“..ما دمنا تلقينا رضى الجسم الصحافي المهني وكل من تابع عن قرب أجواء أداء الصحافيين الرياضيين في كأس العرش الأخيرة بأكادير، فلا نبتغي فخرا أكبر من هذا..”

*إدريس شحتان

أحرز فريق الرجاء الرياضي لكرة القدم لقبه التاسع تاريخيا في منافسة كأس العرش، الإثنين الماضي، نتيجة فوزه على الجيش الملكي بهدفين لهدف واحد، في مباراة النهائي التي احتضنها ملعب أدرار بأكادير.

بالمقابل خلق الصحافيون الرياضيون لأول المرة الحدث المهني الملفت للانتباه لكل من تابع المباراة الساخنة التي جمعت بين قطبين كبيرين في كرة القدم المغربية..

ليس مبالغة الحديث عن خلق الصحافيين الرياضيين الحدث بامتياز.

فكل من تتبع المباراة رأى لأول مرة، شكل التنظيم البديع الذي ميز أداء الصحافيين الرياضيين المتواجدين في منصة  خاصة بهم، توفر لهم أجواء مريحة للقيام بواجبهم الإعلامي المهني في أحسن الظروف.

المصورون والكاميرامانات منهم، نزلوا للساحة التي تسمح لهم بالتصوير عن قرب بشكل منتظم بدون ازدحام ولا فوضى.

 

بلباسهم المهني المميز وكانوا عين وأذن القراء والزوار والمشاهدين في عين المكان، قريبين من الحدث.

فيما الصحافيون المحررون والمعلقون والمحللون، خصصت لهم منصة مريحة تيسر لهم تتبع أطوار المقابلة الحاسمة، وفي ذات الوقت، تمكنهم من إنجاز مهامهم بجدية وبمهنية أكبر وبسرعة وفعالية أيضا.. هذه المهمة التي تولتها الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين التي يشرف عليها هذا العبد الضعيف، والتي انطلقت مع كأس إفريقيا في «الكوت ديفوار»، وتألقت أكثر في نهائي كأس الكاف في مصر بشهادة كل الفاعلين في المجال الرياضي والصحفي..

لم يعد مسموحا بالتسيب وعدم الانتباه للدور الأساسي الذي يقوم به الصحافي الرياضي، ولا بالممارسات اللا أخلاقية وغير المهنية التي انتشرت في صفوف الصحافة الرياضية من “مرايقية” ومسترزقين وطفيليات لا تعيش إلا وسط المياه العكرة…

بمؤازرة الصحافيين الحقيقيين واستحسانهم للخطوات التي أقدمت عليها الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين في كل الاستحقاقات الرياضية السابقة، وآخرها مباراة نهائي كأس العرش بأكادير، نكون قد كسبنا الرهان في إعادة الاعتبار لمهنة الصحافي الرياضي، إذ لم يسمح لغير حامل البطاقة المهنية المسلمة من طرف المجلس الوطني للصحافة بالدخول لمنصة الصحافة الوطنية. لذلك نعرف أننا سنكون في مواجهة لوبي المسترزقين و”النجارة” الذين كانوا يحصلون على تراخيص مشبوهة للولوج إلى الملاعب الرياضية كصحافيين أو مصورين، وننتظر من جيوب المقاومة التي اعتادت أجواء التسيب وانتعشت من أشكال الفوضى التي كان يعرفها المجال المهني، ردود أفعال غير طيبة وتشويشا كبيرا بطريقة تبعث على الضحك  من طرف كل المرايقية الذين سُدّت في وجوههم أبواب الاسترزاق والتكسب غير المشروع.. لكن ما دمنا تلقينا رضى الجسم الصحافي المهني وكل من تابع عن قرب أجواء أداء الصحافيين الرياضيين في كأس العرش الأخيرة بأكادير، فلا نبتغي فخرا أكبر من هذا، ومرحى بتشويش المشوشين فنحن نعرفهم جميعا ونعرف أهدافهم وحتى ما يقومون به في الكواليس، وقريبا سنفضحهم واحدا واحدا فقد اعتدنا الحروب غير النزيهة التي نواجهها بالصمت أحيانا وبتطوير عملنا الجاد أحايين كثيرة وبكشف عوراتهم مرات ومرات.

لأول مرة لم يحدث ازدحام في منصة التغطية الصحافية، لأول مرة يبرز الجسم الصحافي الرياضي المهني منسجما  ويشتغل بأريحية وبمهنية ومسؤولية أيضا..

لم يعد هناك مجال للتراجع ما دمنا نقدم خدمة جليلة للصحافة الرياضية ونعيد الاعتبار للصحافيين المهنيين، ونطهر المجال من العفن الذي طارده، وليست هجومات “المرايقية” وجيوب مقاومة التغيير الحقيقي والمستفيدين من الفساد القديم في مجال الصحافة الرياضية، إلا دليل على صحة توجههنا ونجاعة خيارنا في تنظيم الصحافة الرياضية بالمغرب، ومرحبا بكل المشوشين الذين اعتبرناهم يسيئون لمهنة نبيلة، ذلك خيارنا الآن ومستقبلا أن نطهر مهنة الصحافة الرياضية من كل دخيل وفاسد، فما ينفع الناس سيمكث في الأرض أما الزبد فسيذهب جفاء…

*مدير النشر بالمجموعة الإعلامية شوف تيفي ورئيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *