حلت قبل قليل من يومه السبت في مطار الرباط- سلا، بعثة المنتخب الوطني الأولمبي، فيما كشف المدرب طارق السكتيوي، سر التألق في أولمبياد باريس والتتويج بالميدالية البرونزية.

 وقال السكتيوي، في تصريح للصحافة، إن هذا الإنجاز، هو ثمرة تظافر جهود جميع مكونات المنتخب الأولمبي والمنظومة الكروية.

وعبر السكتيوي، عن شكره لكل من كان وراء هذا التألق والانجاز غير المسبوق في تاريخ الكرة المغربية والعربية والافريقية.

بيد أن السكتيوي، خص الجمهور المغربي الذي ساند المنتخب في جميع مبارياته في فرنسا، بشكر خاص قائلا:” لا أخفيك سرا أن قلت لكم إن سر هذه العزيمة في التألق والتتويج، كان للحضور الجماهير المغربي في ملاعب فرنسا دورا كبيرا في تحقيقه”.

 وختم مدرب الأولمبي تصريحه بالقول: “لقد حققنا ما كنا قد خططنا له”.

 وفي كواليس وصول المنتخب الأولمبي الى مطار الرباط -سلا، أفاد مراسل جريدة le12.ma، من عين المكان، أن مدرب المنتخب الوطني للكبار وليد الركراكي والطاقم المساعد له، رافق المنتخب الأولمبي في رحلته من باريس الى الرباط.

 وظهر رشيد بنمحمود، المساعد الأول لوليد الركراكي، أمام كاميرا الصحافة في مطار الرباط-سلا، قبل أن يعود مسرعا الى القاعة الشرفية، حيث تتواجد البعثة المغربية.

 وحضر العشرات من جماهير المنتخب المغربي أغلبهم من عائلات اللاعبين، لاستقبالهم في المطار،  بالورود وعلى أنغام الدق المراكشية.

وبعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس الماضي، برقية تهنئة إلى أعضاء المنتخب الوطني المغربي الأولمبي لكرة القدم، وذلك بمناسبة ظفره بالميدالية النحاسية خلال دورة الألعاب الأولمبية 2024 بباريس.

وقال جلالة الملك، في هذه البرقية، “فيطيب لنا أن نتقدم إليكم بتهانئنا الحارة بمناسبة ظفركم بالميدالية النحاسية خلال دورة الألعاب الأولمبية 2024 بباريس”.

ومما جاء في برقية جلالة الملك “ولايسعنا أمام هذا الإنجاز الأولمبي الأول من نوعه لكرة القدم المغربية إلا أن نشيد بما قدمتموه طيلة هذه البطولة من مستوى رفيع وأداء ماتع، وبما أبنتم عنه من روح تنافسية عالية، وغيرة وطنية صادقة تجسدت في عزيمتكم القوية على تأكيد المكانة المتميزة والمتألقة التي أضحت تحتلها رياضة كرة القدم المغربية قاريا ودوليا”.

وأضاف جلالته “وإذ نجدد لكم ولكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز المشرف أصدق تهانينا وتنويهنا، لنرجو لكم مزيدا من التألق وكامل التوفيق في مواصلة مشواركم الرياضي الواعد، مشمولين بسابغ عطفنا وسامي رضانا”.

وفي مباراة للتاريخ، تمكن المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم من الظفر بالميدالية البرونزية، بتغلبه على نظيره المصري، بستة أهداف للاشيء، في مباراة الترتيب التي جمعت بينهما، الخميس، على أرضية ملعب لابوجوار بنانت، في إطار الألعاب الأولمبية باريس 2024.

وسجل أهداف “أشبال الأطلس” كل من عبد الصمد الزلزولي (د 23) وسفيان رحيمي (د 26 و64) وبلال الخنوس (د 51) وأكرم النقاش (د 74) وأشرف حكيمي (د 87).

وتعد هذه أول ميدالية يحصل عليها المغرب في رياضة كرة القدم في سبع مشاركات أولمبية، حيث كان أفضل إنجاز له هو الوصول للدور الثاني في نسخة سنة 1972 بميونيخ.

وعرفت عناصر المنتخب الوطني الأولمبي كيف تمتص حماس المصريين في العشر دقائق الأولى من المباراة، حيث أتيحت أبرز فرصة لأحمد سيد (زيزو)، لكن الحارس منير المحمدي كان لها بالمرصاد، قبل أن يأخذ الأشبال بزمام المبادرة بداية من الدقيقة الـ 16 ليرغموا منتخب الفراعنة على الركون إلى الدفاع.

وبعد أن تكتل المنتخب المصري في دفاع مُتأخر، حاول زملاء عميد المنتخب أشرف حكيمي، عبر تبادل الكرات القصيرة، البحث عن هفوات في خط الدفاع المصري، حيث أتيحت أول فرصة للمنتخب الوطني في الدقيقة الـ 20 من ركنية نفذها حكيمي لكن المهاجم سفيان رحيمي لم يحسن التعامل معها.

واستمرت المحاولات المغربية خصوصا من الجهة اليمنى حيث أثمرت عملية تبادل للكرة بين بلال الخنوس وأشرف حكيمي عن تمريرة عرضية في اتجاه مربع العمليات، استقبلها عبد الصمد الزلزولي وأسكنها في الشباك بطريقة رائعة في الدقيقة 23.

وتوالت المحاولات المغربية لمضاعفة النتيجة وهو ما تحقق بعد ثلاث دقائق عن طريق رحيمي الذي سجل الهدف الثاني بعد عرضية على المقاس من الجهة اليسرى من الزلزولي، لتدبر بعدها العناصر الأولمبية ما تبقى من الشوط الأول بذكاء لتجنب تلقي أي هدف.

ومع بداية الشوط الثاني واصلت العناصر الوطنية الضغط على المنتخب المصري ليسجل بلال الخنوس الهدف الثالث في الدقيقة 51 بعد سلسلة مراوغات ويسدد كرة أرضية استقرت في الجهة اليسرى من مرمى الحارس حمزة حسين.

وفتح الهدف الثالث شهية المغاربة لزيادة الغلة في الدقيقة 64 عبر هداف البطولة، سفيان رحيمي الذي استغل تمريرة حاسمة من المتألق إلياس أخوماش، ليدون هدفه الثاني في المباراة والرابع للمنتخب الأولمبي.

ولم يكتف خط الدفاع الوطني بالذود عن الشباك بل ساهم أيضا في التهديف حيث تمكن أكرم النقاش من التوقيع على الهدف الخامس في الدقيقة 73 بعد تمريرة عرضية من الجهة اليسرى لرحيمي.

واختتم مهرجان الأهداف العميد أشرف حكيمي بكرة ثابتة من على بعد حوالي 30 مترا لتستقر الكرة في زاوية مرمى الحارس المصري، الذي لم يستطع التصدي لها في الدقيقة 87.

وسعيا لتحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق في تاريخ كرة القدم الوطنية، تصدر أبناء المدرب طارق السكتيوي المجموعة الثانية أمام المنتخب الأرجنتيني، ب 6 نقاط، بفوزين وهزيمة، ثم فازوا في دور الربع برباعية نظيفة على المنتخب الأمريكي، قبل أن يتعثروا في الدور نصف النهائي في مواجهة “لاروخيتا” بهدف مقابل هدفين.

وتجدر الإشارة إلى أن برونزية كرة القدم هي ثاني ميدالية للمغرب في أولمبياد باريس بعد فوز العداء المغربي سفيان البقالي بذهبية 3 آلاف متر موانع، الأربعاء، ليحتل بذلك المغرب المركز 46 في سبورة الميداليات.

أشاد الاتحاد الإفريقي بتتويج المنتخب الوطني بالميدالية البرونزية خلال دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، مؤكدا أن هذا التتويج، الذي يعتبر انجازا كبيرا لكرة القدم الإفريقية، يكرس مكانة المغرب كقوة كروية.

و واعترفا بتسيد المغرب للقارة، قال الاتحاد الإفريقي، في تغريدة نشرت مساء الجمعة على منصة (إكس)، إن ” المغرب صنع التاريخ في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024″.

وأضاف، في التغريدة المرفقة بصور احتفالات اللاعبين مع العلم المغربي، “أسود الأطلس هم أصحاب الميدالية البرونزية الأولمبية! هذا الفوز يعزز مكانة المغرب كقوة كروية ويعتبر إنجازا كبيرا لكرة القدم الإفريقية”.

و أكد الاتحاد الإفريقي، الذي حرص على الاحتفاء بإنجازات مختلف الأبطال الأفارقة خلال أولمبياد باريس على حسابه على منصة (إكس)، أنه “في ظل هذه الدينامية، تبدو استضافة كأس العالم 2030 واعدة للغاية”.

كتبت اليومية الرياضية (آس) أن المغرب دخل التاريخ بتتويجه أمس الخميس بالميدالية البرونزية في كرة القدم للرجال في أولمبياد باريس على حساب مصر (6-0)، مكرسا بذلك نفسه كقوة عظمى لكرة القدم الإفريقية.

وأضافت الصحيفة الإسبانية، في مقال بعنوان “المغرب يصبح عملاق كرة القدم الإفريقية”، أن المنتخب المغربي لكرة القدم حقق بهذا “الانتصار المدوي” إنجازا كبيرا وحقق هدفه المتمثل في الفوز بميدالية أولمبية لأول مرة.

وأردفت أن المنتخب المغربي أكد بذلك أنه “يمر بلحظة رائعة، بفضل مشروع قوي أثمر نتائج جيدة”.

وبعد أن ذكرت (آس) بالإنجاز الكبير الذي حققه أسود الأطلس في كأس العالم 2022 في قطر، عندما احتلوا المركز الرابع، أشارت إلى أنه بعد ذلك بعامين، فاز المغرب بالميدالية البرونزية بعد بطولة رائعة أظهر فيها إمكاناته منذ البداية، حيث تغلب على الأرجنتين.

واعتبرت أن المنتخب المغربي فرض نفسه في المباراة من أجل الميدالية البرونزية أمام نظيره المصري، “ليؤكد أن كرة القدم المغربية تعيش لحظة تاريخية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *