هذه لها علاقة أيضا بين الهواية والاحتراف. كلما تأملت في بعض بروفيلات أعضاء المكتب الجامعي، ومنهم الموجودين في عكاشة، وأتذكر فضيحة تذاكر المونديال.

*محمد كريم بوخصاص

في الهواية، يمكن لأي شخص أن يتعامل وكأن المؤسسة ملكه الشخصي، دون احترام للاختصاصات، أو ينظر إليها كانها “فيرمة ديال باه”، دون الحاجة للكفاءة.

وهذا ما نراه في العديد من المؤسسات الرياضية المغربية، حيث يمكن للشخص الأمّي (أمي في المجال) أن يتولى القيادة.

ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تتبع مسارات العديد من الرؤساء ومسيرتهم، بما في ذلك من انتهى بهم المطاف في عكاشة.

في الاحتراف، يجب أن تكون الأمور واضحة ومنظمة، كل شخص له مسؤولياته ويتم احترامها وتفعيلها.

الأولمبياد الأخيرة في باريس كانت فرصة لمعرفة أين نقف.

المنتخب الوطني الأولمبي يستحق التحية والتقدير على المسار التاريخي الذي حققه والعزيمة في مواجهة الفرق الكبرى، بما فيها إسبانيا.

لكن، كان يمكن أن نصفق لما تحقق ونركز على المنافسة على الميدالية البرونزية، وذلك ما لم يحصل. لماذا؟.

ببساطة، لأننا رأينا صورة أكدت أن منظومة المنتخب هاوية. كيف يعقل أن يكون مدرب المنتخب الأول في غرفة ملابس المنتخب تحت 23 سنة الذيله مدربه الخاص وطاقمه المساعد؟

هل رأينا ديدييه ديشامب، بطل العالم ووصيف أوروبا، يفعل شيئًا مشابهًا مع منتخب بلاده؟ هل رأينا مدرب إسبانيا لويس دي لافونتيي المتوج قبل أسابيع بكأس أوروبا في مستودع ملابس المنتخب الاسباني اليوم؟.

بالطبع لا. كل المدربين المحترفين يحترمون حدود مسؤولياتهم. مع العلم أن كلا المنتخبين يلعبان نصف النهائي مثلنا.

ليس بالضرورة أن يكون هذا هو السبب المباشر لهزيمتنا، ولكن هذا النوع من التصرفات يسقط عنا صفة الاحتراف ويظهرنا كهواة.

لدينا لاعبين عالميين مثل حكيمي وآخرين، ومع ذلك وجدنا المنتخب اليوم يدار بطريقة غير احترافية. فمن المسؤول عن هذا التسيب؟

بالتأكيد رئيس الجامعة، لأنه أولا هو المسؤول عن المنتخبات الوطنية، وثانيا لانه ظهر مع الركراكي في المدرجات أكثر من مرة وهو يعطي التعليمات.

كما ظهر معه وبنمحمود وهم يتحركون كالباطرونا في ملعب تدريب المنتخب.

إذا كان لا يثق في مدرب المنتخب الأولمبي، لماذا تعاقد معه من البداية؟ وإذا كان يثق فقط في مدرب المنتخب الأول، لماذا لم يعينه لقيادة الفريق الأولمبي ويوفر النفقات؟.

لا يمكن إنكار أن رئيس الجامعة الحالي له بصمة في تاريخ الكرة المغربية، وهو أفضل رئيس للجامعة أو أي جامعة رياضية (المربع الذهبي في المونديال والأولمبياد، منتخب الفوتسال، الكرة النسوية..).

لكنه أيضًا يتحمل مسؤولية الإخفاقات، مثل الفشل الذريع في الكان، وأخيرا التسيب الإداري الذي شهدناه في الأولمبياد.

الرئيس يجب أن يكون أول من يحمي المنتخب من القرارات غير المدروسة، ويبدو أن من يمدحونه بلا حدود قد أثّروا على قدرته على اتخاذ القرارات السليمة.

كلنا نتذكر كيف ركب مسؤولون سياسيون في طائرة المنتخب بعد الفوز على الكوت ديفوار والتأهل لمونديال روسيا، دون أي مبرر سوى الاحتفال!.

في النهاية، الاحتراف يتطلب المسؤولية والالتزام، وعلى سي رئيس الجامعة أن يسعى لتطبيق ذلك في كل مستويات الكرة المغربية.

وأخيرا، وهذه لها علاقة ايضا بين الهواية والاحتراف. كلما تأملت في بعض بروفيلات أعضاء المكتب الجامعي، ومنهم الموجودين في عكاشة، وأتذكر فضيحة تذاكر المونديال.

أقول جازى الله الأمهات والآباء المغاربة المقيمين في الخارج الذين أنجبوا لنا هؤلاء الجيل من اللاعبين وارضعوهم حب المغرب..

*صحفي ومحاضر في الإعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *