لامين جمال معجزة كرة القدم الإسبانية، نشأ في ضاحية روكافوندا المتعددة الأعراق خارج مدينة برشلونة تسكنها الطبقة العاملة.
ويتساءل العديد من عشاق الموهبة لامين جمال، عن سر احتفاله الخاص والمتميز بالرقم 304، والذي خطف بها الأنظار، منذ ظهوره الأول في ملاعب كرة القدم قبل نحو 12 شهرا.
واشتهر النجم اليافع الذي احتفل أمس السبت بعيد ميلاده الـ17، باحتفال خاص حين يسجل الأهداف سواء مع ناديه برشلونة أو مع منتخب إسبانيا الذي فضل الدفاع عن ألوانه رغم أنه أصوله المغربية.
وفي سن الـ16 عاما فقط، فرض جمال نفسه كواحد من أبرز المواهب الصاعدة في عالم الساحرة المستديرة خلال الموسم الماضي بعد تألقه اللافت مع برشلونة بتسجيله سبعة أهداف وتقديم عشر تمريرات حاسمة.
ولم يقتصر تألق لامين جمال على برشلونة فحسب، فقد برز الجناح الموهوب مع الماتادور الإسباني وقدم مستوى استثنائيًا في بطولة كأس أوروبا المقامة حاليا في ألمانيا حيث قاد “لاروخا” لمواجهة إنجلترا في نهائي مرتقب مساء اليوم الأحد.
وفي البطولة القارية الحالية، قدم الموهبة الصاعدة ثلاث تمريرات حاسمة، وسجل هدفا في شباك فرنسا في نصف النهائي، مما جعله أصغر هداف في تاريخ بطولة “اليورو”.
وبعد هدفه في شباك فرنسا، احتفل لامين جمال بطريقته المعتادة والشهيرة، حيث أشار بيديه إلى الرقم 304 في إشارة إلى حي روكافوندا الذي تقطنه الطبقة العاملة، بمثابة رسالة فخر ومقاومة.
وتعتبر روكافوندا واحدة من أكثر المناطق الفقيرة في كتالونيا ووصل الأمر إلى أن حزب “فوكس” المنتمي لأقصى اليمين في إسبانيا وصفها في السابق بأنها: “تلة روث متعددة الثقافات”، أو “حثالة متعددة الثقافات”
ويرتكب حزب فوكس، وهو جماعة سياسية يمينية متطرفة في إسبانيا، خطأً فادحًا من خلال وصم أطفال المهاجرين المغاربة، والمثال الأخير بالنجم من أصول عربية، معجزة كرة القدم العالمية الشابة.
وعلى الرغم من ذلك، يظل موهبة برشلونة المولود لأب مغربي وأم من غينيا الاستوائية فخورا بمسقط رأسه ويتمسك بجذوره.
وسيسدل الستار اليوم الاحد، على بطولة كأس أمم أوروبا، المقامة حاليا بالمانيا، بإجراء المباراة النهائة والتي يتجمع بين الماتادور الإسباني والأسود الثلاثة، فيما سيكون التنافس بين الموهبتين جود بيلينغهام ولامين جمال، وهما من الأصول مهاجرة.