ونحن نضع أيدينا على قلوبنا مستنجدين بما يجوده به القواميس للتعبير عن المرارة والحسرة جراء تساقط ممثلينا في أولمبياد باريس كأوراق الشجر كانت جبال القوقاز شاهدة على تميز مغربي بنون النسوة من صنع امرأة مغربية من صنف خاص، امرأة تعشق التحدي وامتطاء صهوة ما يبدو مستحيلا حين يتعلق الأمر بامرأة اجتمع بين يديها ما تفرق بين أيدي غيرها.

نحن بصدد فتح صفحة جديدة من صفحات متسلقة الجبال وعاشقة التحدي هند زمامة، التي عادت أخيرا إلى أرض الوطن، بعد إنجازها المهم والملهم المتمثل في الارتقاء والصعود إلى قمة جبل البروز في جبال القوقاز الروسية لتضيفه إلى إنجازاتها السابقة وتواصل تدوين مذكرتها الذهبية بصعو القمم.

هي سيدة أعمال غير مزهوة بما حققته من إنجازات مهنيا واجتماعيا عبر تكوين أسرة ورثت التحدي والاجتهاد وتتطلع لتورثه للأحفاد ولي الأبناء.

لن نضيق شئا إذا قلنا إنا صانعة الإنجاز الأخير هناك في روسيا جدة لأنه سبق التعريف بذلك وهي في انتظار حفيدتها الثانية التي آثرت أن تقدم لها ولوالديها هدية قبل الميلاد.

تقول هند زمامة “أهدي هذا الإنجاز لحفيدتي التي سترى النور في الأيام المقبلة ولكل أفراد العائلة الذين كانوا خير سند لي محفزين لي ولفريق العمل الذي رأى أخيرا ثمرة جهده عبر نجاح المغامرة الجديدة التي تطلبت تضحيات وتحديات”، مواصلة لا أخفيكم سرا أن التحضيرات البدنية والنفسية لهذا النوع من المغامرات يتطلب الكثير، ، إذ علنا امتداد شهور لنحون جهزين من النواحي”.

بعد تحدي كليمنجارو في العمق الإفريقي “كان لا بد لنا أن نعد لتجربة مختلفة شكلا ومضمونا”، ولم يكن ما قالته زمامة مفاجئا لأنها امرأة تستحق لقب عاشقة التحدي، لأنها لا تقتنع بما تأتى وتطمح دائما إلى المزيد، طالما أن النجاح مهنيا لا يلغي نجاحات أخرى، ولا يحول دون مواصلة الرياضة بصيغ أخرى لا علاقة لها لا بالسن ولا بالوضع الاجتماعي.

فالتوقف عن مماسة العدو والتنافس لا يعني نهاية الحياة، بل بداية تجربة تختلف في الشكل، لكن لها طعم خاص.

انطلاقا مما سلف تنزع هند زمامة عنها جلباب سيدة أعمال، وأم لثلاثة أبناء وجدة، تنتظر حفيدتها الثانية، فهي لا ترى أنها وجدت لتدرس وتشتغل وتنجح في مجال تخصصها وتتزوج وتنجب، بل أيضا لتكون رمزا للنجاح والتألق والتحدي، وترفع لواء عائلة منحتها الدف والعناية وتعد بمثابة معد نفسي وذهني لا محيد عنه، وأيضا لتكون فخرا لمحيطها.

هند زمامة عاشقة التحدي ترفع السقف عاليا أمام هذا المحيط كما تقدم للمرأة المغربية نموذجا يحتذى، في درب النجاح.

بعد شهور من التداريب والعناء وتحدي كل ما من شأنه إعاقة المسار خصوصا الإصابات التي تكون أول خصم للرياضيين دقت ساعة الحسم وشدت هند الرحال في صمت إلى روسيا وهناك صنعت ما جعلها فخورة بنفسهها ووسطها العائلي، وجعل المغاربة يفخرون بها.

عن سبب إحاطة مشاريع التحدي بالسرية قالت: “هذا اختيار، إنه في الواقع قرار واختيار، فأنا أغضل دائما أن أفاجئ الجميع بما أحققه أشركهم معي فرحة كسب التحدي، على أمل كسب مزيد من التحديات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *