قرار جديد اتخذته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في حق محمد الطالبي، عميد كلية العلوم بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، على خلفية رفضه تسليم جائزة لطالبة متفوقة بسبب ارتدائها للكوفية الفلسطينية.
م. الحروشي
وجهت وزارة الميراوي، مراسلة إلى عميد الكلية ورئيس جامعة الحسن الثاني، اطلعت عليها جريدة “le12.ma“، لإخباره بتكليف بمهام جديدة لعميد كلية العلوم محمد الطالبي، وتعيينه نائب العميد عوض منصب عميد الكلية إلى حين إحالته على التقاعد.
وقالت الوزارة في مراسلتها، “بناء على رسالة رئيس جامعة الحسن الثاني، يشرفني أن أنهي إلى علمكم أنه تقرر تعيينكم عميدا بالنيابة لكلية العلوم بن امسيك الدار البيضاء إلى حين إحالتكم على التقاعد بتاريخ 31 غشت 2024”.
وكان عميد كلية العلوم بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قد رفض تسليم شهادة التخرج لطالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية عند صعودها إلى منصة حفل التخرج ورفضها نزع الكوفية.
ورافق انتشار مقطع فيديو المثير للاستنكار، ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب موقف العميد، الذي اشترط لتسليم الجائزة نزع الكوفية من الطالبة،
وجر هذا التصرف، عليه انتقادات حادة من قبل مواطنين وسياسيين مغاربة، عبروا عن إدانتهم لهذا التصرف الذي وصفه بعضهم بـ”الجبان”، وأعادوا نشر صور أساتذة جامعيين مغاربة يرتدون الكوفية والعلم الفلسطينيين.
ووثق الشريط الذي انشر كالنار وسط الهشيم، رفض العميد تكريم الطالبة، بدعوى أنها “تعبر عن موقف سياسي بارتدائها الكوفية الفلسطينية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني”، وهو الطلب الذي رفضت الطالبة، ليتكلف مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بتسليم الجائزة للطالبة تحت تصفيق الحاضرين من أساتذة وموظفين وطلبة ومدعوين، الذين عبروا عن رفضهم الشديد لسلوك العميد، معتبرين تصرفه غير مسؤول ويتعارض مع الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية.
ووصف المصطفى الرميد، وزير العدل السابق، في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، بـ”الجبان” و”المتجرد من الإنسانية”.
وكتب الرميد قائلا: “اذا صح ان عميدا بكلية مغربية رفض توشيح طالبة لانها تحمل الكوفية الفليسطينية، فهو جبان لايستحق العمادة، ومتجرد من الإنسانية لايستحق الاحترام…“، مضيفا، “ارجو ان لايكون الخبر صحيحا”.
واستنكر مكتب الفرع المحلي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، صرف عميد كلية العلوم بنمسيك.
وقال المكتب في بيان استنكاري، “هذا التصرف غير المسؤول داخل فضاء أكاديمي يفترض أن تسود فيه حرية التعبير عن الرأي، ترك استياء عميقا لدى الأساتذة الباحثين وموظفي المؤسسة وآباء وأولياء الطلبة والطلبة أنفسهم”.
وأضاف البيان، “ أمام هذا التصرف الشاذ والأرعن يعبر مكتب الفرع المحلي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا باسم أساتذة المؤسسة عن استنكارهم الشديد لسلوك عميد كلية العلوم بنمسيك الذي يتعارض مع الموقف الرسمي للبلاد إزاء القضية الفلسطينية ومع نبض المجتمع المغربي عن إدانتهم لقمع حرية التعبير من طرف مسؤول جامعي استؤمن على تكوين أجيال المستقبل على قيم الحرية والعدالة ومناصرة المستضعفين والاعتزاز بالهوية والانتماء الحضاري”.