبر ذلك تكبرا.

فلا شك أنكم تلاحظون أن حضور الكثير من الأنشطة والحفلات يصبح علامة مميزة لحياة رياضيين بعد التألق، وهذا يفقدهم التركيز، ويبعدهم عن نشاطهم ونظام الحياة والتغذية والتداريب.

يمكن أن نتحدث على سبيل المثال عن أبطال الملاكمة الذين حصلوا ميداليات أولمبية، إذ لم يتكرر صعود الأخوين عشيق والطاهر التمسماني إلى البوديوم، والمهدي وتين الذي أعطى إشارات حول بطل كبير قادم، لكن بقينا ننتظره ولم يأت.

تكرر ذلك مع محمد الربيعي، الذي انتظرنا معه ذهبية أولمبية بعد اللقب العالمي، لكن ذلك لم يتحقق.

في نظري المتواضع ما نجحنا فيه على صعيد ألعاب القوى لا يمكن أن نعجز عنه في رياضات أخرى، رغم أنه لكل صنف رياضي خصوصياته.

بخلاف أبطال باقي التخصصات، يكاد حضور أبطال ألعاب القوى في التظاهرات التي تتخذ طابعا فلكلوريا يكون ضعيفاً، وهذا يساعدهم على الإبقاء على تركيزهم مواصلة التداريب.

ويمكن القول ان موسم ألعاب القوى الدولية يساعد على ذلك، فبعد دورات الألعاب الأولمبية وبطولة العالم تتواصل المنافسات في الملتقيات الدولية، وبانتهاء العصبة الماسية تبدأ العطلة السنوية التي تختتم في أكتوبر، لتنطلق عملية التحضير، وما يرافقها من متاعب ومشاكل وإصابات وتحمل الضغوطات والمنغصات، وما أكثرها في عالم الرياضة المغربية.

صحيح أنه حتى في ألعاب القوى خفت نجم بعض الأبطال بسرعة، لكن هذا يعد استثناء طالما أننا عشنا سنوات مع نجومية سعيد عويطة وخالد السكاح وهشام الكروج وصلاح حيسو ونزهة بدوان والأخوين بولامي وغيرهم.

ربما كان على الوزارة الوصية واللجنة الأولمبية، التي تظهر وتختفي وتتعامل مع حملات النقد بسياسة النعامة، التعاطي بالجدية اللازمة واستلهام ما يمكن استلهامه وإنجاز الدراسات عسى سنواتنا الأولمبية تتغير، ويصبح لدينا رياضيون متألقون بعمر افتراضي أكبر.

لا بد أن أختم بأن بعض الرياضيين يتحملون مسؤولية التواضع بعد التألق، لأنهم يغيرون نمط حياتهم ويطلقون العنان للسهر وتغيير السيارات، انتقاما مما عاشوه قبل التألق، فتمر مرحلة التألق والنجومية كالطيف وينتهي كل شيء.

*قيدوم الصحفيين الرياضيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *