احتضنت دار الصانع بأزمور، يومي الجمعة والسبت 2 و3 غشت الجاري فعاليات الندوة الدولية حول مسار شخصية استيفانيكو أو مصطفى الأزموري، تحت عنوان “مصطفى الأزموري.. جسر ثقافي متوسطي وإرث إنساني”.
ويشرف على تنظيم هذا اللقاء الأكاديمي والعلمي كل من جماعة أزمور، ومختبر السرديات ومختبر الدراسات المغربية الأمريكية بكلية الآداب بنمسيك بالبيضاء، بشراكة مع جامعة مدينة نيويورك والقنصلية العامة للمملكة المغربية بنيويورك.
ويأتي هذا اللقاء بعد النجاح الذي حققه اللقاء العلمي والثقافي المنعقد بجامعة مدينة نيويورك بأمريكا خلال شهر فبراير من السنة الجارية تحت عنوان” الملهم مصطفى الأزموري، أول مستكشف إفريقي في أمريكا الشمالية.
وفي تصريح خص به جريدة “le12.ma ” أشار عبد القادر الجموسي القنصل العام للمملكة المغربية بنيويورك، أن الباحثين والمسؤولين على مستوى مدينة أزمور التقطوا الإشارة بعد ندوة نيويورك، مؤكدين أنهم الأولى بهذه الشخصية المغربية التي أصبحت تكتسي حجماً عالمياً.
وأضاف الجموسي، أن الدراسات الأكاديمية والبحث التاريخي تنصف الآن هذه الشخصية، باعتبارها شخصية غنية بالقيم الرمزية، تنقل نموذج للمغربي الذي ينتقل إلى العالم ويحاور العالم ويترك أثره في العالم، مشيرا أن مصطفى الأزموري يعتبر علامة مهمة في الذاكرة الثقافية والهوية المغربية المتعددة الأبعاد.
وأشار المصدر ذاته، أن هذه الندوة تأتي في سياق المبادرة الملكية نحو الأطلسي، مؤكدا أن هذه المبادرة تلعب أدواراً جيوسياسية لكنها أيضا لها أدوار ثقافية وفكرية تحتاج إلى زخم فكري لاعطائها أهميتها.
وتابع المتحدث قائلا، “إذا كان ابن بطوطة أعطانا انفتاح نحو آسيا، وحسن الوزاني أعطانا انفتاح على أوروبا وإفريقيا، فالآن لدينا شخصية رحالة مستكشف لديه قيمة عالمية والذي هو مصطفى الأزموري المغربي”.
ومن جهته، عبر مؤسس هذه المبادرة البروفيسور عبد السلام الإدريسي أستاذ جامعي بكلية نيويورك، عن سعادته بتنظيم هذه الندوة مع مشاركين آخرين حول شخصية مصطفى الأزموري في مسقط رأسه بأزمور.
وأوضح أن هذه الندوة تأتي في سياق المبادرة التي أقيمت في كلية نيويورك شهر فبراير الماضي احتفال بشهر امریکا، والتي تروم خلق جسر تقافي وتاريخي وخاصة أكاديمي بين المغرب وأمريكا.
وأشار الإدريسي في معرض تصريحه، أنه سيتم تنظيم دورات سنوية حول شخصية مصطفى الأزموري، أو “استيفانيكو الأزموري” مؤكدا أن هناك اهتمام أكاديمي كبير حول هذا الموضوع و هو موضوع تاریخي مهم يهم المغاربة ككل، وسيمكن من توطيد العلاقة الأكاديمية بين أمريكا والمغرب.
وأضاف المصدر ذاته، أن هذه الندوة تأتي في إطار المبادرة الملكية الأطلسية، والتي من خلالها سيتم خلق جسر أكاديمي، في أفق تنظيم الدورة الثالثة من هذه الندوة التى ستعرف مشاركة عدد كبير من الأكاديميين من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
وتسعى هذه المبادرة التي أسسها البروفيسور عبد السلام الإدريسي إلى تسليط مزيد من الضوء على شخصية الرحالة مصطفى الأزموري، ذلك الفتى المغربي من العهد الوطاسي الذي عبر المحيط الأطلسي في بدايات القرن السادس عشر ضمن بعثة استكشافية مبكرة نحو العالم الجديد أمريكا.
وكان الأزموري شاهدا ورائدا في اكتشاف جزء مهم من العالم الجديد، حيث أبان عن مقدرات وقيم بوّأته مكانة استثنائية في الإسطوغرافيا الأمريكية، وجعلته محط اهتمام متزايد في الدرس الأكاديمي والدراسات الثقافية المعاصرة.
باقي التفاصيل في الفيديو التالي: