محمد سليكي

 

يبدو أن عاصمة الأنوار لن يكتب لها أن تكون مكتملة الأضواء حتى تكون بحق واحدة من العواصم الإفريقية والعربية والمتوسطية، المشرفة، كما تريد لها أعلى سلطة في البلاد، التي لا تكتفي في كل مرة بتوجيه وتتبع تنزيل مشروع عاصمة الأنوار، بل بتغيير رجل السلطة الأول في الجهة، بغرض ضخ دماء جديدة في الإدارة الترابية بكفاءات جديدة، تنشد التنمية وتتقيد بالقانون..

غير خاف على أحد أن تدبير سلطات الرباط، السيء و البعيد عن احترام القانون، والغارق في سوء الحكامة، لملف النقل الحضري، قاد قبل سنوات إلى حصد مشاكل لا تعد ولا تحصى، كان عنوانها الأبرز إفلاس شركة “فيلوليا”.

لقد مات الوالي العمراني رحمه الله، الذي كان يدافع، ضدا على جميع الأصوات، على تفويت قطاع النقل الحضري لشركة” فيلوليا”، ولم يدفن بعد الإرث الثقيل لهذه الشركة “المفلسة”، من الأزمات والاعطاب والخسائر التي “شوهت عاصمة الأنوار” بين العواصم.

لم يُنصت الوالي العمراني، وقتذاك، إلى المهنيين، الذين تقدموا له بمشروع إنقاذ العاصمة من أزمة النقل الحضرية، ولا إلى الناخبين في جماعتي الرباط وسلا، اللتين وجدتا نفسيهما، في عهدي العمدة البحراوي والسنتيتي، أمام أمر واقع فرض عليهما إلى جانب جماعات عدة، بالتعامل مع”شركة مدعومة” من “السلطة”، فكانت النتيجة نقلٌ يسيء إلى عاصمة البلاد.

اليوم، وبعد أن رست صفقة التدبير المفوض للنقل الحضري في الرباط على الشركة الإسبانية “آلزا” و”سيتي بيس”، بعدما تولت مجموعة جماعات العاصمة إعلان طلبات عروضها، بدأت تظهر بوادر وعلامات إعادة تجربة الوالي الراحل العمراني الفاشلة مع شركة “فيولييا” المفلسة.

مناسبة هذا الكلام هي أنه إذا كان إلتزامات شركة “فيلوليا”، قبل إنطلاقها، سواء مع تدبير وضيعة المستخدمين أو إحترام دفتر التحملات، أو حتى إحترام المواطنين.. قد “خرجت من الخيمة مايلة”، فيبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم مع الشركة الإسبانية “ألزا” ومع “سيتي بيس”.

الأخبار المتوفرة حول الانطلاقة المتوقعة للشركة المذكورة، قبل عيد الأضحى، لا تسرّ، فيكفي إثارة هذا التساؤول المؤرق الذي يسود نقاشات غالبية مستخدمي شركة “ستاريو”، العاملة حاليا في تدبير قطاع النقل في العاصمة، مفاده: “أش غادي يديرو معانا موالين ألزا”.

لنترك قضية “الطوابسية” مع “أصحاب طوبيسات ألزا”، فكما يقال “حمو قاد بهمو”، ونثير تساؤلا آخر، وهو هل ستنطلق الشركة المحظوظة، بـ”350 حافلة، كما ينص على ذلك دفتر التحملات”، أم ستكتفي بـ”100 طوبيس”؟..

وإذا كانت هذه الشركة ستنطلق بـ”خرق دفتر التحملات”؟ ما رأي عمدة الرباط، محمد الصديقي، من حزب “البيجيدي”، الحاكم، الذي أضحى على عهد الوالي اليعقوبي، يمشى انتفاخا، بعدما لحق بظهر المعارضة، ما لحق بها من “سوط السلطة”.. وما رأي عمدة سلا جامع المناصب عفوا جامع المعتصم؟ لا. بل ما رأي الوالي اليعقوبي نفسه، وهو المسؤول عن حماية تطبيق القانون و الحرص على عدم الإفلات من العقاب.

لنضع هذه التساؤلات المؤرقة جانبا، والتي منها سؤال: هل حل الوالي اليعقوبي محل مجموعة الجماعات في الحرص على خروج “طوبيسات ألزا” إلى شوارع العاصمة قبل عيد الأضحى؟،ونكتفي بتوجيه سؤال واحد للشركة المحظوظة، وهو أين مستودع حافلات”ألزا”؟ هل في “قامرة الرباط” أم في”أنزا أوفلا”.. حيث تجربة هذه الشركة التي لا يذكرها أهل سوس إلا بألم “طعن الموس”..

رجاءً، لا نريد المزيد من الطعنات، فجسد عاصمة الأنوار متخن بالطعنات.. طعنات لم يقف نزيفها بعد، كطعنة تحالف السلطة و”فيووليا” والجماعة على عهد الوالي العمراني رحمه الله.. والتي انتهت بالخراب والإفلات من العقاب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *