لقي 12 سوريا حتفهم عطشا في صحراء الجزائر أثناء رحلة جماعية بحثا عن اللجوء إلى أوروبا، وفق ما جاء، أمس الأحد واليوم الاثنين، في الحساب الرسمي لـ”جمعية غوث للبحث والإنقاذ بتامنغست” الجزائرية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك“.

ونشرت الجمعية ومواطنون جزائريون فيديوهات وصورا عن هذه المأساة، كما نشرت لائحة بأسماء الضحايا السوريين الإثنى عشر، الذين جرى العثور عليهم في منطقة بلگبور في عمق صحراء ولاية إيليزي، الواقعة في جنوب شرق البلاد، المتاخمة للحدود مع تونس… ويتحدّر الأشخاص الضحايا من أربع مدن سورية، ثلاثة من مدينة الحسكة، وثلاثة من مدينة الرقة، وخمسة من مدينة حلب، وواحد من مدينة دمشق.

وتبيّن المعطيات المتوفّرة أن بين الضحايا، الذين قضوا عطشا، أطفار صغار، كما تُظهر ذلك صورة منتشرة لجواز سفر طفل صغير يبلغ من العمر 10 سنوات، كان من بين الضحايا، الذين من بينهم صغار في السن، من مواليد 2003 و2006 و2008.

وقبل ثلاثة أشهر، انتشرت، على نطاق واسع، تقارير متطابقة عن مصرع مهاجرين أفارقة عطشا بعد طردهم في الصحراء على الحدود مع النيجر، حيث دأبت سلطات الجزائر على طرد المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى.

ووفق تقارير الفرق التابعة لـ”هاتف الإنذار في الصحراء” (Alarme Phone Sahara)، وهي مجموعة إنقاذ جزائرية، فقد جرى العثور، يوم 12 ماي الماضي، على مواطن مالي فاقد للوعي في الصحراء الكبرى، على الحدود بين الجزائر والنيجر، في المنطقة المعروفة باسم “النقطة صفر“.

وذكر تقرير للمجموعة أن السلطات الجزائرية تركت المهاجر لقدره في الصحراء، في درجة حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية، ورغم محاولات الإنقاذ، التي قامت بها المجموعة، فقد لقي المهاج المالي حتفه من شدة العطش

 

وفي نفس الشهر (ماي)، جرى العثور، كذلك، على سبع جثث في نفس المنطقة، ثلاثة ماليين وغينيين اثنين وبوركيني واحد، والجثة السابعة مجهولة الهوية، بعدما قضوا عطشا… وفي يوم 5 أبريل الماضي، عثرت فرق “هاتف الإنذار في الصحراء” على ثلاث جثث في حالة متحللة، بالقرب من النقطة صفر، دون أي احتياطي للمياه، ودون العثور على أي وثائق بحوزتهم.

وانتشرت تقارير أخرى مماثلة، وضمنها شهادات لبعض الناجين، تفيد إقدام السلطات الجزائرية، على نحو مقصود ومتعمّد، على التخلّص من المهاجرين الأفارقة بإرسالهم، دون مياه أو طعام، إلى الصحراء على الحدود مع النيجر، ما دعا المجلس العسكري الحاكم في النيجر إلى استدعاء السفير الجزائري بالعاصمة نيامي في 3 أبريل الماضي، حيث حرص نائب الأمين العام لوزارة خارجية النيجر، عمر إبراهيم سيدي، على أن يعبّر له “رسميا عن احتجاج السلطات العليا في النيجر ضد الطبيعة العنيفة لطريقة العمل، التي تستخدمها أجهزة الأمن الجزائرية لتنفيذ هذه العمليات”، طالبا منه أن يبلّغ سلطات بلاده “احترام الكرامة والسلامة الجسدية والمعنوية” للمهاجرين أثناء عمليات الإرجاع عبر الحدود.

وبحسب تقارير فرق “هاتف الإنذار في الصحراء” الجزائرية، التي تغطي مناطق “أغاديز” و”أساماكا” و”أرليت” و”نيامي” الواقعة في منطقة قعوار على الطريق إلى ليبيا، فقد جرى بالفعل طرد 10 آلاف مهاجر منذ بداية السنة الجارية فقط، أي في نصف سنة، فيما سجّلت عمليات الطرد والترحيل في السنة الماضية (2023) أزيد من 23 ألف مهاجر، بينهم أفارقة وآخرين من جنسيات عربية وكردية متحدرة من مناطق النزاع في سوريا والعراق… وأصبحت السلطات الجزائرية تقوم، نهارا جهارا، بـ”اعتقالات تعسفية للمهاجرين وللسود بمداهمتهم في شققهم، وفي الشارع، وفي أماكن عملهم، وفي الملاعب الرياضية، ثم يتم إرسالهم إلى النقطة الصفر”، وفق ما أوردته تقارير فرق “هاتف الإنذار في الصحراء” الجزائرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *