في الألفية الماضية كنا في المغرب، تنتقد اللجنة الوطنية الأولمبية لأنها كانت تختفي كثيراً ونادراً ما تستيقظ من سباتها.
لكنها مع ذلك لم تكن تدع الراغبين في تغطية الالعاب يذهبون في اتجاه المجهول.

*حسن العطافي

علينا أن نكون صرحاء، ونؤكد أن ضعف النتائج في الأولمبياد رافقه ضعف التغطية الإعلامية.
الإخفاق تكرسه العودة بميدالية ذهبية واحدة بفضل البطل الكبير سفيان البقالي، الذي يثبت في الوقت الراهن أنه لا يشق له غبار.

وكذلك برونزية المنتخب الأولمبي لكرة القدم التي لا نريد لها أن تظل استثناءً أو يتيمة على غرار كأس إفريقيا للأمم لأن اللقب الوحيد الذي يوجد في حوزتنا يعود إلى سنة 1976.

لم يكن ما سلف الدليل الوحيد على إخفاقنا في دورة باريس، لأننا مع الأسف أثبتنا إخفاقنا إعلاميا ولم نكن متخصصين في رياضة ألعاب القوى.

ألعاب القوى، التي كنا نعتبر بفضلها كمغاربة قوة عالمية،
قبل أن يهرب “الريزو لهذه الرياضة في عهد أحيزون، إذ لم يعد أبطالنا نجوماً تتلألا في سماء الملتقيات “ولا هم يحزنون” .

بل أصبحوا عاجزين عن إحتلال منصات التتويج فقط، إذ أصبح تأهل عدد منهم للنهائي يعتبر إنجازا “.
نعم أخفقنا إعلاميا لأننا لم نتواصل مع المواطنين قبل

دورة باريس على نحو جيد وتركناهم فريسة الانتظار.
كانت هناك مشاركات من أجل المشاركة، وكانت غيابات غير مبررة لأبطال الملاكمة والتيكواندو في صنف الذكور، والتنس و…

في الألفية الماضية كنا تنتقد اللجنة الوطنية الأولمبية لأنها كانت تختفي كثيراً ونادراً ما تستيقظ من سباتها.
لكنها مع ذلك لم تكن تدع الراغبين في تغطية الالعاب يذهبون في اتجاه المجهول.

إذ كانت تنظم دورات لفائدة الاعلاميين يتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية، وكان الخبراء يعرضون أمام الإعلاميين بعض الطرق التي يمكن إتباعها لتغطية المنافسات المتزامنة وكيفية المفاضلة وغيرها.
المشكلة أن الظفر بالذهاب أضحى هاجساً ونقطة خلافية.

لذلك لم نتقدم خطوات إلى الأمام على المستوى المهني وأخص هنا الإعلام المرئي.

كيف لنا ونحن بلد له سمعة طيبة على صعيد ألعاب القوى لم يكون إعلاميين قادرين على تتبع المنافسات وربط الانجازات الحالية بالسابقة والوقوف عند الكبوات.
فالمغرب الذي ذاع صيته في عدد من التخصصات لا يمكن إعتبار غيابه عن نهائي امراً عاديا.

لم أعد أتحدث عن الأخطاء اللغوية والركاكة في التعبير وغيره، لكن من واجب المشاهد المغربي على القنوات العمومية أن يفهم طريقة تدبير السباق ويعرف سبب الاخفاق وغير ذلك.

مر معنا أكثر بطل مغربي فرض وجوده عالمياً ولم نكون أو نحفز إعلاميا على التخصص في ألعاب القوى عبر الإطلاع على التاريخ وربط الحاضر بالماضي.
في نهائي 3000 متر موانع خاص سفيان البقالي وتندوفت السباق بتكتيك قريب من أسلوب هشام الكروج وعادل كاوش في نهائي1500 متر خلال دورة اشبيلية عام 1999.

إذ جرى إفساد التحالف الكيني الإسباني بفضل الايقاع المرتفع بفضل عادل كاوش، وبإعادة ما حدث من قبل الى الأذهان نقدم فائدة للجمهور ونؤكد أن التعاون بين العداءين ليس غريبا.

إن وصف مباريات كرة القدم والاهتمام بها حق طبيعي بإعتبارها الرياضة رقم 1 جماهيريا.

لكن عدم الإجتهاد لوصف رياضة هي رقم 1 بالنسبة لنا على مستوى الألقاب العالمية والأولمبية غير مقبول.

خصوصا ان ألعاب القوى تتطلب المتابعة والمهنية وتجعل الاعلامي في منأى عن الوصف الفلكلوري الذي يطبع وصف كرة القدم والتغطية على الهفوات.

ما أقوله ليس تنقيصا من زملاء من الجيل الحالي، لكن الارتقاء لنكون في مستوى أبطالنا العالميين ضروري.

فعندما يتيح لنا بطل عالمي مغربي فرصة التعليق على سباقة أو محاورته نكون سعداء لأنه يمنحنا بفضل الانتماء للوطن نفسه فرصة لا تتوفر الكثيرين في العالم.

*قيدوم الصحفيين الرياضيين المغاربة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *