أكد الدكتور إسماعيل ساسنو، الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، أن تخليد اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي، الذي يصادف يوم 28 يوليوز من كل سنة، يشكل مناسبة مهمة من أجل التحسيس بمخاطر هذا المرض، وأيضا سبل الوقاية من انتشاره وطرق العلاج.

وسجل الدكتور ساسنو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التهاب الكبد الوبائي أو الفيروسي يعد مرضا “فتاكا” ينتشر على نطاق واسع عبر العالم، لا سيما بعض الدول التي تتميز بتطور تنموي متفاوت، مضيفا أن أسباب الإصابة بهذا المرض ترجع إلى الممارسات اليومية والسلوكيات غير الصحيحة، مثل قلة النظافة والاستخدام متعدد الاستعمال لبعض الأدوات الخاصة، مما يؤدي إلى انتقال عدد من الفيروسات من شخص لآخر.

كما أكد على ضرورة الوقاية من هذا المرض “الفتاك” من خلال المراقبة المستمرة للنظافة الشخصية، والتخلص الفوري من الأدوات أحادية الاستعمال، ومراقبة النظام الغذائي بشكل صحي، بالإضافة إلى أهمية التلقيح الذي أصبح إلزاميا، وخاصة لدى الأطفال.

وقال الدكتور إن هناك بعض أنواع التهابات الكبد تنجم عنها أعراض حادة، والبعض الآخر يتطور في صمت لا يمكن الكشف عنه إلا سريريا، وذلك حسب نوع التهاب الكبد الوبائي ودرجة تطوره وخطورته على حياة المصاب، فضلا عن أن هناك بعض الفيروسات التي تتطور وتؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي المزمن (تشمع الكبد) والذي ينتج عنه مضاعفات خطيرة تساهم في تكون خلايا سرطانية على مستوى هذا العضو.

وبخصوص طرق علاج هذا المرض، أضاف أنها تتعدد وتتنوع حسب نوع الفيروس ومرحلة تطوره على مستوى الكبد، لافتا إلى أن “العلاج أصبح موجودا ومتوفرا بالإضافة إلى أنه فعال وفي المتناول وتتكفل به أيضا التعاضديات العامة والخاصة، مما يجعل العلاج متاحا لعدد كبير من الشرائح في المجتمع”.

وشدد على أن الاحتفاء باليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي يشكل فرصة مهمة للدعوة أيضا إلى توحيد جهود الجهات المعنية والفاعلة في المجال الصحي من أجل التحسيس بهذا المرض “الفتاك” ومدى خطورته على صحة الفرد والمجتمع، نظرا لسهولة انتقاله بين الأشخاص.

وعلى الصعيد العالمي وبلغة الأرقام، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن حوالي 3500 شخص يلقون حتفهم يوميا بسبب الإصابة بالتهابات الكبد الوبائي أو الفيروسي وأن هذا العدد يرتفع بشكل متزايد، مسجلة أن التهاب الكبد الوبائي يعد ثاني الأسباب المرضية المعدية المؤدية إلى الوفاة عبر العالم، بما يعادل 1.3 مليون شخص سنويا.

وحسب التقرير العالمي لمنظمة الصحة العالمية لسنة 2024، فإن القضاء على هذا المرض لا يزال أمرا “قابلا للتحقيق” في أفق سنة 2030 من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات المستعجلة والسريعة للوصول إلى هذا الهدف، وذلك في ظل تحسن أدوات التشخيص والعلاج، وانخفاض أسعار المنتجات العلاجية.

وأظهرت بيانات جديدة في عدد من الدول في العالم (187 دولة) أن عدد الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الوبائي ارتفع من 1.1 مليون سنة 2019 إلى 1.3 مليون سنة 2022، 83 في المائة منها بسبب التهاب الكبد من نوع “ب”، و17 في المائة بسبب التهاب الكبد من نوع “سي”، بمعدل وفيات يصل إلى 3500 شخص.

كما حدد تقرير منظمة الصحة العالمية سلسلة من الإجراءات لتعزيز التعامل مع التهاب الكبد الوبائي، لتسريع التقدم نحو القضاء على هذا المرض في أفق 2030. ويشمل ذلك توسيع نطاق الوصول إلى الاختبارات والتشخيصات، وتعزيز جهود الوقاية، والتحول من السياسات إلى التنفيذ من أجل العلاج العادل.

يذكر أن اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي أو الفيروسي يشكل فرصة حقيقية لتعزيز الجهود الوطنية والدولية المبذولة لمكافحة التهاب الكبد بجميع أنواعه، والتشجيع على العمل وعلى مشاركة الأفراد والشركاء والمجتمعات، وتسليط الضوء على ضرورة الاستجابة على الصعيد العالمي كما دعت إلى ذلك منظمة الصحة العالمية في تقريرها بشأن التهاب الكبد لسنة 2017.

وتجدر الإشارة إلى أن سبب اختيار هذا اليوم (28 يوليوز) لتخليد اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي يرجع إلى تزامنه مع ذكرى ميلاد العالم الدكتور، باروك بولمبرغ، الحائز على جائزة نوبل، والذي يعود إليه الفضل في اكتشاف فيروس التهاب الكبد من نوع “ب”، واستحداث اختبار لتشخيصه ولقاح مضاد له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *