عبد الرزاق بوتمزار – le12.ma

 

في انتظار الرواية الرسمية يخيّل للمرء أحيانا وهو يرى بعض المشاهد في هذا البلد السعيد أننا ما زلنا نعيش في العصور الوسطى وربما ما قبل ذلك!.. والحقيقة أن من يشاهد منظر أفراد من القوات المساعدة وهم يجرّون بائعا جائلا في أسفي وهو مقيّد بسلسلة حديدة لَيصاب بالرهبة والخزي وحتى بالعار لمجرّد اضطراره إلى مشاركة مثل هذه “النماذج” الجغرافيا ذاتها والهواء ذاته.

“صورة” من الأزمنة الماضية أثارت موجة استياء واستنكار عارمَين بين رواد شبكات التواصل الاجتماعي الذين أجمعوا على استنكار هذا التصرّف البائد، الذي لا يُعقَل، بل لا يكاد المرء يتخيّل حتى أن يحدُث شيء قريب منه في 2019.

والأنكى من ذلك أنّ من يقترفون مثل هذه الحماقات ربّما لا يعرفون أننا في القرن الواحد والعشرين، في عصر فورة تكنولوجية وطفرة هائلة في وسائط التواصل متربّصة بمثل هذه “المشاهد” لنقلها إلى العالم أجمع وتعطي صورة مشوّهة عن بلد يُفترَض أنه أجمل بلدان هذا العالَم! فبسرعة البرق، وصل “المشهد” إلى “يوتوب”، فاضحا هذه الطريقة “الاستثنائية” في “بلد الاستثناء” لاعتقال بائع جائل بهذه الطريقة المهينة واللاإنسانية. فقد لُفّت حول عنقه سلسلة من حديد وجُرّ كما تُجرّ أشرس الحيوانات أو الغيلان، مصفّدَ اليدين في مشهد مخزٍ ومهين لكلّ المغاربة، لولا أن… لا حياةَ لمَن تُنادي!

ووقعت فصول هذا المشهد، الذي قد يبدو للوهلة الأولى أنه مشهد من فيلم تاريخي يُظهر سفّاحا بلا رحمة أو إرهابيا أزهق أرواحا. وحتى هذا أو ذاك لم يعد معقولا في زمننا هذا أن يُعتقلا بهذه الطريقة الـ(…) وأترك لكم فراغا لتملؤوه بالوصف الذي ترونه مناسبا… أقول، وقعت هذه “الواقعة” يوم 27 يوليوز الجاري فقط، خلال تدخّل لعناصر القوات العمومية لطرد مجموعة من “الفرّاشة” والباعة الجائلين (ليس إلا) كل ذنبهم أنهم عرضوا بضائعهم في الشارع بعد إغلاق سوق في المدينة (المأسوف على واقعها) الذي كان مخصصا لهذا الغرَض منذ ثلاثة شهور متوالية.

فإلى أين نسير مع مثل هؤلاء؟ وعن أي “تنمية” يمكن أن نتحدّث وما زالت بيننا مثل هذه النماذج؟! وهل يمكن الحديث، في ظل مثل هذه السلوكات والتصرفات (وما خفيَ منها كان أعظم) يمكن أن نتحدٌث عن وطن وعن مواطَنة أو مواطِن؟

باراكا من الحْگرة، را عيّقتو كترْ من القياسْ!

ننتظر روايتكم الرسمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *