في ولاية أمن القنيطرة، إختلطت المشاعر، فكانت دموع اللقاء ودموع الشكر ودموع حزن فات، وعانقت الأم ميلودة طفلها أكرم، عناق لا كأي عناق.

القنيطرة – م. الحروشي – سامي العلوي 

كما لو أنك تشاهد لقطة من فيلم عاطفي،  هكذا كان مشهد اللقاء الاول بين الام ميلودة وطفلها أكرم منتصف ليلة الاثنين-الثلاثاء في مقر ولاية أمن القنيطرة.

بعد نحو 23 يوماً من البحث المضني ليل نهار، عن أكرم الذي اختفى عن الأنظار، جاء اللقاء بفيض من المشاعر.

إختلطت الدموع، بين دموع اللقاء ودموع الشكر ودموع حزن فات، وعانقت الأم طفلها، عناق لا كأي عناق.

كان اللحظة مؤثرة كما وصفها خال أكرم، عندما قابل الطفل والديه عند لقاء بعد فراق : « لقد قال أكرم، عندما شاهد أمه: ماما، وقال عندما شاهد أبوه : بابا».

الخال مراد يكشف كل شيء

وحول الوضع الصحي للطفل أكرم، أجاب خاله مراد في تصريح للصحافة وفق موفد جريدة le12.ma، منزل عائلته في القنيطرة: «لقد خضع الطفل أكرم لفصح طبي قبل أن نتسلمه من ولاية أمن القنيطرة، وكانت النتيجة أنه بألف خير والحمد الله».

وتوجه مراد، بالشكر إلى جلالة الملك، والمدير العام لمديريتي الامن الوطني وحماية التراب الوطني عبد الطيف حموشي، وولايتي أمن القنيطرة ومراكش والصحافة وعموم المواطنين.

من جانبها صرحت والدة الطفل أكرم الأم ميلودة قائلة: « الحمد الله، رجع لينا، راه 23  يوم ما كنا نعرفو عليه والو، خاصة أنه صغير لا يزال يستعمل لي كوش».

ستة سنوات من الصداقة بين ميلودة وخديجة، و ثلاثة سنوات من العشرة، و 23 يوما مرت على إختطاف أكرم، قبل العثور عليها، هي عناوين  لقصة خيانة «ملح وثقة» تعيد جريدة le12.ma، نشرها من جديدة.

والبداية من هنا.

أكرملاتفتح بيتك لغريب

لم تكن الأم ميلودة السيدة البسيطة التي تقطن في حي (الملاح) وسط مدينة القنيطرة، تعتقد أن فتح باب منزلها المتواضع وقلبه الطيب، لجارة عابرة تدعى خديجة، سيكلّفها فقدان إبنها أكرم.

قبل جائحة كورونا، بأشهر ستتعرف ميلودة على خديجة..لقاءات وتبادل زيارات تحول إلى إستضافات و«عشرة»، دامت لأشهر وأسابيع.

مدة كانت كافية، للمسماة خديجة العاملة في إحدى شركات الكابلاج من أجل كسب حب الطفل أكرم، وثقة أسرة ميلودة، في انتظار الفرصة المواتية لتنفيذ خطتها.

«لقد اصبح أكرم متعلقا بخديجة، بل يناديها طاطا»، تقول ميلودة في تصريح للصحافة، وهي تحكي قصة اختفاء المدعوة خديجة وأكرم في ظروف غامضة.

بينما كانت أسرة أكرم تبحث عنه في كل مكان، وتنشر صوره رفقة «المختطفة»، كانت هذه الأخيرة تمارس به التسول في مراكش.

حملة بحث إعلامية، سيقود عناصر المديرية العامة لحماية التراب الوطني «ديستي»، إلى العثور على أكرم وسيدة منقبة تمارس التسول في مراكش.

بالأمس سيتصل الامن بآلام ميلودة ويطلبها الالتحاق اليوم الاثنين بمراكش، حيث فتحت مصالح الشرطة القضائية بالمدينة الحمراء بحثا قضائيا مع المشتبه بها تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

المعطيات المتسربة من البحث الأولي في القضية تشير وفق الزميل بلعيد كرم، «إلى أن المشتبه في اختطافهاللطفل حاولت تمويه الأمن بالادعاء أن أكرم هو ابنها».

وأضاف، في تدوينة له «لكن تصريحاتها المتناقضة والوثائق التي تثبت تاريخ ازدياده أثبت كذبها وجعلها تتراجع عنتصريحاتها والتزام الصمت لفترة طويلة».

وبحسب مصدر موثوق، يورد الزميل بلعيد، فإن «الأمن الولائي بمراكش سلم في هذه اللحظات( ظهر اليوم الاثنين) الطفل أكرم لأمه فيما تم الاحتفاظ بالمعنية في انتظار نقلها إلى مدينة القنيطرة لاستكمال التحقيق».

وكشف المصدر ذاته ، أن المشتبه فيها ظلت تستغل الطفل أكرم في التسول وتبيع المناديل الورقية طيلة مدةتواجدها بمراكش.

وتابع، «كانت تبيت بمعية المعني في الشارع، وهو ما يفسر الحالة المتردية التي وجدا عليها».

وبخصوص الأموال التي كانت قد تحصلت عليها المعنية قبل اختفائها، فقد رجح المصدر أن تكون هذه الأخيرة « تعرضت لعملية نصب فقدت على إثرها جميع المبالغ التي وفرتها، الأمر الذي دفعها إلى التنكر وراء النقاب وممارسة التسول لتغطية مصاريف احتياجاتها اليومية».

جدير بالذكر أنه من المرتقب أن توجه للمشتبه فيها تهم تتعلق باختطاف واحتجاز طفل قاصر واستغلاله في التسول والاتجار في البشر.

أكرممحطات. من الاختفاء إلى اللقاء

*الاسرة تبلع الامن في القنيطرة بإختفاء الطفل اكرم وخديجة في ظروف غامضة

*إطلاق حملة بحث عبر وسائل الإعلام وتوزيع صور المختفي في محطات المسافرين

*دخول الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان على الخط

*الديستي تنجح في العثور على الطفل أكرم

الرامي : مديرية الأمن الوطني المغربي وضعت سابقا  نداء للمساعدة في البحث

«الحمدلله خبر سار بالقنيطرة تم العثور على الطفل المختفي حوالي شهر اسمه أكرم عمره ثلاث سنوات بمدينةمراكش بعدما تمكنت عناصر الأمن الوطني في تحديد مكان الشابة التي اختفت معه..

وقد وضعت سابقا مديرية الأمن الوطني المغربي نداء للمساعدة في البحث».

*عبد العالي الرامي رئيس جمعية حماية الطفولة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *